سيد علي صخري مكتبي وناشر جزائري، صاحب مكتبة ألف ورقة وورقة، بعلاقاته الوطيدة بالكتاب، الأمر الذي أدى به إلى تأسيس مقهى أدبي بوسط العاصمة ليخلق فضاء ثقافيا ذي لمسات راقية تشارك فيه كل طبقات المجتمع دون استثناء· في هذا الحوار يكشف عن أهم الإرهاصات التي دفعته إلى إنشاء مقهى ''جزيرة الأدب''· كيف جاءت فكرة تأسيس مقهى ''جزيرة الأدب''؟ فكرة تأسيس مقهى ''جزيرة الأدب'' تعود إلى عدة أفكار بسيطة، أهمها أنني مكتبي وناشر، حاولت إخراج هذا الفضاء الثقافي إلى العالم الخارجي وبالضبط إلى عامة الناس، كما أن إرهاصات الفكرة جاءت أيضا من وجود مقهى والدي بباب الوادي، الحي الشعبي العتيق بالعاصمة، حيث كنت أرى الناس يقضون وقتا كبيرا في المقهى من أجل الاستمتاع بموسيقى الشعبي وطرح انشغالاتهم وهمومهم بشكل بسيط، وحتى الأحداث السياسية كان لها نصيب في طرحهم، كل هذا دفعني لتشجيع المقروئية بشكل راقي يحمل لمسات من التحضّر، وكذا تربية المجتمع العادي على لغة الحوار من خلال هذا المقهى الأدبي· ما التمسناه في المقهى الأدبي ''جزيرة الأدب'' أنه جاء على طريقة المقهى الأدبي الموجود بشارع الحمراء بلبنان، ما تعليقك؟ كما سبق وأن ذكرت، أنا مكتبي وناشر، أملك نظرة ذات بعد عميق عن كل ما يتعلق بثقافة الكتاب، وهدفي من خلال ذلك المزج بين الثقافات لخلق ثقافة جديدة تسهل على مجتمعنا التواصل وفي الوقت نفسه الانفتاح عن الآخر بطريقة راقية، ولهذا حاولت نقل المقهى الثقافي اللبناني إلى الجزائر، لكن بلمسات جزائرية، والدليل خلق ديكور المقهى في لوحة متناسقة الألوان والأشكال، حيث قمت بالمزج بين التراث الجزائري بجميع طبوعه بالتراث الإفريقي· فيما تتجسد أهدافك من وراء هذا المقهى؟ كثيرة جدا، ومن أهمها تحسين وتشجيع المقروئية، خاصة وأن الجيل الجديد ليس له علاقة مع الكتاب مقارنة بجيل الستينيات والسبعينيات، والأكثر من ذلك أرى أن ثقافة العولمة والمعرفة الجاهزة جعلت من شبابنا مدمن على الأنترنت، ومن أهداف المقهى أيضا تربية عامة الناس على لغة الحوار والنقاش في ظل يسوده الاحترام، وهذا ما قمنا به مؤخرا، حيث استضفنا شخصيات سياسية وثقافية وحتى تاريخية كالمجاهدين، وطرحنا مواضيع لقضايا مختلفة والجميع شارك في النقاش، فمقهى ''جزيرة الأدب'' ماهو إلا جسر لخلق الحميمية بين الحضور، وفيما يخص الكتب الموجودة بالمقهى يستعملها الجميع مجانا، والأكثر من ذلك المقهى يفتح أبوابه للفنانين التشكيليين لعرض لوحاتهم والتعرّف على مواهبهم عن قرب· ماذا عن البرنامج المسطر للمقهى؟ ''جزيرة الأدب'' تحمل برنامجا ثريا، حيث أنها تتحول من مقهى أدبي إلى فلسفي، ويتجسد ذلك من خلال استضافة شخصيات مختلفة، فمثلا يوم الخميس نستضيف شخصية تاريخية إلى جانب تلامذة الثانويات، ونقيم أيضا معارض تشكيلية كل خمسة عشرة يوما، إلى جانب نقاشات تتعلق بحدث الساعة·