لا أدري كيف يمكن تفسير بعض الضربات التي تتلقاها البلاد من الداخل والخارج، على حد سواء·· فلا تفسير مقنع لما يحدث· بمجرد أن سمعني حماري، أتمتم بهذه الكلمات، قال·· - أنت، أيضا، تخوض في موضوع ''تبحيرين'' مثل غيرك من الذين يحاولون خلط الأمور دون مراعاة أي خصوصية لهذا البلد الذي أتعبه الزمن وجار عليه· قلت·· - في الحقيقة، يا حماري ليس موضوع ''تبحيرين''، وحده، ما يشغل بالي، ولكن كلما أفكر في حالنا أستاء كثيرا·· قبل أيام، وبسبب مقابلة رياضية، تجرأ أحد المذيعين المصريين وتهكم على شهدائنا الأبرار، وقال أن ارتفاع عدد الشهداء سببه ارتفاع الأسعار ليس إلا·· وقبله، أيضا، ضُبط قاموس لبناني يُتداول في الأسواق، وقد جاء فيه أن الجزائريين هم مجرد حركى وخُدّام لدى الجيش الفرنسي·· وقبل كل هذا وذاك·· دوّت فضيحة كبرى، ولكن، هذه المرة، من داخل الوطن·· حيث قام البعض ببتر النشيد الوطني ليتركوه أعرجا·· وكان البتر يتعلق بالمقطع الذي يتوعد فرنسا على جرائمها وأفعالها الوحشية·· نهق حماري، عاليا·· - مصيبة، والله مصيبة·· حينما يستهدفنا الآخر، فيمكن أن نتفهم الأمر، ولكن أن تأتي الصدمة من الداخل، فهذا غير مقبول·· تنهدت، بعمق، وقلت له·· - في الحقيقة·· القضية سِيَّان، سواء تعلق الأمر بالداخل أو الخارج·· لأن ''هيبة الدولة'' هي المستهدفة من خلال هذه القلاقل التي تجعلنا مَضحكة الآخرين الذين يتطاولون علينا في معتقداتنا ومقدساتنا، وغيرها من الثوابت التي لا تقبل المساس· نهق حماري، من جديد، وصرخ في وجهي·· - أيها المواطن، أخشى أن لا تكون العلّة في هؤلاء·· بل فينا نحن الذين لا نعرف كيف نحافظ على ما لدينا·· ثم لا تنسى أن المال السايب يعلم السرقة!