ضرائب: اطلاق يوم الأربعاء منصة رقمية لاقتناء قسيمة السيارات عن بعد    الجزائر وإيطاليا ملتزمتان بتعزيز الشراكة    عطاف يدعو الى الالتفاف حول الشعب الفلسطيني لدعم تثبيت وقف إطلاق النار وجهود اعادة الاعمار    حرية التعبير أصبحت جريمة في المغرب!    انطلاق معرض رمضان في القصر    حوادث المرور.. كابوسٌ في رمضان    فرنسا تحاول لعب دور الضحية    وزارة المالية توضّح..    منذ 67 سنة خلت, إستشهاد صقر جبال الزبربر, القائد سي لخضر    المؤتمر العالمي للهواتف المحمولة برشلونة 2025: الجزائر تعزز شراكاتها في مجال التكنولوجيات    تحديد كيفيات تطبيق تخفيض 10 بالمائة    العدوان الصهيوني على غزة: ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 48405 شهداء و111835 جريحا    الجزائر تعرب عن قلقها إزاء تفاقم الوضع الإنساني في فلسطين والإنتهاكات الممنهجة في الصحراء الغربية    زروقي يبحث سبل التعاون في مجال المواصلات السلكية واللاسلكية مع نظيريه الصومالي والموزمبيقي    اجتماع ثلاثي جزائري-تونسي-ليبي بالقاهرة قبيل انطلاق أشغال القمة العربية الطارئة    رمضان 2025 : الديوان الوطني للخدمات الجامعية يسطر برنامجا خاصا لفائدة الطلبة    نشرية خاصة : أمطار رعدية مرتقبة على عدد من ولايات الوطن ابتداء من يوم الثلاثاء    وزارة التربية الوطنية تعلن عن رزنامة الامتحانات للسنة الدراسية 2025/2024    جامعة وهران 1 "أحمد بن بلة" في المرتبة الثانية وطنيا حسب تصنيف "سيماجو" الدولي    المهرجان الثقافي الوطني للعيساوة بميلة: انتقاء 14 فرقة وجمعية للمشاركة في الطبعة ال14    كرة القدم : انطلاق المرحلة الثالثة من تكوين مشغلي نظام حكم الفيديو المساعد "الفار"    كرة القدم/ تصفيات كأس العالم 2025: المنتخب الوطني للإناث يباشر معسكره التحضيري تحسبا لمقابلة بوتسوانا    التلفزيون الجزائري يحيي السهرات الغنائية "ليالي التلفزيون" بالعاصمة    الأونروا) تعلن استمراريتها في تقديم الخدمات الصحية بغزة    خنشلة : أمن دائرة بابار توقيف شخص و حجز مخدرات    سعيود يترأس اجتماعا ليرى مدى تقدم تجسيد الترتيبات    الغذاء الأساسي للإعلام في علاقته مع التنمية هو المعلومة    غويري سعيد بقيادة مرسيليا للفوز ويشيد بثقة دي زيربي    مدرب بوتسوانا يتحدى "الخضر" في تصفيات المونديال    الخطط القطاعية ستكون نواة صلبة لترقية الصادرات    قانون المنافسة لمكافحة المضاربة والاحتكار وحماية المواطن    رئيس الجمهورية يستقبل نائب رئيس الوزراء الإيطالي    الجزائر حامية ظهر فلسطين    البطل العربي بن مهيدي فدائي ورجل ميدان    حجز 2 مليون كبسولة من المؤثرات العقلية    بيوت تتحول إلى ورشات لإنتاج "الديول" و"المطلوع"    صيام بلا انقطاع بفعل الفزع والدمار    تكريم 12 خاتما لكتاب الله    دوريات تفتيشية مفاجئة على الإطعام بالإقامات الجامعية    السيادة للعروض المسرحية    إطلالة مشرقة على الجمهور بعد سنوات من الغياب    رمضان فرصة لإزالة الأحقاد من النفوس    عادل عمروش مدرب جديد لمنتخب رواندا    موسم الحج 2025: السيد سعيود يسدي تعليمات للتكفل الأمثل بالحجاج على مستوى المطارات    اليوم العربي للتراث الثقافي بقسنطينة : إبراز أهمية توظيف التراث في تحقيق تنمية مستدامة    المدية: وحدة المضادات الحيوية لمجمع "صيدال" تشرع في