واصل المعلمون والأساتذة أمس إضرابهم الذي دخل أسبوعه الرابع على التوالي، في ظل استمرار القبضة الحديدية بين وزارة التربية والنقابات المضربة، التي أكدت أن الوصاية تلاعبت بمطالب القواعد العمالية واتهمتها بمحاولة جر القطاع الى مستنقع التعفن والانسداد، فيما أكدت الوزارة أن هناك طرق عديدة لإرجاع المضربين الى عملهم، كما أعلنت كنفدرالية النقابات الجزائرية عن تنظيم اعتصام يوم انعقاد الثلاثية أمام قصر الحكومة. كشف مصدر مسؤول بوزارة التربية الوطنية، أن الوصاية وضعت عدة خطط من أجل احتواء غضب الموظفين المضربين الذي دخل أسبوعه الرابع على التوالي وإنقاذ السنة الدراسية ، حيث أكد المصدر ذاته، أنه بعد قيام الوصاية بخصم أيام الإضراب من رواتب المضربين، ولجوئها الى العدالة لاقرار عدم شرعية الاضراب، وارسال الاعذارات الخاصة بالعودة الى العمل أو الفصل النهائي، يأتي الدور على الفصل ثم استغلال الناجحين في مسابقة التوظيف الاخيرة والمتواجدين في القوائم الاحتياطية لتوظيفهم في مناصب المضربين بعد فصلهم نهائيا بسبب إهمال المنصب حسب المصدر ذاته، وأكد محدثنا أن هذا كله يدخل في إطار انقاذ السنة الدراسية ومراعاة لمصلحة التلاميذ، من ناحية أخرى واصلت نقابات التربية الثلاثة إضرابها أمس، حيث أكد الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين "الانباف" أن وزير التربية الوطنية عبد اللطيف بابا أحمد يخرج كل يوم بتصريح جديد يكون له أثرسلبي أكثر من سابقيه ، مؤكدا في بيان له أن تصريحه أول أمس والقاضي بأن مطالب المضربين تعجيزية شبيهة بمن له مستوى الابتدائي ويريد أن يكون رئيس مصلحة في مستشفى، وأعطى الاتحاد حجج ودلائل حول المطالب المرفوعة على غرار تساؤله حول حامل شهادة مهندس دولة في التعليم الابتدائي يدرس التلاميذ منذ 2002 مصنف في الصنف 10 بحجة أن شهادته ليست في الاختصاص ويطلب منه التكوين عن بعد أن قضى 05 سنوات دراسة في الجامعة...وأشار الاتحاد أن الوزير صرح بتأجيل الامتحانات والأسرة التربوية مازالت في إضراب وتساءل "الانباف" عن أي تأجيل يتكلم والإشكال مازال قائما ؟ فالأولى له حسب البيان ذاته أن يدعو إلى طاولة التفاوض للوصول إلى إجراءات عملية ملموسة، وأكد أنه نتيجة لتصريحات الوزارة "الاستفزازية" و«التعسفية" بإصرارها على انتهاج سياسة الهروب إلى الأمام من خلال إلصاق كل ما من شأنه تأليب الرأي العام على المربين ومحاولة تشويههم، سجل الاتحاد استجابة عالية للاضراب خلال اليوم الأول من الاسبوع الرابع من الإضراب، من جهة أخرى أكد كل من المجلس الوطني لاساتذة التعليم الثانوي والتقني "الكناباست" والنقابة الوطنيةلاساتذة التعليم الثانوي والتقني "السناباست" مواصلة الاضراب الى غاية تلبية المطالب، وأكدوا أن وزارة التربية تريد جر القطاع الى مستنقع التعفن والانسداد ، مؤكدين ان مطالبهم اجتماعية مهنية ولا تستدعي كل هذا التهويل والاتهامات التي تضمنتها التصريحات الاخيرة لمسؤولي الوزارة. وفي سياق ذي صلة، أعلنت كنفدرالية النقابات الجزائرية، تنظيم اعتصام وطني أمام مقر قصر الحكومة بالعاصمة، يوم انعقاد الثلاثية المزمع عقده في 23 فيفري الجاري، حيث ستنظم الكنفدرالية المكونة من الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين "الانباف"، والنقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني "السناباست" والنقابة الوطنية المستقلة لمستخدمي الصحة العمومية، والمجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني "الكناس" هذا الاعتصام تنديدا بإقصاء النقابات من الاجتماع وعدم التعامل معهم كشركاء اجتماعيين.