السيد مولود حمروش.. اسمح لي باعتباري ولد البياع أن أخاطبك، باعتبارك مجاهدا سابقا، وضابطا سابقا، ورئيس حكومة سابق، وابن شهيد حقيقة ومقيما بالبيت أكثر من عشرين سنة، ولذا يحق لي أن أشبه إقامتك في بيتك بأبي العلاء المعري شاعر المعرة الضرير.. واسمح سيدي أن أقول لك إنك خيبت أملي وظني، وأنك لم تتعلم من سنوات إقامتك في بيتك غير التردد والخوف والاستكانة أمام الأشباح التي تشكل النظام الشبح. كيف يتحول المجاهد الذي لم يخش فرنسا وصعد الجبل إلى رجل متردد يخشى الأشباح، بل ويريد أن تزكيه الأشباح..؟! أنت تقول إن المشكلة ليست في بوتفليقة.. وكذلك يقول سعيد سعدي إن المشكلة ليست في بوتفليقة.. وكذلك الأفافاس أصبح يقول نفس الكلام في السر، إن المشكلة ليست في بوتفليقة، إذن أين هي المشكلة؟! في العسكر؟! لكنك تقول إنك من هذه العائلة ويعني ذلك أنك لن تخرج من بيتك إلا إذا رضي عنك العسكر، أي رضت عنك عائلتك القديمة التي قدمت منها.. ماذا يعني هذا؟! يعني أنك. كفرت بها ذات يوم عندما أردت تطبيق الإصلاحات.. وأنك أصبحت تعاني عقدة الابن الضال الذي لا يريد أن يكرر خروجه على طاعة العائلة.. لكن أقول لك السيد مولود حمروش إن المجاهد الحقيقي هو رجل كلمة وفعل ولولا ذلك ما كانت الجزائر تحررت.. لقد ترددت أكثر من عشرين سنة وأنت تعرف سيدي أن بطولة الصالونات هي أشنع وأحقر بطولة لأنها أكبر أكذوبة.. ولذا فالأكذوبة حمروش رجل الإصلاحات لست مسؤولا عليها وحدك، بل كل هؤلاء الحمارشة الذين جعلوا منك ربا وهميا، وأكذوبة قاتمة، وإصلاحيا رجعيا في نهاية المطاف.. كان عليك سيدي أن تبقى في بيتك محاطا بحريمك الإعلامي والسياسي بدل التزلف لتحقيق صفقة مغشوشة هي ضد الحرية والكرامة الجزائريتين.. وأقول لك كلمتي هذه وأستغفر الله لك ولكلاب الحراسة التي تنهش كل من اقترب منك بالرأي أو بالنقد.. آمين..