الإنتاج يونيو المقبل    فتاوى : المرض المرجو برؤه لا يسقط وجوب القضاء    وزارة الثقافة تكشف عن برنامجها خلال شهر رمضان    وزارة الثقافة والفنون: برنامج ثقافي وفني وطني بمناسبة شهر رمضان    كرة القدم داخل القاعة (دورة الصحافة): إعطاء إشارة انطلاق الطبعة الرابعة سهرة اليوم بالقاعة البيضوية بالعاصمة    أوغندا : تسجل ثاني وفاة بفيروس "إيبولا"    عبد الباسط بن خليفة سعيد بمشاركته في "معاوية"    صلاة التراويح    مولودية الجزائر تعزّز صدارتها    ذهب الظمأ وابتلت العروق    بحث سبل تعزيز ولوج الأسواق الإفريقية    شهر رمضان.. وهذه فضائله ومزاياه (*)    العنف يتغوّل بملاعب الجزائر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بعد عرضها في أربعة عروض بين ولايات الغرب الجزائري.. "صواعد" أو "ريق الشيطان" للمخرج "عبد القادر جريو" ضيفة ركح محي الدين بشطارزي
نشر في الجزائر نيوز يوم 23 - 02 - 2014

حطت مسرحية "صواعد" أو "ريق الشيطان" رحالها على ركح المسرح الوطني محي الدين بشطارزي، مساء أول أمس، لتقدم عرضها الخامس لجمهور القاعة القليل. حيث خلف العمل المسرحي الذي كتب نصه "هارون الكيلاني" وأخرجه "عبد القادر جريو" ردود أفعال مختلفة بين الحضور.
أحداث القصة مجهولة المكان والزمان، تصور أنماط علاقة المرأة مع الرجال، علاقة تتميز بالمد والجزر، تتبادل فيها أدوار الحاكم والمحكوم لتختلط الأمور على صاحبها في حكمه بين الظالم والمظلوم. هي قصة امرأة تتخبط بين ثلاث أنواع من الرجال ليتمخض المشهد عن ثلاث أنواع من العلاقات كلها محكوم عليها بالفشل. الأول غني وصادق في حبه، إلا أنه جبان يختبئ وراء ثروته وجاهه مما يجعل "فدوى" تعافه وتنفر منه فلا أمان معه. الثاني أخرس يشكل فرصة جيدة لتحقيق البطلة حلمها في الإنجاب، إلا أن علاقتهما تخلو من التواصل بين الطرفين. أما الثالث فهو سادي معقد من النساء، كونه شهد قتل والده لأمه بعد أن اكتشف خيانتها له، وهذا جعله يخاف التورط مع بنات الجنس اللطيف، وكل ما يجذب فدوى له هو المتعة التي يقدمها لها.
العمل الدرامي "صواعد" أو "ريق الشيطان" هو دوامة مفرغة، يسجن فيها الممثلون الأربعة بين الرغبة والحاجة، ففدوى امرأة متمردة تستمتع بإغراء الرجال وتحطيمهم تحت قدميها، إلا أنها في نفس الوقت تعبدهم طلبا للمتعة ورغبة في الإنجاب. أما الرجال الثلاثة باختلافاتهم يتحولون إلى خواتم بين أصابعها الرفيعة، كل منهم يريدها لنفسه رغم علمهم بدهائها ومكرها، ليثوروا عليها لاحقا محاولين قتلها والتخلص منها، إلا أن رغبتهم فيها تفوق كل قرار...
المسرحية التي أنتجها المسرح الجهوي لمعسكر، كتب نصها المخرج المسرحي "هارون الكيلاني" بلغة عربية فصحى، واستطاع "عبد القادر جريو" إخراجها بطريقة تميزت بطابع مظلم ولكنه مبهر في نفس الوقت. ليأخذ جمهوره في رحلة تطهير للنفس مذكرا إياهم أن الحل ليس في كمال الآخر بل يكمن في صدق الفرد مع نفسه وغيره. أبدع في تصميم السينوغرافيا "حمزة جاب الله" مستعينا بساعات بلا عقارب تشير إلى الزمن المجهول للصراع المتواصل لشخصيات العرض، في أزياء غلب عليها اللون الأحمر الذي رمز إلى العنف والدماء والغضب الثائر للمرأة ضد مروضيها. وهي صور زادت من جمالية العرض وأضافت إليه الكثير، خاصة تحت الأضواء التي صممها "سمير عمامرة" لتتناسب مع حركات الممثلين.
