لا تزال التسربات والإنفجارات المتكررة في قنوات المياه الرئيسية تصنع الحدث بقسنطينة في الفترة الأخيرة، حيث أن الكثير من الأحياء باتت تسبح في برك من المياه الضائعة في ظل وضعية مزرية تظهر عجز الشركة الفرنسية ''مياه مارسيليا'' على التحكم في الوضع بالرغم من الصفقة الخيالية التي فازت بها شهر أكتوبر 2007، والتي تقدر بأزيد من 43 مليون أورو· وقد سجل آخر حادث من هذا النوع، مساء أول أمس، إثر انفجار القناة الرئيسية للمياه بحي قاضي بوبكر ما جعل عمارات الحي وسكانها في موقف محرج نظرا لقوة تدفق المياه التي غمرت كافة أرجاء الحي والحديقة المجاورة له في مظهر يعكس لا مبالاة حقيقية من الشركة المسيرة التي أظهرت في كل مرة عجزها عن التحكم في الوضع بالرغم من الورشات الكبرى والمتعددة التي تشهدها مختلف أحياء المدينة ومعلوم أن قسنطينة استفادت سابقا من مشروعين لتجديد القنوات بقيمة 1194 مليار سنتيم كصفقة أولية أبرمت مع شركة مارسيليا للمياه وشركة صينية أخرى ويرتكز المشروع، حسب مدير الري بالولاية، على تجديد القنوات بالمدينة الصخر التي تستقطب أكبر كثافة سكانية بهدف رفع نسبة تزود السكان بالماء الشروب والحد من الإنجرافات المسجلة، خاصة على مستوى أحياء المدينة القديمة غير أن الوضع يظهر عكس ما خطط له، حيث أن الكثير من سكان الأحياء يعيشون العطش على غرار المقيمين بدائرة زيغود يوسف التي انقطع عنها الماء مؤخرا لمدة 20 يوما· مدير الري بالولاية، وفي تعقيبه على ما هو حاصل، ذكر ل ''الجزائر نيوز'' أنه تم توجيه إعذارات وملاحظات إلى شركة سياكو بهدف معالجة الوضع في أقرب الآجال والتخلص من جميع العراقيل التي تقف في سبيل تحقيق الأهداف المسطرة والتي تتمثل في تحقيق تموين بمعدل 24/24 ساعة لأزيد من مليون نسمة مع مطلع 2013 إنطلاقا من سد بني هارون حيث توجد حاليا 2000 متر من القنوات مطروحة تحت الأرض على أن يسمح المشروع لدى استكماله برفع كمية التدفق إلى 3000 لتر في الثانية بزيادة تفوق ال 300 % عن التدفق الحالي·