حمّل الأمين العام لحزب حركة النهضة، أمس، مسؤولية ما وصفه ب "التعفن السياسي" السائد الذي يعكسه الصراع القائم الذي تجلى في التصريحات الأخيرة ضد المؤسسة العسكرية والتصريحات المضادة لها، للسلطة التي تتخبط حاليا بسبب التلاشي الحاصل بين مكوناتها، واعتبر أن دفاع الرئيس عن هذه المؤسسة جاء متأخرا. قال الأمين العام لحزب حركة النهضة، محمد ذويبي، في قراءته لرسالة التعزية التي وجهها رئيس الجمهورية إلى نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي وعائلات ضحايا حادثة سقوط الطائرة العسكرية بأم البواقي، "إننا نمارس العمل السياسي الذي ينتقد السياسات ولا يجرح في الأشخاص وهو مبدأ بالنسبة للحركة، وطالبنا بإبعاد المؤسسة العسكرية عن التجاذبات وعدم إقحامها في الصراعات السياسية لما لها من مكانة سيادية هامة في هذا البلد، وإذا كانت فيه إساءة لهذه المؤسسة فهو من أحزاب السلطة وليست المعارضة، ونجدد دعوتنا لتحرير العمل السياسي من مثل هذه الممارسات وتحييد هذه المؤسسة عن الصراع السياسي القائم حاليا". وأضاف الأمين العام للحزب أن "الأشخاص المفلسين سياسيا والعاجزين عن تقديم مشاريع بناءة لأنهم يستندون على المؤسسة العسكرية والقضاء ويدعون بأنهم يمارسون السياسية، عليهم تحييد هذه المؤسسة وعدم استغلالها سياسيا" في إشارة منه إلى الامين العام لحزب الافلان عمار سعيداني الذي قال بشأنه إنه المستفيد من دعم السلطة بكل مؤسساتها لاسيما بعدما زجت الجيش في الانتخابات التي جرت سنة 2012 وتم تسجيل افراده خارج الاجال القانونية وبطريقة غير شرعية، ويبدو حسب الأمين العام لحركة النهضة أن التوافق الحاصل بين مكونات منظومة الحكم تلاشى وبالتالي فإن كل جهة تريد أن تستميل الشعب لصالحها وذلك من خلال هذه التصريحات والتصريحات المضادة التي ترفض الحركة التصفيق لأي جهة على حساب أخرى. وحمل، محمد ذويبي، مسؤولية كل مكونات السلطة المسؤولية السياسية كاملة في ظل تعفن الوضع السياسي السائد بسبب الاعتداء على الدستور سنة 2008 من خلال تمديد العهدات بدل الاكتفاء بسنتين، وقال مخاطبا الداعين للعهدة الرابعهة "مادام أنكم طبلتم لتغيير الدستور الأجدر بكم على الأقل أن تنادوا لعهدة رابعة بطرق نظيفة". واعتبر أن كل ما يجري من صراعات في هرم السلطة يدل على تخبطها وعجزها عن ايجاد مرشح نظام نتيجة فساد المنظومة السياسية.