التفاهم بدا جليا بين الأبطال الأربعة، ولا عجب في ذلك فكل من "محمد فريمهدي"، "أبو بكر بن عيسى" و«مربوح عبد الإله" أصدقاء يعرفون بعضهم البعض وقدموا عديد الأعمال معا، مما جعل أدائهم منسجما ومتكاملا، زادته قوة الممثلة "بلعابد أمينة" التي استطاعت فرض شخصية المرأة المتمردة على رجالها الثلاث، اضافة إلى "عبد المجيد بلخادم" و«درعي فاطمة الزهراء" اللذين جسدا الكوريغرافيا التي صممتها "خديجة قمري حابس".
في نهاية العرض المسرحي "صواعد"، أو "ريق الشيطان" الذي دام قرابة ساعتين من الزمن، أكد الطاقم العامل على الموازنة بين الطرفين، فكل منهما ظالم للآخر ومظلوم من طرفه، ولا يمكن لطرف أن يعيش دون الآخر، ولعل أهم ما يختزل هذه الفكرة هي الكلمات الأخيرة للبطلة، فبعد أن تهجر رجالها الثلاث قائلة "توالدو فيما بينكم"، يتردد صوتها بعد صمت طويل هامسة "أيها السرير ... أترقب مجيئك".
سارة. ع
قالوا ل"الجزائر نيوز" حول مسرحية "صواعد"
"أبو بكر بن عيسى" ممثل مسرحي
الشخصية التي أمثلها تعود لإنسان محب صادق في مشاعره، ولكن لا يعرف كيف يوصل حبه للمرأة، رغم غناه الشديد إلا أنه إنسان جبان وهذا ما يجعلها تنفر منه وتنبذه، فهي لا تشعر بالأمان معه. هي تبحث عن الرجل الكامل وفي هذه المسرحية أردنا أن نوصل للجمهور أن الحل لا يكمن في العثور على الشخص الكامل، بل في تطهير الفرد لنفسه قبل التطرق إلى الآخر.
الممثل يواجه دائما صعوبة في بداية رحلة تقمصه للشخصية الجديدة، وخاصة إذا كانت مخالفة لطبعه. والأمر نفسه بالنسبة لي سيما أنها المرة الأولى التي أؤدي فيها هذا النوع من الأدوار.
"أمينة بلعابد" ممثلة مسرحية
خلال عرضنا المسرحي جلبنا ثلاث عينات من الرجال نجدها في مجتمعنا وأي مجتمع آخر. لا يمكن أن أحدد شخصية "فدوى" لأن كل امرأة تجد جانبا منها في هذه الشخصية، لذا هي تمثل المرأة بكل اختلافاتها، وتصور طبيعة علاقتها مع الرجل، فعلاقتها مع الأخرس يغيب عنها التواصل. ومع الغني لا تجد الأمان، أما مع السادي تبحث فيها عن المتعة وحسب... "فدوى" انتهت من الثلاثة، والأخرس مجرد وسيلة اختارتها لتحصل على طفل، حبها للرجال وصل الحضيض واستبدلته بحب آخر وهو حب الأطفال... تقمص الشخصية كان صعبا جدا، جعلني أمرض نفسيا وأعاني وأبكي لكني الآن أتفق مع شخصيتي وأشجعها حتى النهاية
تقديم للعرض الشرفي لمسرحية "القصائد التي احترقت":
عرف جمال لعلاوي وهو شاعر وكاتب مسرحي باتحاد الكتاب الجزائريين بالنص المسرحي "القصائد التي احترقت" والذي سيقدم عشية الاثنين على السابعة مساء بالمسرح الوطني محي الدين بشطارزي ، وهو عرض شرفي من إخراج جمال قرني من تأدية كوكبة الممثلين الشباب من خريجي مدرسة الفنون المسرحية بالجزائر العاصمة ، وهو نص فائز بجائزة علي معاشي سنة 2008 لإبداعات الشباب، وهو في الحقيقة نص يعرض باللغة العربية الفصحى مزيج بين الشعر والنثر فهو متشرب بالموسيقى الشعرية ، وهو نص يعالج دور المثقف الحقيقي في المجتمع والذي نريد منه أن يكون دائما متواجدا في الميدان ويساهم في بناء أفكار جديدة تساعد المجتمع في تجاوز كل الصعوبات ليدفع به إلى الأمام نحو واقع أفضل، ويسعى إلى تغيير ذهنية المجتمع في الالتفاف حول الأشخاص إلى الإلتفاف حول الأفكار ، وأنه حان الوقت ليدرك المثقف أن ينزل من أبراجه العاجية ليكون فاعلا في الحياة بخوض معركة حاسمة، سيما مواجهة أمثاله المثقفين المستسلمين للواقع المهزوم ، فدور المثقف دور فعال في توليد أفكار جديدة وصناعة المعرفة وكل هذا ينقل المجتمع من الثقافة الارتجالية إلى صناعة المعرفة التي تستجيب لمستجدات العصر، ويدرك أن عليه أن يعيش ليضحي من أجل الأجيال القادمة كتأسيس للفعل الحضاري، وذلك لايتأتى إلا بقيام كل جهة بمسؤوليتها، فهذا العرض معركة فكرية مشكلة من كل ألوان الطيف في علاقة تكاملية وليس تضادية .
