تنقل المدرب الوطني رابح سعدان إلى طرابلس الليبية كما أشرنا إليه في أعدادنا السابقة بغرض معاينة اللاعبين المحليين الذين واجهوا المنتخب الليبي ليلة أول أمس لحساب الدور التصفوي الأخير لنهائيات كأس أمم إفريقيا للمحليين المزمع إجراؤها السنة القادمة في السودان، وكان “الشيخ“ حاضرا في المنصة الشرفية حيث تابع المباراة باهتمام لعله يجد اللاعب الذي يغطي النقص الموجود في الخطوط الثلاثة مادامت مباراة ليبيا كانت آخر فرصة للعناصر المحلية لكسب تذكرة السفر مع التعداد إلى بلد نيلسون مانديلا. عيناه على غزالي، حاج عيسى وجابو من اللاعبين الذين كانوا في مفكرة سعدان نجد غزالي، حاج عيسى وجابو الذين يملكون حظوظا للالتحاق بالمنتخب الأول بالنظر إلى المستوى الذي يقدموه في البطولة الوطنية وحاجة الخضر إلى لاعبين لصناعة اللعب والهجوم، لكن الوجه المحتشم الذي ظهر به أشبال بن شيخة في مباراة السبت الفارط أنقصت حظوظ رؤيتهم مع المجموعة التي ستكون حاضرة في تربص سويسرا المقرر أن ينطلق يوم 23 ماي القادم. الشيخ لم يقتنع بمردود كل التعداد وكشف الشيخ سعدان لمقربيه في ليبيا أنه لم يقتنع بالمستوى الذي قدمه زملاء حاج عيسى الذين فشلوا في فرض منطقهم أمام المنتخب الليبي ووجدوا صعوبات لكسب ورقة التأهل الذي تحقق بفضل كرة ثابتة في آخر دقيقة من اللقاء، وفي هذا الصدد كشف سعدان بعد نهاية اللقاء لمقربيه أنه لم يقتنع بمردود أي لاعب في هذه المواجهة خاصة العناصر التي كانت محل معاينة، مضيفا أنه لم يشاهد مردودا يسمح لأي لاعب بلعب المونديال. المعاينة لم تمس لموشية، العيفاوي ومفتاح ورغم أن المردود السلبي لأشبال بن شيخة أمام ليبيا لن يسمح لهم بالحصول على تزكية “الشيخ“ سعدان للعب المونديال، إلا أن الناخب الوطني كشف أن المعاينة ومواقفه لا تمس العناصر التي عملت معه في المنتخب الأول على غرار العيفاوي الذي احتفظ به الناخب الوطني في التشكيلة ولموشية ومفتاح اللذين سبق لهما اللعب تحت إشرافه، وهو ليس بحاجة لمعاينة هؤلاء اللاعبين الذين يملكون الفرصة للتواجد في قائمة 23 التي تشارك في موعد جنوب إفريقيا الصيف القادم. مترف غير معني ويملك الحظوظ اللاعب المحلي الرابع الذي يملك فرصة للتواجد في الفريق الأول هو وسط ميدان وفاق سطيف حسين مترف الذي غاب عن مواجهة ليبيا بسبب العقوبة، ورغم ذلك فقد منحه سعدان الفرصة من خلال تصريحه بأنه يتتبع مشوار اللاعب في البطولة وهو ما يكشف أن سعدان مهتم بضم مترف رغم غيابه عن مواجهة العودة في ليبيا وأنه محل معاينة في مباريات البطولة في ظل المردود الطيب للاعب السابق ل ديجون، وقد يكون مترف بديل بلحاج في المونديال في ظل غياب أي لاعب قادر على تعويضه بعدما تم حذف اسم مدافع تاراغونا الإسباني وليد شرفة. سيدريك في القائمة لمنافسة زماموش وضع الناخب الوطني سعدان اسم الحارس سيدريك في قائمة الحراس المرشحين لسفر إلى جنوب إفريقيا حيث يعتبر رابع حارس في المنتخب وقد يسافر إلى تربص سويسرا للتنافس على المنصب الثالث مع حارس المولودية