من يصغي إلى نشيد الإتحاد العام الطلابي الحر تستوفقه أبرز شخصية ساهمت في تكريس مسار مسعى مؤسسي الإتحاد، حيث أخذ على عاتقة الدفاع عن قضية التعريب، فكان يتصدر صف مسيراتها، أولا ليتمكن من تأسيس لجنة التعريب بمعهد الإحصاء والتخطيط، وتكللت الجهود بصدور قرار وزاري للتعريب بتاريخ 28 أكتوبر 1990 سنة، التعددية التي شكلت عهدا جديدا اتخذ من الجامعة أرضا خصبة ومسرحا مهنيا لتطور التفاعلات السياسية وبروز الصراعات الكامنة إلى الواجهة بكل تبعاتها وأبعادها اللغوية والأيديولوجية مما أفرز في الواقع تعددية حتمية في الحركة الطلابية موعد ميلاد الإتحاد العام الطلابي الحر الذي شكل فيه شخص عبد الحفيظ السعيد أبرز شخصية لا يعرفها أعضاء الإتحاد من الأجيال الجديدة إلا عن طريق النشيد· فكان الطالب المجد والمناضل السياسي لقوة كلماته التي كان يستمدها من الإيمان العميق بمدلولاتها وأبعادها والتصميم على تحويلها إلى واقع ملموس، فقد كان أنيسه القلم وهو ابن التاسع عشرة من عمره· ساهم من خلال تحليلاته وكتاباته في منتدى التضامن الطلابي في تقديم قراءة في أسباب الأزمة نشرها في جريدة الإتحاد مرفقة بأبرز التحليلات التي قدمها، كما تميز بقوة الطرح وفهمه العميق لمسار الإتحاد ووعيه الخاص بالمشكلات الراهنة داخل الجامعة وعلى الساحة الوطنية، فتميز بقلمه الجريء وصوت حر ينفذ إلى العمق في معالجة القضايا، الخصائص التي أهلته ليمثل الإتحاد في عدة منابر داخل وخارج الوطن·ولد عبد الحفيظ بن الحاج محمد بن الحاج صالح السعيد في أكتوبر ,1971 بمدينة العطف في ولاية غرداية، نشأ في أحضان أسرة شبت على فطرة الإسلام وقيمه المثلى، إذ كان جده من رواد الحركة الإصلاحية بالجنوب، وكان والده مناضلا في الإتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين منذ صغره· حاز على شهادة البكالوريا في صائفة ,1990 بالبليدة، ليلتحق بالمعهد الوطني للتخطيط والإحصاء لنيل شهادة مهندس دولة· كان من أبرز مؤسسي شعبة المعهد وأمينها الأول، ليرتقي بمسؤولياته إلى المكتب الوطني كنائب للأمين العام، ثم رئيسا للمجلس الوطني· تقلد منصب نائب الأمين العام للإتحاد العام الطلابي الحر عام ,1992 ليتولى بعدها رئاسة لجنة المصالحة الوطنية التي تأسست بقرار من المجلس الوطني في ربيع 1992 محاولة تمحور عملها أساسا في الاتصالات المتعددة مع رؤساء الأحزاب والمنظمات والجمعيات الوطنية الفاعلة في الساحة السياسية، ثم انتخب رئيسا للمجلس الوطني في مرحلة النضال من أجل الشرعية والتضامن· اغتيل عبد الحفيظ السعيد يوم 13 فيفري ,1995 بساحة حافلات نقل الطلبة ببن عكنون عقب التحاقه بالمعهد لإجراء آخر امتحان ليمضي الرجل ويبقى منهاجه معلما·