ما لا يقل عن 50 شخصا مصابا بالسرطان يتوفون يوميا بسبب وقف المصالح المختصة لخدماتها العلاجية وغياب الأدوية بالمرافق الصحية العمومية، حسب ما جاء على لسان الأمينة العامة لجمعية الأمل، حيث رسمت المعنية لوحة قاتمة عن واقع مأساوي يصارعه مرضى السرطان، الذين لم يكف أنهم يكافحون المرض الخبيث، بل هم محرومون حتى من أمل الحياة ليوم إضافي قد تمنحه وسائل العلاج··· المفقودة؟! أرجعت السكرتيرة العامة لجمعية الأمل ''كيناب حميدة'' سبب هذا المشكل أساسا إلى سوء التسيير، بالرغم من تسخير الدولة كل الإمكانيات لإحضار الأدوية التي يحتاجها المريض، حيث أوضحت خلال الندوة الصحفية التي نظمت بيومية ''المجاهد''، صباح أمس، أن عددا كبيرا من الأشخاص يموتون نتيجة لقرارات غير مسؤولة، ففي الوقت الذي وجهت فيه الدولة كل اهتمامها لمكافحة أنفلوانزا الخنازير، هناك 50 شخصا يموتون يوميا بداء السرطان، خاصة النساء المصابات بسرطان الثدي، وهذا بمعدل 10 نساء يوميا· وفي سياق آخر، طالبت بتدخل الجهات المعنية، على رأسها وزارة الصحة، من أجل وضع حل سريع للكوارث التي تحدث بمستشفياتنا، حيث أكدت أن هناك أدوية خاصة بالمستشفيات باهظة الثمن يتم وصفها للمرضى مثل ''إيجزافار'' الذي يبلغ ثمن العلبة الواحدة 40 مليون سنتيم لكل شهر، ومدة العلاج بواسطته تمتد لسنة، وهذا مخالف للتعليمة الوزارية رقم 007 التي جاءت بتاريخ 22 نوفمبر 2005، التي تمنع وصف أدوية خاصة بالمستشفيات على الوصفات الطبية ضمانا لحقوق المرضى خاصة المصابين بداء السرطان· وأوضحت المتحدثة أن مواجهة مرض خطير كهذا يتطلب وضع مخطط تسيير جدي، بتعاون كل الجهات المعنية انطلاقا من وزارة الصحة، مديري المستشفيات والصيدليات، بالإضافة إلى فرض الرقابة الصارمة على المستشفيات والصيدليات، كما أنها تساءلت عن كيفية تسيير الأموال الموجهة لعلاج مرضى السرطان التي خصصت لها الدولة 50 بالمائة من الميزانية، في الوقت الذي يعاني فيه المرضى من الانقطاعات المتكررة للعلاج المرافق وغياب الأدوية المخففة للآلام· من جهته، أكد لعبيدي، الأمين العام لجمعية الأمل في الحياة لسيدي بلعباس، أن نقص الأدوية يرجع إلى انعدام التنسيق بين المصالح الاستشفائية، وهذا ما حدّ من نشاط الجمعيات التي أصبحت تقريبا عاجزة عن تقديم المساعدة لمرضى السرطان، بالإضافة إلى ذلك، أثار المتحدث موضوعا آخر يتعلق بالعنف المعنوي في ظل غياب المتابعة النفسية للمرضى، خاصة النساء منهم، اللاتي يعانين من الإهمال وحالات الطلاق·