لم تتوقف الحملة الإعلامية المصرية الشرسة ضد الجزائر، بسبب مرارة الهزيمة التي منيت بها في أم درمان وحرمانها من التأهل إلى نهائيات كأس العالم بجوهانسبورغ· إذ حاولت هذه المرة تبرير فشلها في عدم تمكنها من شراء حقوق نقل مباريات كرة القدم للكأس الإفريقية ال 27 لبطولة إفريقيا للأمم بسبب تآمر الجزائر ضدها بالتواطؤ مع ''الجزيرة الرياضية'' تارة وولائها تارة أخرى ، وأن لمصر أولويات أخرى·. وفي هذا الإطار يوضح المدير العام لقناة الجزيرة الرياضية ناصر بن غانم الخليفي بعض الأمور المرتبطة بنقل مباريات بطولة كأس أمم إفريقيا المقامة في أنغولا، وبيع حقوق بث بعضها للقنوات التلفزيونية المهتمة، حيث أكد عدم استهدافه أي قنوات محلية مصرية، بمعنى الفضائيات المصرية ''شبه الحكومية''. مضيفا أن امتلاك قناة الجزيرة حقوق البث ليس معناه المنع، وقال الخليفي في تصريح ل''الجزائر نيوز''، أن الجزيرة الرياضية عرضت بيع بعض مباريات البطولة على اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري، مقابل مبلغ معقول رفض تحديد المبلغ وأن اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري أبدى موافقة مبدئية ثم تراجع عن ذلك بدعوى عدم حصوله على التمويل اللازم· وكررت ''الجزيرة الرياضية'' عرضها للمصريين للمرة الثانية على التوالي، حيث أكد في هذا الشأن المدير العام لقناة الجزيرة الرياضية، ناصر بن غانم، أنه تقدم بعرض ثان وتلقى أيضا موافقة مبدئية، غير أنه تم التراجع عنه مرة أخرى لنفس الأسباب، أي غياب التمويل، وهو ما يعفي الجزيرة الرياضية من أية مسؤولية عن عدم التوصل إلى اتفاق بهذا الشأن· ولا تريد ''الجزيرة الرياضية'' حسب ناصر بن غانم حرمان المشاهدين العرب من مشاهدة مباريات كرة القدم، لولا أن الشركات المالكة للحقوق لم تفرض قيودا قانونية عليها، أي الالتزام بالجانب التجاري المحض· وفيما يخص الجزائر، أكد المتحدث أن الجزائر التزمت ببنود الصفقة التجارية، ما يمكنها من مشاهدة عدد من مباريات كرة القدم الخاصة بالكأس الإفريقية، خاصة تلك المتعلق بالفريق الجزائري، أي أنه بإمكان الجزائر أن تشاهد جميع مباريات الفريق الجزائري حتى في الأدوار المتبقية أي في حالال تأهله إلى لأدوار القادمة· في نفس الإطار، تمكن التلفزيون الجزائري من الظفر بصفقة مشاهدة عدد معتبر من مباريات كرة القدم، بعد أن تمكن من الحصول على تمويلات من مداخيل الإشهار، وهو ما لم يتمكن التلفزيون المصري من الحصول عليه، وليس بالتآمر كما يدعيه المصريون، الذين ألفنا منهم فبركة سيناريوهات لأفلام واللعب على أوتار العروبة والشقيقة الكبرى وأشياء أخرى لا تعد ولا تحصى. الجزائريون اشتروا أكثر من 50 ألف بطاقة لمشاهدة ''الكان'' من أصل ربع مليون مخصصة للجزائر قدّر عدد بطاقات فك الشفرة للقنوات الرياضية التي اشتراها الجزائريون حوالي 50 ألف بطاقة، ومن المنتظر أن تنفذ هذه البطاقات إلى غاية شهر جوان، أي أن الجزائريين سيقومون بشراء 250 ألف بطاقة سيتم توزيعها في بلادنا هذا العام، وقد يزيد العدد في حال تسجيل طلبيات أخرى، خاصة وأن الجزائر مقبلة على كأس العالم· وتضم البطاقات المشفرة 22 قناة رياضية صالحة على مدار العام لمدة 12 شهرا، ويقدر سعر البطاقة الواحدة ب 7 آلاف دينار جزائري، أما البطاقات المزورة، أي تلك التي تم قرصنتها، فتباع بمبلغ 9 آلاف دينار، وهي صالحة لمد ثمانية أشهر فقط، أي أنه بإمكان الذين اقتنوها أن يشاهدوا بطولة العالم لكرة القدم· وقد لاحظنا، أمس، أن البطاقات الخاصة بقنوات الجزيرة الرياضية بدأت تنفذ لدى عدد من التجار الذين زرناهم، حيث عرفت إقبالا منقطع النظير، وأكد لنا عدد كبير منهم أن الإقبال يشبه إلى حد كبير ذلك الإقبال الذي عرفته محلاتهم على اقتناء بطاقات ''ارتي'' أثناء تنظيم كأس العالم لكرة القدم عام 2006 بألمانيا، بعد أن تعذر على التلفزيون الجزائري اقتناء حقوق البث، وأكد لنا عدد كبير من التجار أن سبب هذا الإقبال مرده إلى أن الجزائريين لن يشاهدوا كل مباريات كرة القدم عبر التلفزيون الجزائري، في حين أن بعضهم يفضلون الاستمتاع بتعليقات المعلق الجزائري حفيظ دراجي·