حنان. ت
صدى الأقلام يحتفي.. "بصواعد" أو "ريق الشيطان "
اختار صدى الأقلام أن يحتفي بمسرحية "صواعد" عشية عرضها وذلك بعدما عرضت في مسرح سيدي بلعباس، وتندرج المسرحية ضمن نصوص المسرحي "هارون الكيلاني" التي انطلقت منذ ثمانينيات القرن الماضي والتي على جرأتها تقدم بلغة عربية فصيحة ارتقت بالمسرح الجزائري أداء ومضمونا. المسرحية من إخراج الشاب "عبد القادر جيريو " الذي ينحدر من مدينة المسرح سيدي بلعباس وعن تجربته في الانتقال من التمثيل إلى خوض تجربة السينما الإخراج تحدث جيريو طويلا، فالمسرحية تقارب مسألة المرأة في علاقتها مع ثلاث رجال كل يريد أن يغريها بطريقته، أما هارون ورؤية المتفلسف قدم لعرض قال بأنه أراد أن يشارك خبزه الملائكي مع جيريو في نص جميل يحاول أن يجد له مكانا تحت الشمس، نص صواعد أو ريق الشيطان وهو العنوان ا لذي يميل له أكثر، يساهم في التجميل المؤسساتي لرفع مستوى وأفق الأنثى على الخشبة، لكن أنثاه ليست أنثى مخصصة هي كونية عامة كما بالصورة التي توجد بها الأنثى في كل زمان ومكان، فهو يضع طعما للقارئ ثم للمتفرج ليدخل إلى عالم الأنثى المصنوعة من أمشاج غير عادية محاطة بخلق ينطلق من فراغ انطلاقا من أول جملة بدئية تتأسس عليها المسرحية :«جئت بلا موعد أنت لوحدك .."، تاء تأنيث تحاول أن تبحث عن الحرية وسط الرمال والشراب الذي يرتبط به الإنسان من بداية الخلق إلى الآن ، يرشح أنثى الكون لتحمل رسالة الكونية معتمدا ما جادت به الرمزية السيريالية للكشف عن حقائق الإنسان . في نص أخرجه هذا الشاب مشيرا لجيريو هذا المخرج الشاب الذي اعتبر أن إخراج نص لهارون هو بمثابة مقامرة لاتقبل إلا الفوز لكنه بحاجة لقدر كبير من الحرية مده بها هارون الذي أعطاه حرية التصرف في جمع نص مشتت ومكثف رمزيا محافظا على رسالته الرئيسية لكن وفق فنيات مسرحية قاربت الواقعية لتحاكي الجمهور وتجيب عن هواجسه ، وعن مشاهد الجرأة التي كان لابد من طرحها حسب المخرج قال بأن المشاهد لا يرفض أن يرى مثل هذه المشاهد في التلفاز مثلا أو أماكن أخرى لكنه لم يرق لمشاهدتها على خشبة المسرح رغم أنه يقول أنه قد تنازل عن الكثير من المشاهد الساخنة نظرا لاعتبارات كثيرة ، غير أن ذلك لا يحد من مده بجرأة إضافية للخوض في مواضيع مشابهة مستقبلا، فهذه المواضيع هي من تعطي التميز للعمل وتجيب عن الأطروحات التي يخشاها الإنسان علنا لكنه يتمنى أن يتحرر منه بينه وبين نفسه ، إخراج مثل هذه الأعمال من شأنه أن يقتلع كل المسامير العالقة في ذهنية جمهورعلى حد تعبير هارون الذي يرى بأن مثل هذه المبادرات من شأنها أن تلم شمل كل الأيقونات الشابة التي يمكن أن تنمو بذرتها إن وجدت المناخ والدعم الملائمين، حضور هارون إلى جانب جيريو بهذا المرح والانسجام هو حضور لعمل إبداعي مكتمل يعكس الترابط بين جيلين مؤمنين برسالتهما تحذوهما رغبة في خدمة وترقية الفن والإبداع .
