لسنوات وأنت تبدو مثيرا للجدل.. بل دعني أقول لك إنك تحولت إلى أسطورة.. وعندما أقول أسطورة هذا لا يعني أن المسألة في غاية الإيجابية.. كنت تقول لمحيطك إنك لا تريد أن يتحدثون عنك لا بالإيجاب ولا بالسلب.. وهذا أيها الجنرال، يدل على تأثرك بالمدرسة السوفياتية، وتوقك إلى سلطة السرية... وبالفعل إنك نجحت في ذلك أيما نجاح... ويعرف عنك أيها الجنرال أنك تجنبت ما وسعك ذلك الأضواء.. هل أنت خائف من الأضواء لأنها تظهر عيوبك؟! هل توصلت إلى أن منطق الصمت والإخفاء والتخفي يجعل منك لغزا..؟! وبالتالي أيقونة في نظر كل أولئك الذين يخشون كل ما هو صامت! أعرف جيدا، أنك رجل غير مبادر.. وأنك تترك الآخرين يبادرون لتنقض في اللحظة المناسبة على الخصم عندما يتجاوز الخط الأحمر... وأعرف أنك تواطأت مع الرئيس بوتفليقة منذ أن قام بإدارة اللعبة السياسية، وأنكما وجدتما أنفسكما إلى درجة مثيرة من التشابه.. أنت تقدس الصمت والسوسبانس، وهو كذلك.. أنت تدع الآخرين ينخرطون في اللعبة بدلك وهو كذلك.. أنت تنظر أن يرمي خصمك بكل أوراقه وهو كذلك.. أنت تضفي على نفسك قداسية سرية وهو كذلك.. أنت في حاجة إليه في اللحظات العصيبة وهو كذلك.. أنت تصغي أكثر مما تتكلم وهو كذلك.. أنت ركنت إلى محراب الصمت المثير وهو كذلك.. والآن؟! مالعمل؟! والجزائر على فوهة بركان.. أرسل لك إشارة، مثلما أريدها من بوتفليقة باعتباري ولد البياع.. هل تعرف لماذا؟! لأنكما وجهان لعملة واحدة.. وقصدت بذلك لعبة واحدة وثقافة واحدة، وتاريخا واحدا.. وجيلا واحدا... طبعا، لا أنتظر جوابا مباشرا منك، مثلما لا أنتظره من بوتفليقة.. لكن قد أنتظره من الشعب الجزائري في وقت الجد.. أقول لك قولي هذا وأستغفر الله لي ولك. آمين..