توفي الرسام والخطاط الجزائري محمد بوزيد، الثلاثاء الماضي، بالعاصمة الفرنسية عن عمر يناهز 84 عاما. المرحوم صاحب مسار طويل ومسيرة عملاقة في الحركة التشكيلية الجزائرية الحديثة، هو من مواليد مدينة الأخضرية في 12 ديسمبر 1929.. باشر الرسم وهو شاب متأثر بعدة رسامين، مثل سوفور غالييرو، وتعود أولى أعماله إلى بداية الخمسينيات. درس بالمدرسة العليا للأساتذة ببوزريعة (1946-1950)، حيث تحصل على المرتبة الأولى وعمل كأستاذ إلى غاية 1955 قبل أن يتحصل على منحة للدراسة بمعهد لوماران (فوكلوز - فرنسا) ثم انتقل إلى "كاسا دي فيلاسكيس" بمدريد (إسبانيا) سنة 1959. وفاز بالجائزة الفنية الكبرى للجزائر سنة 1959، ولدى عودته إلى الجزائر سنة 1962 عمل كمستشار ثقافي لدى مالك حداد، الذي كان آنذاك مديرا على الثقافة بوزارة الإعلام، حيث صمم ختم وشعار الجمهورية الجزائرية سنة 1963 كما شارك خلال السنة نفسها في معرض "فنانو الجزائر" بمتحف الفنون التزيين بباريس. وعرف محمد بوزيد الذي يعد من مؤسسي الاتحاد الوطني للفنون التشكيلية بثراء مشواره الفني وعالمية أعماله، حيث شارك في العديد من المعارض الجماعية بالجزائر من سنة 1958 إلى سنة 1984، كما شارك في معارض أخرى بباريس وبروكسل. كما عرض أعماله خلال معارض فردية بالمركز الثقافي الفرنسي بالجزائر سنة 1992 وبالمركز الثقافي الجزائري بباريس (1996-1997-1999) وبفضاء ريشليو بباريس. وخصص المتحف الوطني للفنون الجملية بالجزائر سنة 1999 احتفاء بهذا الفنان بمناسبة بلوغه 83 سنة، معرضا حول مسيرته الفنية وأعماله تحت عنوان "مسار الحنين" ضم لوحات له وإعارات ذات نوعية وافق بعض جامعي التحف على إثراء هذه المجموعة بها والتي تضم في مجملها 60 لوحة زيتية و20 عملا على الورق بالإضافة إلى بعض الأعمال الخاصة بالفنان التي أنجزها في الفترة الأخيرة من مساره الفني قصد إتمام منظر شامل ذو طابع متسلسل تاريخيا. كما عرض فيه ولأول مرة ختم الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية الذي قام بوضعه الفنان بوزيد بالإضافة إلى تصميمين له خاصين بطابعين بريديين أصليين تمت استعارتهما من مؤسسة بريد الجزائر. وقام المتحف العمومي الوطني للفنون الجميلة بهذه المناسبة بإنجاز عدد كبير من ترميمات الأعمال وكذا إعداد كتاب خصص للمسار الفني للفنان. كما شارك سنة 2007 في معرض الأعضاء المؤسسين للإتحاد الوطني لفنون الجملية. ويعد الفنان محمد بوزيد عضوا مؤسسا للإتحاد الوطني للفنانين التشكيليين في 1964 كما يعتبر واحدا من أعمدة الفن التشكيلي الجزائري إلى جانب شكري مسلي ومحمد اسياخم ومحمد خدة ومحمد تمام ومحمد راسم وغيرهم.