حذر الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم، الشيخ أبو جرة سلطاني، الرئيس الثامن للجزائر، الذي وصفه ب "سيء الحظ"، من "خمسة ألغام" زرعتها - حسبه- "ثقافة حالة الطوارئ على طريق الحريات والديمقراطية والتداول السلمي على السلطة"، مؤكدا على أن الرئيس "كائنا من كان" مجبر على احداث "مصالحة بينية". توقع الشيخ سلطاني في رسالة جديدة له، أمس، أنه مهما كانت نتائج الاقتراع "أتوقع أن يبدأ العد التنازلي لواقع جزائري جديد"، مضيفا أن ذلك الواقع يتمحور حول مطلب واحد خلاصته "إما أن يغير هذا النظام أساليبه وإما أن يتغير جذريا"، ذلك بالنظر ل "الألغام الخمسة" التي زرعتها، حسب الرئيس السابق لحمس، ثقافة حالة الطوارئ، وعددها أولا في "الاستقرار المشروط" الذي وصفه ب "أول لغم موقوت سينفجر في وجه الرئيس القادم"، مؤكدا أن "الذين زرعوه في زمن الكل الأمني جعلوا الاسلاك موصولة بين استقرار الوطن والتداول السلمي على السلطة باستمرارهم في الحكم"، وهو ما جعل "استقرار الوطن مرتبطا باستقرارهم". أما اللغم الثاني فهو "التوافق السياسي"، الذي أرجعت رسالة أبو جرة زراعته إلى "25 سنة من عمر المأساة الوطنية"، وكرسته "مختلف الحكومات" ما جعله "يتعمق في نفسيات أبناء الوطن الواحد حتى صار كل مواطن يشعر أنه معرض لاختبار هويته وانتمائه وولائه في كل موعد انتخابي"، وقال ابو جرة أن هذا الاستقطاب الحاد جعل "المواطنين أصنافا ودرجات ومراتب". اللغم الثالث الذي سيواجهه رئيس الجزائر بعد استحقاق 17 أفريل الجاري حسب سلطاني هو "الانفتاح على الأجيال"، وهي نقطة تحدث فيها الشيخ أبو جرة باستفاضة، مؤخراً، في حوار ل "الجزائر نيوز"، حيث يرى أن الحديث عن تسليم المشعل لجيل الاستقلال تجاوزه الزمن "اليوم نواجه جيل المأساة الوطنية" وهو حسبه "جيل لا يؤمن كثيراً بالتاريخ وليست له أية قداسة تجاه الرعيل الأول الذي حكم البلاد أزيد من نصف قرن باسم الشرعية الثورية"، مؤكدا أن هذا الجيل الذي أثبت تفوقه الافتراضي على الجيلين السابقين وأنه "عابد العزم على نقل المعركة الالكترونية الافتراضية إلى الميادين". اللغم الخامس، الذي حددته رسالة سلطاني، هو "الاحتجاجات المتصاعدة"، حيث يرصد حركة الشارع الغاضب منذ 2011 مفسرا الأمر بأن "احتياطي النفط لم يعد قادرا على تلبية المطالب اليومية الآخذة في التوسع والارتفاع في جميع القطاعات"، وهذا خصوصا في ظل انهيار الثقة بين الحاكم والمحكوم ورهن الأمر بمفهوم "من لم يحتج لا يحصل على أي حق"، وثقافة "إطفاء الحرائق" التي أصبحت الحكومات تتسم بها. أما اللغم الخامس الذي تحدثت عنه الرسالة فهو "المحيط الإقليمي الضاغط"، الذي ارجع فيه أبو جرة "الأمن" إلى مسؤولية مشتركة "تقع على كاهل جميع المواطنين والمواطنات"، وهذا حسبه رغم "أهمية الأدوار التي تضطلع بها مؤسسة الجيش الشعبي وأسلاك الأمن"، داعيا في هذا الإطار للابتعاد عن "عقلية الاحتكار وثقافة التخوين ولغة المؤامرة". المتصفح لرسالة سلطاني و"ألغامها الخمسة"، يستشعر من خلال بعض المصطلحات، أنه لا يراهن على نتائج مفاجئة قد يفرزها الصندوق يوم 17 أفريل، لأنه أكد منذ بداية الرسالة على ما وصفه ب "نتائج انتخابية محسومة سلفا، تضفي عليها صناديق الاقتراع مشروعية التصويت"، لكن بتحديده لحقل الألغام الذي تحدث عنه وعما قد يضاف له من ألغام جديدة بين 2014 - 2019 ، فهو يراهن عن ما اسماه ب« المصالحة البينية"، بالنظر لأن "الرئاسيات هذه المرة، لم تستطع الأطراف الفاعلة حصرها في مجرد موعد انتخابي محسوم"، وهذا ما يجعلها حسب أبو جرة "بداية مسار لم يتم الاتفاق على نهايته"، لذا فإن الرئيس الجديد حسب الشيخ سلطاني "لن يكون جديرا بإدارة فترة المسمى العهدة الانتقالية ما لم يبادر خلال 100 يوم الأولى" بتفكيك الألغام الخمسة.