ميزت أمس أجواء اليوم الثاني من إضراب الاستشفائيين الجامعيين، بالمستشفيات الجامعية المنتشرة عبر العاصمة، حركة غير متوقعة على مستوى مختلف مصالحها، فبين أشغال البناء والترميم، وتقديم الخدمات الصحية من طرف الأطباء المقيمين، وطغيان الحالات الاستعجالية، غابت فكرة الإضراب عن أذهان أغلبية المواطنين والطاقم الطبي، في ظل تأجيل المواعيد دون إعلام مسبق• كشفت الجولة التي قادت ''الفجر'' إلى بعض المؤسسات الاستشفائية الجامعية، بالعاصمة، أن الإضراب الذي دعت إليه كل من النقابة الوطنية للأساتذة والأساتذة المساعدين في العلوم الطبية، والنقابة الوطنية للأساتذة والدوسانت في العلوم الطبية، كان شبه غائب في جل المصالح الطبية بالمستشفى الجامعي، لمين دباغين،''مايو'' سابقا، الواقع ببلدية، باب الواد، باعتبار أن جل الخدمات التي تقدمها هذه الأخيرة تخص الحالات الاستعجالية، على غرار مصلحة جراحة العظام والتقويم، ومصلحة الأمراض العقلية، ومصلحة الطب النووي، ومصالح الأشعة التي واصلت نشاطها بصورة عادية، حيث أكد الأطباء أنه لا يمكن شل هذه الحالات، مشيرين إلى حسن سير عملية الحركة الاحتجاجية في الكليات الطبية، خاصة، أين تم مقاطعة وتأجيل الامتحانات المبرمجة ليوم أمس، الخاصة باختبارات التخصص، ونهاية الدراسة• كما ساهمت أشغال البناء التي كانت حاضرة بقوة بمختلف هذه المصالح، في عدم إبراز الحركة الاحتجاجية التي انطلقت من يوم أول أمس من قبل الاستشفائيين الجامعيين، وعلى سبيل المثال مصلحة ترميم الأسنان بمايو، في ظل ممارسة الأطباء المقيمين لعملهم، إما على مستوى مستشفى ''مايو'' أو مستشفى مصطفى باشا، بسبب أنهم غير معنيين بالإضراب الذي يدوم ثلاثة أيام، باعتبارهم مجرد متربصين، وفي ذات الإطار صرح بعضهم، أن النتائج التمست أكثر في الإضراب المفتوح الذي طال امتحانات طلبة الطب والصيدلة وجراحة الأسنان• وعلى صعيد آخر، وبين كثرة الحالات الاستعجالية التي تتوافد الى أقسام تقديم الخدامات الصحية، وبين عدم إشعار مسبق لبعض من الأساتذة الاستشفائيين الجامعيين، الذين استجابوا لنداء الإضراب، يبقى المواطن الضحية الأولى لهذه العملية، فجولة ''الفجر'' أظهرت أن العديد من هؤلاء قدموا أمس إلى مستشفى مايو بناء على مواعيد مسبقة مع الأطباء، إلا أنهم اكتشفوا وبعد اكثر من ثلاث ساعات من الانتظار، أن الموعد قد تم إلغاؤه، وأن الطبيب الخاص بهم غائب بسبب إضراب لم يعلموا بمباشرته لدى وصولهم إلى المصلحة، وهناك أمثلة كثيرة خاصة بأمراض الأنف والأذن والحنجرة• أما على الصعيد الوطني، فإضراب الصحة الذي يدخل يومه الثاني، فقد عرف تحسنا في نسبة المشاركة، حيث وصلت الى حد 80 بالمائة، حسب رئيس النقابة الوطنية للأساتذة والأساتذة المساعدين في العلوم الطبية، رضا جيجيك، مقارنة باليوم الأول، الذي سجل فيه 70 بالمائة•