تحتفل الأوساط الفنية السينمائية الفرنسية بمرور 30 عاما على وفاة مخرجها السينمائي الكبير فرانسوا تريفو، وبهذه المناسبة أصدرت كتابا جديدا بعنوان "فرانسوا- تريفو رواية السينما"، إعداد جان لوك دوان ضمن السلسلة الخاصة التي تنشرها جريدة "لوموند" حول سير الشخصيات وحياتهم. يلقي الكتاب الضوء على حياة هذا المخرج السينمائي، الذي حصل على جائزة أفضل مخرج في مهرجان كان السينمائي في 1959 عن فيلم بعنوان "400 طلق"، هو من المخرجين السينمائيين المحترمين الذي ترك بصمة واضحة في السينما الفرنسية من خلال أفلامه العديدة منها فيلم "الحجرة الخضراء" و«المترو الأخير"، وقد تناول الحب في معظم أفلامه وخص به المرأة والأطفال والأموات، وهو يرى في الحب السعادة والألم في الوقت نفسه. يأتي الكتاب وفرنسا تستعد لمد البساط الأحمر في المدينة الساحرة "كان"، حيث المهرجان السينمائي الدولي، سينطلق في غضون الأيام القليلة القادمة، وسيسلط الضوء على أعماله من حيث زاوية التناول وفلسفة المواضيع المختارة من قبل تريفو، الذي يتصدر الملصقة الرسمية لكان 2014، علما أن الفرنسيين اعتبروه ابتداء من هذا العام الأيقونة الفنية التي يجب الاقتداء بها، إلا أنهم قرروا أيضا أن يطرحوا أفلامهم على طاولة النقاش والتحليل، دون المساس بقيمته الفنية، واحتفاظا لمرتبته كامير السينما الفرنسية. يبرر رواد الفن السابع الفرنسي، استعادة مجد فرانسوا تريفو بعد هذه السنوات من الرحيل، بالقول إن هذا الرجل إضافة إلى أسلوبه الملكي في التعاطي مع الفن السابع، ثمة حسه المرهف في التناول للقضايا الإنسانية، موقفه الإنساني والنبيل حيال مسألة الحب والحقوق والعدالة. كان تريفو رجلا محترم السلوك ذي طباع تفرض التقدير من حوله والإعجاب أيضا، يملك حسا خفيا ينشر حوله الإبهام ونوع من السحر الذي يشد إليه المحيطين به. كان تريفو يعالج القضايا الاجتماعية بكثير من التحفظ والحشمة، لم يكن يهز المشاهد بكلمات أو مقاطع تخاطب الغريزة فقط، كان يعرف متى يلتزم السرية في التعبير عن الحب.. علاقته بالحياة والكتاب كانت وطيدة، ما سهل عليه مهمة التعبير عن أفكاره وعن نفسه بطريقة سلسلة دون تكلف. كانت سينما فرانسوا تريفو، عبارة عن حكاية كل الناس، ولكن بلغة جميلة ومختلفة، كان لا يترك نفسه بعيدا عن الجماهير وكان معنيا بالموضوع الذي يطرحه.