حنان. ت
4أسئلة إلى عبد القادر جريو مخرج المسرحية
من التمثيل إلى الإخراج التلفزيوني ثم الإخراج المسرحي، هل كانت التجربة نمطية أم مغايرة ؟
بالنسبة لي، تجربة الإخراج هي ليست جديدة، كوني انتقلت من مسرح الأطفال لمسرح الكبار مرورا بالإخراج التلفزيوني في حصة "جرنان القوسطو"، فالإخراج فعل واحد لا يتغير وإن اختلفت تمظهراته ،ومسرحية "صواعد" هي نوع آخر من الإخراج وهي تجربة فريدة بالنسبة لي تتطلب جهدا آخر وجهدا خاصا، خاصة وأن العرض يتطرق لموضوع حساس وهو موضوع الجدل القائم بين جنسين المرأة والرجل والذي يتلخص في مشكل الجنس وما حمله العرض من مشاهد جريئة لتمثيل ذلك الصراع.
لذا وجدت نفسي أنني مضطر لاستعمال الإيحاء في الكثير من المواقف لطرح قضايا تعتبر في مجتمعنا طابوهات.
بما أن النص المسرحي يتأسس على جدلية المرأة في حقيقة علاقتها مع الرجل، وبما أنك اضطررت للإيحاء في الكثير من المواقف، ألم يقلل ذلك من الجانب الجمالي للنص الأصلي ورسالته؟
لقد راعيت كثيرا الجانب الجمالي والحفاظ على الذائقة الفنية للمسرحية، وخاصة أن كاتب النص أعطاني الحرية المطلقة للتعامل معه، فأعدت إنتاجه وجمعت شتاته في هذا العرض، لكنني لم أهمل في ذات الوقت مشاعر الجمهور الجزائري الذي يعيش وسط ضغوطات إجتماعية وسياسية ودينية كبيرة، حتى لا نجرح مشاعره.
لذا لجأت للرمز، وهنا كان العمل مضاعف في كيفية إيجاد المعادل الموضوعي من خلال مشهد جمالي آخر يؤدي نفس المعنى رغم بعض المشاهد التي اعتبرها كثيرين أنها جريئة، لكن لا بد من تشريحها لمعالجة القضية.
معروف أن المجتمع الجزائري بشكل خاص والعربي بشكل عام لم يصل لدرجة من المصارحة أن يسائل نفسه وغيره في قضايا الجنس ناهيك عن رؤية عروض مباشرة على خشبة المسرح، ألم تتعرض لصعوبات؟
في الحقيقة، هناك الكثير ممن تحرجوا من بعض المشاهد في العرض وفي مسرح سيدي بلعباس، هناك من غادر القاعة بعد دقائق من عرض المسرحية، لكن كل ذلك يدخل ضمن تنوع المتلقي وكل هذه ردود الأفعال أنا أعتبرها إيجابية حتى منها تلك التي تقع في الجانب المضاد، لأنها دليل على أنها وصلت لموضوع حساس جدا، والمسرحية مفتوحة على كل النقاشات شرط أن تكون مبنية على النقد البناء والأكاديمي ضمن حوار حضاري يصب في خدمة الفن ويطور المسرح الجزائري.
فيما يفكر جيريو مستقبلا بعد هذه التجربة، وأين هو جيريو الممثل؟
أنا حاليا بصدد تحضير برنامج "جرنان القوسطو" لموسمه الثالث، بالإضافة إلى إشرافي على عرض مسرحي آخر لكاتب إيراني أقوم بعرضه في مسرح سيدي بلعباس قريبا جدا، وخوضي لتجربة الإخراج لا يعني أنني تركت التمثيل بالعكس أنا ممثل أولا وقبل كل شيء وأعشق التمثيل وهذا المزيج بين التمثيل والإخراج هو ما يدفعني للأمام .
