النهضة تقاطع الانتخابات الرئاسية قرّر مجلس الشورى الوطني لحركة النهضة في ختام اجتماعه أمس بفندق السفير بالعاصمة مقاطعة الانتخابات الرئاسية المقررة في 17 أفريل ودعا الشعب إلى التجاوب مع هذا القرار، مبديا استعداد الحركة التعاون مع شركائها في المعارضة من أجل تفعيل القرار. كما كان منتظرا وبالنظر لمحتوى كلمة الأمين العام للنهضة محمد ذويبي خلال افتتاح دورة مجلس الشورى الوطني صباحا فقد قرّرت هذه المؤسسة مقاطعة الانتخابات الرئاسية المقبلة، وبرّر بيان مجلس الشورى في ختام دورته القرار بما اسماه "غموض الوضع السياسي" ولجوء السلطة إلى "غلق" العملية السياسية الانتخابية و"تغييب" قواعد الممارسة السياسية التي يتم على أساسها التنافس السياسي النزيه بين الأحزاب. كما عبّر مجلس شورى النهضة عن قلقه الشديد من الاحتقان السياسي الذي يطبع جو الرئاسيات التي زادت من خطورته التجاذبات الشديدة التي طفت مؤخرا على السطح والتصريحات و التصريحات المضادة التي تبعتها، واعتبرت ذلك سلوكا متدنيا في التعاطي مع حدث مهم بحجم الانتخابات الرئاسية وما قد ينجر على ذلك من آثار وخيمة على البلاد ومستقبلها. وكان الأمين العام للحركة محمد ذويبي قد قدّم في كلمته الافتتاحية مبررات قرار المقاطعة قبل اتخاذه بالإجماع من طرف أعضاء مجلس الشورى في جلسة بعد الظهر فقال أن قواعد الممارسة السياسية السليمة التي يتم على أساسها التنافس السياسي السليم بين الأحزاب غائبة، وتساءل عما اسماه غلق دائرة تنظيم العملية الانتخابية، فكل اللجان الانتخابية والهيئات المشرفة على الانتخابات –حسبه- تنصب بالتعيين من طرف الجهاز التنفيذي. وتحدث ذويبي أيضا عن بروز تيار لمقاطعة الانتخابات الرئاسية المقبلة، و ارتفاع أصوات المنادين بعدم جدواها، وقال أن السلطة لم تستجب للمطالب المشروعة التي قدمتها المعارضة المتعلقة بضمان نزاهة الانتخابات، ما أدى بعدة أطراف سياسية إلى الإعلان عن مقاطعتها. ولم يفوت الأمين العام لحركة النهضة الفرصة للتعليق على التطورات السياسية التي حصلت مؤخرا فقال في هذا الصدد أن حركة النهضة تدعو إلى تحييد المؤسسة العسكرية وإبعادها عن الصراع السياسي بما يجعلها في منأى عن التجاذبات السياسية والمناكفات الحزبية لتعمل على تأدية مهامها الدستورية في الحفاظ على سلامة ووحدة التراب الوطني، داعية في نفس الوقت الطبقة السياسية إلى مواصلة الجهد والعمل على بلورة مشروع سياسي وطني يهدف إلى إصلاحات شاملة. ودعا ذويبي السلطة إلى تحمل كامل مسؤوليتها و اتخاذ كافة التدابير وتوفير كافة الوسائل لاستتباب الأمن وعودة الطمأنينة والأخوة إلى نفوس الفرقاء في ولاية غرداية، والتحلى بالصرامة اللازمة في مواجهة كل من تسول له نفسه المساس بوحدة الوطن و أمن المواطن. وتجدر الإشارة في هذا الصدد أن حركة النهضة هي ثاني حزب إسلامي يعلن مقاطعته الانتخابات الرئاسية المقبلة بعد حركة مجتمع السلم.