غادر احميدة عياشي فندق سان جورج على الساعة الواحدة صباحا، كان منتعشا ونشوانا بفعل النبيذ الأحمر، لكنه في نفس الوقت كان رأسه مثقلا بتلك النقاشات المتشعبة والتي كانت في غالبها حول توجهات الوضع الراهن إذا ما ترشح بوتفليقة إلى عهدة رابعة. أما سارج مارتيناز فلقد استضاف صديقته زولا، مراسلة وكالة الأنباء الفرنسية ذات الأصل الجزائري.. وكانت زولا خارجة لتوها من الدش عندما هم مارتيناز بفتح السويت الذي قام باحتجازه له جبريل صاحب البدلة الرمادية، فتح الباب، وإذا به أمام تمثال شفافة مثير وخلاب، تظاهرت بتنشيف شعرها الحالك وراحت تحدثه دون أن تنظر إليه وجها لوجه، تظاهرت بالاستياء، حاول الاعتذار لكن بشكل ملتو وغير واضح، قائلا: "أنتم الجزائريون، تتحدثون في العموميات كثيرا، وتدخنون كثيرا وتشربون كثيرا.. لكنك وعدتني أن تكون هنا على الساعة منتصف الليل على أكثر تقدير يا سارج.. أجل وعدتك، لكن تصوري لو لم أنه جلسة العشاء، لكنت ما زلت هناك.. إنهم عصبيون ويتكلمون بدون انقطاع قل إنك لم تفكر فيّ.. لا، لا، لا تقولي هذا يا زولا، أنت تعرفين أنك عزيزة عليّ، لكنك، أنت المخطئة على كل حال.. أنا؟! أجل أنت، لقد دعوتك لتكوني معنا على مائدة العشاء، لكنك رفضت وأصررت على ذلك.. لأنني أردت عدم الإحراج؟! عدم الإحراج؟! أجل عدم الإحراج.. معظمهم لا يرتاح إلي، يتصورون أنني مخبرة، في حين أنهم هم المخبرون.. أووف؟! متى تتخلصون أنتم الجزائريون من سوء الظن ببعضكم البعض....؟ ثم أنت تعرف كم هي ألسنة الجزائريين سليطة تقصدين؟! أجل لم أرد أن تثار حولنا أية شبهة لكنك صحفية، حتى وإن لم تكوني صاحبة تجربة طويلة مثلهم، ويحق لك أن تكوني مع المدعوين.. ثم أن العشاء بدون نساء كم يكون مقرفا.. أنت لازلت لم تعرف الجزائريين... أنسيت أنني بشكل أو آخر، جزائري؟! أطلقت زولا ضحكة رنانة من فمها المتلألئ بأسنان ناصعة البياض، واتجهت نحو الثلاجة الصغيرة، لتخرج منها زجاجة السكوتش وإناء الثلج.. نظر إليها مارتيناز وهو منهمك بنزع بدلته قائلا: يبدو أن لك رغبة متأخرة في الشرب؟! أنت؟! أرجوك، لا تقل لي أنك متعب وستنام.. أكيد أنني متعب، ثم أن برنامجي غدا، سيكون دقيقا ومزدحما... لكنني سأبقى معك قليلا، سأشاطرك كأسا أو كأسين.. قبل أن يستأذنها الدخول إلى الحمام، اقترب منها، ونظر إلى صدرها شبه العاري الذي كان يطل منه ثديها الأيمن بشكل يسيل اللعاب، ثم همّ بملاعبة حلمتها الحمراء الغامقة، إلا أنها تملصت منه آمرة إياه أن يسرع بالدخول إلى الدش وإلا وجدها قد استسلمت للنوم.. كان ذلك تهديدها له لتأخره عنها إلى غاية هذه الساعة، طبعا أوامره مثل طفل مطيع، خلع كل ملابسه بسرعة، وراح يهرول باتجاه الدش بينما استلقت زولا على السرير وعلى يمينها كأس السكوتش ثم أمدت يدها إلى زجاجة الكوكاكولا لتملأ كأسها حتى الأفق.. راحت تعبث بالتيليكوموند وتتنقل من قناة إلى أخرى وعندما راح مارتيناز يغني وهو مشعشع تحت شلال الماء اجتاحتها رغبة جامحة للنهوض والالتصاق به مثلما ولدتها أمها تحت ذات الشلال، إلا أنها راحت تقاوم هذه الرغبة التي اشتعلت بداخلها...