حاورته: حنان. ت
5 أسئلة إلى هارون الكيلاني .. كاتي النص
إخترت عنوان "صواعد" بدل "ريق الشيطان"، ألم تجد بأن ريق الشيطان أكثر إيحاء وإسقاط مع موضوع المسرحية؟
"صواعد" هو العنوان الذي وضعته بمجرد انتهائي من كتابة النص، فبعد قراءتي للمسرحية رأيت أن "ريق الشيطان" أحسن وكأنني استحضرت شيطان ضخم يحتوي كل الأرض ولعابه يسيل حتى يحتل هذا الكوكب البريئ، ويلقي به في كل مكان بكل ما يحمله ذلك الشيطان ولعابه من دلالات الطمع والأنانية وحب التملك وهو ما يتماشى وموضوع المسرحية، بالإضافة إلى أن اللعاب يسيل من فوق إلى تحت، بينما تدل الصواعد على انتقال من الأسفل إلى الأعلى .
لذا أرى بأن "ريق الشيطان" هو أكثر دلالة وانسجام مع مضمون المسرحية، الذي يختصر قصة لإمرأة تبحث عن الإكتمال مع الإله.
البحث عن الإكتمال أو الوصول إلى التماهي مع الذات الإلاهية هو رحلة وجودية عميقة تشبه رحلة المريد الصوفي وهو يتدرج للوصول إلى المعرفة الإلاهية، هل الإله في المسرحية بالنسبة للمرأة هو الرجل مع أنك جعلته متعدد بجعلهم ثلاثة رجال؟
حاولت من خلال المسرحية أن أجد إجابة لهذا الصراع ورحلة المرأة الدائمة في بحثها عن رجلها المناسب الذي يكملها ولم لا هو إلاهها المنشود، لكن الحقيقة التي تخفى عن الكثيرين والتي لم أذكرها بعد، أن عدد الرجال في المسرحية هم أربعة وليسوا ثلاثة هناك أخرس وعاشق وتائه وعنيف، لكن المخرج مزج بين شخصيتين في شخصية واحدة ليصيروا ثلاثة.
هل حاولت أن تساعد المرأة من خلال مسرحيتك في إيجاد رجلها المنشود؟
لقد قمت بتشكيل هؤلاء الرجال الأربعة في شياطين تسكن في داخل هذه الأنثى، مما يضطر لحضور الراقي الذي تنعته الأنثى بالراقي الكافر، هو الذي يحاول أن يخرج هؤلاء منها، لكن في الأخير مقاومة هذه الأنثى لهؤلاء الذين بداخلها وإخراجهم أمامها حتى تشاهد وتحاول أن تقيم وتفهم لماذا اختارها هؤلاء الأربعة، وماذا يبحثون عندها، ليكون الإنتصار في الأخير للأنثى بذاته،ا لكن أنثاي هنا ليست الأنثى المتداولة بل هي أنثى الكون بكل ما تملكه بذاتها ومن معرفة، فأنا نصير الطبيعة والجمال.
هارون والكتابة المتحررة هل أتيح لك أن تعرض بحرية ما تكتب؟
أنا أول من كسر الطابوهات في المسرح الجزائري ووضعت القبلة وممارسة الفعل الإغوائي داخل المسرحيات، لكن هذا بشكل جمالي وليس بشكل تجاري أو جنسي، لأن هدفي أسمى، هو تحرير الذات من كل المغالطات التي تحكمها والعيش لذاتها دون المساس بحريتها أو التعدي على الآخر.
وأنا أعمل على الجمهور كما قال لي صديق ومخرج سوري: "المسرح ليس ما تشاهد بل هو ما يحدث بداخلك"، لكنني أحاول أن أستفز الجمهور حتى يحمل معه هموم المسرحية إلى بيته وحينما يختلي بنفسه يبدأ بنزع تلك المسامير الواحد تلو الآخر ويحاول أن يفسر، لذلك أنا في المسرحيات كنت أقفز على المعنى وصولا للإحساس وهو جوهر عملي.
إلام يتطلع هارون مستقبلا؟
أنا أعمل رفقة صديقي المخرج العراقي "جواد الأسدي" في عمل مشترك، بالإضافة إلى مشروع آخر هو لقائي مع مجانين مسرحي بالأغواط أين نعمل على مسرحية "أغنية القطار الشبح"، ونأمل أن تنضاف هذه المسرحية للمزاد العلني الروحي للمتفرج الذي نحاول أن نذهب به بعيدا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.