دخلت كل من ألمانيا وإسرائيل في صراع قضائي حول أحقية كل منهما في مخطوط رواية ''المحاكمة'' للروائي التشيكي فرانز كافكا، حيث رفضت ألمانيا إعادة مخطوط الرواية والموجود حالياً بمكتبة الأدب المعاصر بمرباخ إلى المكتبة الوطنية لإسرائيل التي طالبت به مؤخرا حسب ما نقلته صحيفة ''هآرتس'' الإسرائيلية· ويدور الجدل حالياً بين ألمانيا والكيان الإسرائيلي حول من يملك حق ملكية هذا المخطوط الذي نجا من الحرق بعد أن رفض ماكس برود الصديق الحميم لكافكا تنفيذ وصية الأخير بحرق كل كتبه ومخطوطاته دون استثناء، حيث يرجع له الفضل في إنقاذ هذا الكنز الأدبي لكافكا والذي ترك تأثيره النافذ والعميق في الرواية الحديثة· جدير بالذكر أنه ربطت بين كل من كافكا وماكس برود علاقة وطيدة على مدار السنوات عقب لقائهما الأول كطالبين في جامعة تشارلز بالعاصمة التشيكية براغ، وقبل وفاة كافكا داخل إحدى مستشفيات فيينا أوصى صديقه بحرق كافة أوراقه ومخطوطاته، ولم ينفذ برود الوصية، حيث قام بنشر هذه الروايات مجملة عام ,1925 وفي عام 1939 فر من براغ خشية من البطش النازي ليستقر به الحال في تل أبيب حاملا معه حقيبة تتضمن كافة أوراق ومسودات كافكا، باستثناء منحه مخطوطة روايتي ''أمريكا'' و''القصر'' إلى مكتبة أكسفورد، غير أنه لداع مجهول احتفظ بمخطوطة رواية ''المحاكمة''· وبدوره ألمح ماكس برود في وصيته أن يكون مصير الروايات فيما بعد المكتبة الوطنية بالقدس الغربية، وهو الدافع وراء الدعوى القضائية المرفوعة من هذه المكتبة لاسترجاع مخطوطات كافكا، وما زاد الأمر تعقيداً هو قيام أحد الأشخاص ببيع عدد من هذه المخطوطات في المزاد العلني ومنها رواية ''المحاكمة'' التي بيعت في النهاية عام 1988 بألمانيا· وحسب مصادر إعلامية تطالب إسرائيل منذ السبعينيات بإعادة المخطوطة الأصلية لرواية ''المحاكمة''، ليتجدد الصراع هذا العام 2009 والذي تصر فيه ألمانيا على أن رواية ''المحاكمة'' هي إرث وطني ملك لها، ويستحيل التفريط فيه لأي جهة حتى ولو كان لغريمتها التاريخية إسرائيل·