تشرع الجالية الجزائرية في أداء واجبها الانتخابي، اليوم، في ظل الفتور الذي ميز الحملة الانتخابية لرئاسيات أفريل المقبل بالخارج، ما يعطي الانطباع بأن الانتخابات الرئاسية تصنف لدى الجالية في خانة اللاحدث نظرا "للبرود" الذي تعاملت به مع هذه الانتخابات وعدم اكتراث أفرادها بها، وهو الوضع الذي وقفت عليه "الجزائر نيوز" عند نزولها إلى الميدان واقترابها من أفراد الجالية الجزائرية بالمهجر. قالوا ل "الجزائر نيوز": بومغار لطفي: مدير حملة علي بن فليس.. سخرنا إمكانيات كبيرة لحراسة صناديق الاقتراع بالخارج "أعتقد أن انطلاق الانتخابات بالنسبة للجالية الجزائرية بالخارج ستعطي انطلاقة قوية للانتخابات في 17 أفريل المقبل، حيث ان الانتخابات التي ستنطلق اليوم بالخارج ستعرف مشاركة قوية، والسبب في ذلك يعود إلى أن برنامج التجديد الوطني للمترشح علي بن فليس استقطب الجالية الجزائرية بالخارج، خاصة وأن هناك تجاوب كبير من طرفها، وهو ما ينبئ بمشاركة كبيرة للمواطنين بالخارج خلال الانتخابات، والتي ستعطي دفعة قوية للاستحقاقات يوم الخميس المقبل، من جانب آخر، فقد تم توفير وتسخير إمكانيات كبيرة من أجل حراسة صناديق الاقتراع من التزوير في كل القنصليات والفضاءات التي تم تخصيصها كمكاتب اقتراع للجالية، حيث أن كل مكتب اقتراع لا يخلو من ملاحظين تابعين للمترشح علي بن فليس، وللإشارة فقد تلقينا العشرات من المكالمات في كل من امريكا وأوروبا وآسيا من طرف مواطنين جزائريين يريدون أن يشاركوا كملاحظين في مكاتب الاقتراع". توفيق بن علو: (مدير حملة المرشح فوزي رباعين).. نتوقع أن تشارك الجالية في هذه الانتخابات بفضل عملنا الجواري "نتوقع أن تشارك الجالية الجزائرية بالخارج في هذه الانتخابات الرئاسية، بفضل العمل الجواري الذي قام به ممثل حزبنا بالخارج، وعن طريق مكتبنا بباريس المكلف بالتكفل بحملة مرشح حزب عهد 54 بالخارج، وبما أن أفراد الجالية الجزائرية بالخارج المغتربين عن أرض الوطن، جزائريون، فنحن نعاملهم على قدم المساواة ولا نميز بينهم، كما أن برنامج المرشح موحد وخصصنا حيزا للمغتربين بالخارج". بوجراس عبد القادر: (مدير حملة موسى تواتي).. متخوفون من أن تكون مشاركة الجالية ضعيفة في هذه الانتخابات "ندعو الجالية الجزائرية بالخارج إلى التوجه إلى مكاتب الاقتراع للمشاركة بكثافة في هذه الانتخابات، دون أن نخفي عليكم ما وقع لمرشح السلطة وممثليه القائمين على حملته، حيث منعوا من تنشيط تجمعاتهم بعدة مناطق بفرنسا، لدينا 10 ممثلين بفرنسا وبقية المناطق التي تتواجد بها الجالية الجزائرية بالمهجر التي قمنا بتوزيع برنامج المترشح عليها، ونحن نعامل أفراد الجالية على حد سواء مع المواطنين المتواجدين بأرض الوطن، وبالتالي فإننا نريد إشراكهم في التنمية الاقتصادية للبلد من خلال حساباتهم بالعملة الصعبة التي يمكن تحويلها للجزائر للاستثمار، وأنا أعاهدهم إذا حكم مرشحنا الجزائر بعد 17 أفريل المقبل أنهم سيعودون للعيش بالجزائر لأننا سنوفر لهم كل ما يضمن ذلك، لأننا نعلم بأن أغلبية المهاجرين فروا من الجزائر بسبب سوء أحوال المعيشة ولم يلتحقوا بهذه الدول عن طريق منحة أو من أجل الاستثمار خاصة الذين التحقوا بإيطاليا وتركيا". أحمد بن صبان: (مكلف بالإعلام في حملة المرشح بلعيد عبد العزيز).. نتوقع مشاركة الجالية لصالح مرشحنا "أعتقد بأننا من أكثر الأحزاب تمثيلا بالخارج، لأننا نملك ممثلين في مختلف المناطق التي تتواجد بها جاليتنا بالخارج على غرار مارسيليا، بروكسل، باريس، واشنطن، وأعتقد بأن أفراد الجالية في المهجر يريدون الخير لبلدهم ونحن مقتنعون بأنهم سينتخبون على جيل الاستقلال، ولم نفرق يوما بين الجزائريين في الخارج والمتواجدين بأرض الوطن وكل ما نريد القيام به هو منح المغتربين الجزائريين حق الاستثمار في البلد، الحق في السكن، إعاد النظر في تكلفة التذكرة ورفع العراقيل التي تحول دون تسهيل تنقلهم بين الجزائر وبقية الدول وإعادة النظر في البرامج الدراسية بالخراج وربطها بتاريخ الجزائر، كما أننا نعتبر أن الجزائريين مزدوجي الجنسية، قيمة