كل من شاهد المستشفى الجامعي ''لمين دباغين'' ''مايو سابقا'' بباب الوادي، نهار أمس، إلا ويتذكر كارثة فيضانات باب الوادي، وبالرغم من أن حدة كارثة أمس لم تكن كتلك التي حصلت في نوفمبر 2001، إجراءات جد مشددة وأطباء مجندون لأي طارئ، حالة الطوارئ تم رفعها واستدعي كل الأطباء لتقديم الواجب··· هكذا كان الوضع داخل مصلحة الاستعجالات الجراحية، التقينا بأحد الأطباء الذي شرح لنا الوضع حالة بحالة، وأكد لنا أن كل المتضررين من كارثة انفجار الغاز سيرجعون إلى منازلهم معززين مكرمين عدا اثنين تم تحويلهما إلى مصلحة العظام نتيجة خطورة إصابتهما التي أجبرت الأطباء على إدخالهم إلى غرفة العمليات، من جهة أخرى روت لنا السيدة بن يحيى، التي فقدت حماتها وانهار المنزل على رأسها، كل تفاصيل الكارثة وهي رفقة ابنها الذي لم يتعد الخمس سنوات· الدكتور صايشي مراد مختص في الإنعاش والتخدير:كل الجرحى في حالة مستقرة عدا اثنين أكد الدكتور صايشي مراد، مختص في الإنعاش والتخدير بمصلحة الاستعجالات، أن مصالحه استقبلت إلى حد كتابة هذه الأسطر 11 جريحا، من بينهم 4 قتلى تم نقلهم إلى مصلحة حفظ الجثث بالمستشفى الجامعي، من بينهم رابع حالة توفيت في المستشفى بعد أن حاول الأطباء إنقاذ حياتها، لكن شاءت الأقدار أن تفارق الحياة على طاولة المستشفى· من جهة أخرى، قال الدكتور إن كل المصابين البالغ عددهم 11 سيتم تسريح أغلبيتهم، مساء أمس،، ووصف حالتهم بالمستقرة، إذ لم يصابوا إلا بخدوش وجروح خفيفة إضافة إلى الصدمة النفسية التي كانت تسيطر على جلهم جراء وقع الكارثة، غير أنه استثنى إصابتين خطيرتين تمت إحالتهما على غرفة العمليات لجراحة العظام، كما كان بين المتضررين طفلة صغيرة لم تصب بجروح خطيرة، وقد تم وضعها تحت المتابعة من قبل الأخصائيين النفسانيين· السيدة بن يحيى: كنت نائمة لما سقط على رأسي السقف وقد فقدت حماتي في الحادثة بكثير من التأثر والهلع الذي أصاب السيدة بن يحيى، متزوجة وأم لثلاثة أطفال، تروي لنا الصدمة التي لم تكن تتوقعها ولم تخطر على بالها، حيث قالت في لقاء مع ''الجزائر نيوز'' داخل مصلحة الاستعجالات، ''مباشرة بعد الدوي الذي هز العمارة التي أقطن بها، لم يكفني الوقت للنهوض من فراشي رفقة ابني الصغير حتى هوى عليّ السقف مسببا لي جروحا''، مضيفة أن حماتها التي تسكن في الطابق الأسفل فارقت الحياة نتيجة الانهيارات الكبيرة التي وقعت في العمارة، وأن حالة الذعر لم تقتصر على سكان العمارة بل طالت حتى أهلهم، حيث هرول العديد من الأقارب نحو مستشفى مايو للإطمئنان على وضعيات أهلهم القاطنين بالعمارة· وأثناء تحدثنا مع السيدة بن يحيى، دخلت والدتها التي كانت في غاية التأثر والهلع، لأنها ظنت أن ابنتها وحفيدها قد ماتا، فقامت مباشرة بمعانقتهما·