شاءت الأقدار أن يلتقي المنتخب الوطني مجددا مع نظيره المصري في مباراة مثيرة جدا مساء اليوم ببانغيلا الأنغولية لحساب الدور نصف النهائي لكأس إفريقيا للأمم، حيث عادت إلى الأذهان موقعة أم درمان الشهيرة والتي تسببت في توتر العلاقات بين البلدين إلى درجة كبيرة، وسيدخل أشبال المدرب سعدان بنية التأكيد على أحقيتهم بورقة التأهل للمونديال خاصة بعد التصريحات الجارحة التي تلفظ بها المصريون بأن فوز الفريق الوطني في السودان راجع إلى أسباب غير رياضية، ومن جهتهم فإن الفراعنة لا يتحدثون سوى عن الثأر وفقط لأن تسجيل هزيمة ثانية أمام الجزائر وفي مناسبة هامة مثل كأس إفريقيا سيتسبب في أزمة معقدة في مصر وقد يؤدي الأمر إلى تغييرات جذرية على مستوى هيئات كرة القدم لا سيما وأن الجمهور المصري عبر عن استيائه من طريقة تسيير الاتحاد المصري بقيادة المغضوب عليه سمير زاهر لشؤون الكرة المصرية بعد الإقصاء من المونديال. ثمن مدافع المنتخب الوطني نذير بلحاج الفوز الباهر الذي حققه محاربو الصحراء على فيلة كوت ديفوار، وأكد أن العزيمة التي ميزت عناصر المنتخب إنما استمدها اللاعبون من الروح الحماسية التي ميزت الجماهير الجزائرية طيلة مشوار التأهل الذي خاضه الخضر بداية من القاهرة في مصر ثم أم درمان في السودان، حيث حظي المنتخب بتشجيع جماهيري لا مثيل له بدعم من الحكومة الجزائرية التي لم تتوان في الاستجابة للمطلب الجماهيري المتمثل في التنقل بأدنى التكاليف قصد دعم المنتخب أينما لعب . وفي هذا الصدد عبر بلحاج عن رغبته وزملائه في رؤية مشجعي الخضر في بانغيلا أين سيلعب محاربو الصحراء مقابلة نصف النهائي ضد الفريق المصري . وفي نفس السياق، أكد وزير الخارجية السيد مراد مدلسي على أثير الإذاعة الوطنية أمس، أن الحكومة تنوي فعلا إرسال رحلات إلى أنغولا في إطار برنامج عام سيسافر على إثره مئات المناصرين إلى بنغيلا في 28 من الشهر الجاري. ناشد المدرب المساعد للمنتخب المصري حمادة صدقي وسائل الإعلام بعدم تشكيل ضغط على اللاعبين قبل مباراة الجزائر المرتقبة اليوم في نصف نهائي أمم إفريقيا. وقال صدقي في تصريحات لقناة "الحياة": إنه يتمنى ألا يشكل الإعلام ضغطا على اللاعبين من ضرورة الثأر من الجزائريين لسابق خسارتنا أمامهم في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم، مشيرًا إلى أنه ينبغي النظر للمباراة على لقاء كرة قدم. وأضاف صدقي" المباراة ستكون صعبة للغاية .. فالفريق الجزائري قوي للغاية ومنظم تكتيكيا للغاية ويملك لاعبين على مستوى عال أمثال عبد القادر غزال، ونذير بلحاج وكريم زياني. وتابع" إن تأهل المنتخب الجزائري لنهائيات كأس العالم أعطاه ثقة كبيرة وهذا يظهر بصورة واضحة على أرض الميدان، مشيرًا إلى أنه يتمنى أن تخرج المباراة في روح رياضية عالية". وأضاف المدرب المساعد" إننا نحاول إبعاد اللاعبين المصريين عن هذه الأجواء المشحونة .. ونحاول إعادة الاستشفاء بعد المباراة الكبيرة أمام الكاميرون". وأردف" إن المباراة أمام الجزائر تحتاج للصبر .. ولا بد من الحذر في بداية اللقاء، إلا أننا لدينا الثقة الكبيرة في العبور للنهائي". وتابع"إن المباراة قوية للغاية وكبيرة فالفائز بها سيتأهل لتحقيق اللقب". وختم صدقي بالتأكيد على أن ما رافق لقاء الفريقين في السودان لن يتكرر مرة أخرى". يلتقي اليوم منتخبا مصر والجزائر في الدور نصف النهائي لبطولة الأمم الإفريقية، وهي المباراة التي تتكرر لرابع مرة في ظرف ثمانية أشهر تقريبا بعد أن التقيا ثلاث مرات في تصفيات كأس العالم. اللقاء في ظاهره لقاء عربيا بين منتخبين عربيين، ولكنه في باطنه يحمل العديد من المعاني والملابسات، فكلنا يعلم التوتر والاحتقان الذي صاحب لقاء الفريقين في تصفيات كأس العالم، خصوصا لقائي القاهرة والسودان، وما حدث بعدهما من زيادة الفرقة والاحتقان بين البلدين. وها هو السيناريو يتكرر مرة أخرى ويتقابل المنتخبان وجها لوجه في البطولة الإفريقية، ويترقب الجميع هذا اللقاء بفارغ الصبر أملاً في محوالصورة السيئة التي ظهرت بين المنتخبين في السابق. ويأمل الجميع في أن يكون هذا اللقاء بداية المصالحة بين منتخبين عربيين شقيقين، وألا تخرج المنافسة بينهما عن إطار كرة القدم فقط.فهل تكون هذه المباراة كذلك..أم تكون تعميقا للخلافات والشقاق بين الأشقاء العرب؟