إضافية للجزائر ولا ننظر إليهم بنظرة عدائية، لأن السعي وراء اكتساب جنسية دولة أجنبية فرضته الظروف ولم يكن نابعا من محض إرادتهم". بوحجة السعيد: المكلف بالإعلام بالأفلان.. نعتقد أن نسبة المشاركة ستكون عالية "نتمنى أن تجري الانتخابات اليوم عبر مختلف دول العالم بالنسبة لجاليتنا كما ينبغي، ونعتقد أن نسبة المشاركة ستكون عالية، حيث لا يمكن أن نحكم على الأشخاص وعزوفهم خلال الحملة الانتخابية، أنهم لن يشاركوا في الاقتراع، خاصة وأن الشعب الجزائري خاصة الجالية الجزائرية لديها قناعة قوية بإلزامية التصويت، وهذه القناعة هي التي ستنعكس بداية من اليوم في مكاتب الاقتراع بمعظم دول العالم، إضافة الى ذلك فهذه الانتخابات ستكون المرآة للانتخابات التي ستجري في 17 أفريل المقبل، حيث سنشهد مشاركة كبيرة للمواطنين في هذه الاستحقاق وهذا كله نتيجة العمل المعمق في الحملة الانتخابية، كما نتمنى أن تكون العملية شفافة ونزيهة، وما سيبرهن على ذلك هو العدد الكبير من الملاحظين والمراقبين الممثلين لكل المترشحين، وكذا من طرف المعارضين، وهو ما سيعطي نزاهة لهذه العملية." جمعتها: صارة. ض/ سارة. ب 3 أسئلة الى عيسى بن عقون.. مختص في العلوم السياسية والعلاقات الدولية تفتح مكاتب الاقتراع أبوابها اليوم للجالية الجزائرية في ظل المعطيات الحالية التي تعكس فتور الحملة الانتخابية واتجاه الجالية إلى عدم الاكتراث بها، ألا تعتقدون بأن هذا سيؤثر سلبا على هذه الانتخابات؟ معروف لدى كل الجاليات في العالم أنها غالبا ما تكون على درجة من الوعي ترفض التماشي مع الوضع القائم في بلدها الأصلي وهذا ما ينطبق على جاليتنا بالخارج التي تبرز عدم رضاها عما يحدث بالداخل، ومعروف أنه في السنوات الأخيرة لاحظنا الإقبال الضعيف للجالية الجزائرية بالمهجر في الانتخابات، بحيث لم تتعد نسبة المشاركة 20 بالمائة وهذا الضعف له علاقة بعامل بعد المسافة أولا والعامل السياسي ثانيا لاسيما أن برامج المترشحين لا تحمل التغيير المطلوب في ظل غياب ضمانات تتعلق بشفافية ونزاهة الانتخابات. وأنا شخصيا أعتبر بأن مطلب الجالية الجزائرية بالخارج هو التغيير عن طريق الاحتكام للصندوق لأن أفرادها يعيشون في مجتمعات متطورة، وفي احتكاك دائم يسمح بالتأثير والتأثر بهذه المجتمعات. هل تعتقدون بأن الجالية الجزائرية ستشارك في هذه الانتخابات في ظل ما يكتنف الحملة الانتخابية؟ أنا أدعو الجالية الجزائرية بالخارج إلى التغيير لأنها واعية وقادرة على ذلك والتصويت لصالح التغيير لأنها تعيش في مجتمعات متطورة اقتصاديا، سياسيا واجتماعيا، في بعض الحالات نجد أن المواطنين المهاجرين يرفضون الالتحاق بمكاتب الاقتراع بسبب بعد المسافة وهذا عامل سلبي من شأنه أن يعرقل هذه العملية ويحول دون تعبير هؤلاء عن التغيير الذي يريدون إحداثه لأنهم يرغبون في أن تكون دولتهم على غرار بقية الدول المتقدمة، وربما الأحداث الأخيرة وما تعيشه الجزائر حاليا قد يسمح بالرفع من نسبة مشاركة الجالية بالخارج لنسجل نسبة أكبر من انتخابات 2009 لأنها تريد التغيير وأن الاحتجاجات الأخيرة عكست رفضها لمرشح السلطة. هل نفهم من قولكم هذا بأن مشاركة الجالية الجزائرية بالخارج ستحدث تغييرا لصالح بقية المرشحين ويرجح الكفة لهم بدلا من مرشح السلطة؟ الجالية الجزائرية تريد التغيير وهذا ما بدا جليا في الاحتجاجات التي شهدتها عدة مدن بدول أجنبية ضد مرشح السلطة تعبيرا عن رفضها له، هذا الرفض يدفع إلى التصويت ضده وإذا كانت نسبة المشاركة تتراوح ما بين 20 و35 بالمائة فإن هذه الأصوات ستصب لصالح المرشحين المعارضين للسلطة لأن الجالية الوطنية تتميز بحسها الوطني، ولو يتم الإفصاح عن نتائج التصويت عن طريق وسائل الإعلام والجهات الرسمية سيرجح ذلك كفة النجاح في هذه الانتخابات لصالح بقية المترشحين دون مرشح السلطة، أضف إلى ذلك، أنه كلما كانت مشاركة الجالية الجزائرية بالخارج قوية فإن المشاركة داخل الوطن ستكون كذلك كثيفة، أما إذا حدث العكس المتمثل في عزوف الجالية عن الانتخاب سنسجل عزوفا كذلك بالجزائر يوم 17 أفريل المقبل.