زماموش الذي لم يفقد ثقة الناخب الوطني سعدان رغم العقوبة التي سلطت عليه بعد مواجهة الكأس أمام شباب باتنة. سعدان يُنهي مرحلة المعاينة مباراة المحليين هي المحطة الأخيرة للناخب الوطني سعدان الذي سيحضّر بعد عودته إلى الجزائر قادما من قطر التي سيتابع فيها عملية قرعة كأس آسيا لتربص المنتخب في “كرانس مونتانا“ بسويسرا، وقد برمج سعدان ندوة صحفية سيكشف فيها عن أسماء اللاعبين المعنيين بتربص سويسرا على ضوء الحصيلة النهائية لعملية المعاينة التي قام بها رفقة مساعديه منذ مواجهة صربيا. ------------------------------ السفير يستقبل المنتخب ويؤكد دعم الدولة لكرة القدم أقام سعادة سفير الجزائربطرابلس عبد الحميد بوزاهر مأدبة غداء على شرف أفراد بعثة المنتخب الوطني المحلي والوفد الصحفي المرافق له، وقدم بالمناسبة كلمة حيا فيها التأهل الجزائري لنهائيات السودان وشكر اللاعبين والطاقم الفني مؤكدا في الكلمة على مواصلة التألق في ظل الدعم القوي والفعال للدولة الجزائرية لكرة القدم. بوزاهر: “شكرا لكم لأنكم أسكتّم السفير الفرنسي الذي كان يستفزّني” وفي معرض حديثه، تطرق سعادة السفير إلى حادثة طريفة عاشها خلال المباراة، لكنها معبرة وتكشف مدى الأهمية التي تكتسيها مثل هذه المباريات، لما تحدث عن السفير الفرنسي في طرابلس والذي حضر المباراة ولم يتوقف عن استفزازه بعد أن صارت النتيجة (2-0) متوجها بالكلام لسعدان وهو يقول: “خلاص، الأمور حسمت”، قبل أن يحرز حنيتسار هدف التأهل الذي أفحمه، السفير شكر اللاعبين على ذلك وشكرهم مرة ثانية على الأخلاق والانضباط الذي تحلوا به واحترامهم لمنافسهم، وهو ما ساهم في تعزيز العلاقات الأخوية بين البلدين. ----------------------------------------- “ليشتنشتاين”... الخرجة المقبلة للمحليين ستكون الخرجة المقبلة للمنتخب المحلي يوم 17 نوفمبر من العام الجاري برسم مباراة ودية ثانية أمام منتخب “ليشتنشتاين” الذي دعا منتخبنا إلى لعب مباراة العودة على أرضه هذه المرة، بعد المباراة الأولى التي جرت في الجزائر شهر مارس الفارط وعرفت فوز “الخضر” برباعية نظيفة على ملعب القليعة. -------------------------------------------- مفتاح: “لست متأكدا من بقائي في شبيبة القبائل الموسم المقبل” “خوض تجربة جديدة يستهويني كثيرا” “أفكر كثيرا في المونديال لكن القرار ليس بيدي” التقينا في الطابق 11 لفندق “راديسون بلو“ في العاصمة الليبية طرابلس بمدافع المنتخب الوطني للمحليين ربيع مفتاح وقائد شبيبة القبائل وحاورناه داخل الغرفة 1120 صبيحة أمس وتطرّقنا معه إلى عدة نقاط تخص أبرزها التأهل إلى كأس إفريقيا، المونديال ومستقبله مع شبيبة القبائل. استفاد الجميع من راحة إضافية في الصبيحة ومن دون شك كنت بأمس الحاجة إليها بعد اللقاء الصعب أمام المنتخب الليبي، أليس كذلك؟ بالتأكيد، فلقد كنا بأمس الحاجة إلى هذه الراحة والنوم بكل حرية في الصبيحة مقارنة بالأيام السابقة التي كنا ننهض فيها باكرا من أجل التحضير، وكم كنت أود النوم حتى منتصف النهار لكن المدرب لا يسمح لنا بذلك (يضحك) لأنني مطالب بالتواجد مع المجموعة لتناول فطور الصباح، وبما أن الحماس موجود بحكم أن المعنويات مرتفعة بعد التأهل فهذا أنسانا التعب الذي نعاني منه. إذن الأجواء رائعة داخل المجموعة، أليس كذلك؟ نعم بطبيعة الحال، لقد أهلنا الجزائر إلى كأس إفريقيا للمحليين وعلى الرغم من أن هذه الدورة ليست بحجم غيرها إلا أننا شرفنا الألوان الجزائرية، فقد رفعنا التحدي منذ البداية حيث جئنا إلى ليبيا من أجل العودة بتأشيرة التأهل وهو ما كان لنا في نهاية المطاف، وصراحة بعدما شاهدت دموع اللاعبين بعد انتهاء اللقاء وتحقيقنا التأهل تأكدت من أننا حققنا بعض النجاحات لأننا تعبنا كثيرا للوصول إلى ما نحن عليه الآن، ولا أدري بماذا كنت سأشعر لو كنت مع المجموعة التي أهّلت الجزائر إلى المونديال في نوفمبر الفارط والأكيد أنه شعور غير عادي ولا يمكنني تصوّره. لقد تأهلتم بفضل هدف سجل في الدقائق الأخيرة وهو ما أثار أعصابكم كثيرا، ما قولك؟ ليس هذا بالتحديد، فقد حققنا نحن كذلك الفوز في لقاء الذهاب بهدف مقابل لاشيء والهدف الذي سجلناه في لقاء طرابلس كان تكملة للقاء الذهاب لأننا جئنا إلى هنا لتحقيق التأهل بأية طريقة، خاصة أننا حضرنا في ظروف رائعة طيلة الأسبوع الفارط وحضرنا كثيرا للعب الهجومي وعدم التكتل في الخلف وعلى الرغم من أن هدفنا جاء متأخرا إلا أنّ ذلك منحه طعما خاصا بالنسبة لي. شعرنا بحسرة شديدة بعد تسجيل الهدفين الأول والثاني، ألم تقولوا في قرارة أنفسكم إن الأمور حُسمت نهائيا؟ لا أبدا، فقد حضّرنا أنفسنا من الناحية النفسية قبل اللقاء لكل السيناريوهات وبالتحديد لتلقي هدفين لأن ذلك كان ممكنا جدا بالنظر إلى المعطيات التي سبقت اللقاء، فقد طالبنا المدرب بمواصلة اللعب بالوتيرة نفسها حتى لو تلقينا الهدف الثاني لأننا كنا نملك الإمكانات من الناحية الفنية للعودة في النتيجة وتحقيق الفوز دون التقليل من قيمة المنافس أو المبالغة. وهل حفزكم حضور الناخب الوطني رابح سعدان؟ بطبيعة الحال، فقد سررنا كثيرا بعد سماعنا أنه يولي أهمية لهذا المنتخب وتنقل إلى ليبيا حتى يتابعنا عن قرب، وهو اهتمام نتشرف به. ألم تقل في قرارة نفسك إنه هنا وما عليك تقديم وجه مشرف في اللقاء حتى يوجه لك الدعوة؟ لا لم يكن تفكيري بهذه الطريقة ولم أجر أي حسابات خاصة بهذا الصدد لأن تفكيري كان منصبا مثل بقية رفاقي على المباراة المصيرية التي كانت تنتظرنا وكنت مجبرا على تقديم كل ما لدي ليس للناخب الوطني بل للمنتخب الوطني والراية الجزائرية، لأنني لم ألعب لإقناع المدرب بمستواي أو ما شابه ذلك لأنني كنت أبحث عن التأهل إلى النهائيات مهما حدث، وتخيل لو قدمت مباراة كبيرة ثم لم نتأهل في النهاية فهنا كانت ستصيبني خيبة شديدة لا يمكنني تصورها. وبعد تحقيق التأهل ألا تعتقد أنك قدمت مباراة في المستوى؟ لست أنا من يحكم على مردودي في تلك المباراة لكنني أشعر بأنني قدمت بعض الأمور الإيجابية وهو ما يريحني بحكم أنني قمت بواجبي على أكمل وجه مثلما طلب مني المدرب وحاولت أن أضفي لمستي بطبيعة الحال، وأكثر من هذا لا يمكنني أن أضيف أي شيء لأن الفنيين هم الذين يحكمون عليّ. على كل حال قدمت مباراة أحسن من تلك التي كانت في الذهاب، أليس كذلك؟ هذا أكيد فحتى أنا شعرت بذلك وسأقول لك السبب، ففي ملعب القليعة لم تكن هناك مساحات عديدة حيث حاول الفريق المنافس سد كل الثغرات وقطع كل الكرات وهو ما أثر كثيرا فينا لكن في لقاء العودة الأمور تغيرت كثيرا لأن اللعب كان مفتوحا كثيرا وهو ما سمح لنا باللعب بطريقتنا الخاصة. وهل لديك أمل في أن تكون مع المجموعة التي ستذهب إلى المونديال؟ أتمنى ذلك من صميم قلبي ولا يمكنني أن أقول إنني سأذهب رسميا لأن ذلك غير معقول، وحتى أكون صريحا معك فأنا لا أدري إن كنت معنيا بالالتحاق بتربص المنتخب الأول وأنتظر الدعوة مثل كل اللاعبين لأن هناك مدربا فوق الجميع ويقرر في هذا الصدد، وأنا من جهتي تحت تصرفه متى احتاجني وفي النهاية “كل شيء بالمكتوب” ولا أريد إطالة التفكير في هذه القضية. وكذلك مستقبلك مع شبيبة القبائل وهناك من تحدث عن رحيلك مع نهاية الموسم، ماذا يمكنك أن تقول في هذه النقطة؟ لحد الآن ليس هناك أي شيء رسمي فلا تزال هناك بعض المباريات قبل نهاية الموسم في مختلف الاستحقاقات ولا أحد يدري ماذا سيحدث في الغد، وعليه فستتضح الأمور عند نهاية الموسم الحالي. ألم تخطر في بالك فكرة الرحيل وتغيير الأجواء؟ نعم، لدي رغبة في تغيير الأجواء وخوض تجربة جديدة لأن ذلك يستهويني كثيرا. وضّح أكثر؟ لدي رغبة في تغيير الأجواء ليس لأنني لست مرتاحا في فريقي الحالي بل لأن لدي طموحا مثل كل اللاعبين في القيام بتجربة مغايرة. تقول إن هناك أسبابا تدفعك للتفكير في الرحيل، ماذا تقصد بالضبط؟ هي أمور خاصة، ومن فضلك لا أريد الحديث عنها حاليا لأنني متأكد من أن الكثيرين سيفهمونني بالخطأ لأنني أريد اللعب في مستوى أعلى وتجريب حظي وهذا حق مشروع ومن يوم إلى آخر الحلم يكبر. هل هناك فريق تقول في نفسك عنه “يا ليت ألعب فيه الموسم المقبل“؟ لا ليس هناك ناد معين وصدقني أنني لا أفكر في أي فريق لحد الآن ومع المباريات التي تنتظرنا فأنا أضع مستقبلي ما بين قوسين وجانبا ولا أعطيه أهمية كبيرة مقارنة باستحقاقات شبيبة القبائل، ومن هنا إلى بداية جوان ستتغير أمور كثيرة في ذهني. سرار يجري وراءك منذ الموسم المنصرم، هل ستقول له نعم هذا الموسم؟ لا، الأمور لا تسير بهذه الطريقة وبهذه السهولة. إذن كيف تسير الأمور برأيك؟ هناك الكثيرون ممن يعتقدون أن الأموال هي كل شيء في حياة اللاعب وعالم كرة القدم ويتحدثون عن عروض خيالية. كل ما في الأمر أنهم طلبوا من سرار رأيه فيّ من الناحية الفنية ومدحني وهذا يشرّفني لأنه جاء من لاعب دولي سابق ورئيس فريق وفاق سطيف بطبيعة الحال. وماذا عن شبيبة بجاية؟ من هذا الجانب هناك بعض الاتصالات لكن كل شيء يتوقف هنا، وحتى مسيري هذا الفريق فضلوا عدم المجيء للتفاوض معي في منتصف الموسم لأن ذلك لا يشرّف أي طرف ويضعني في موقف محرج، وتأكد أنه لم تكن لي أية مفاوضات ولا عروض لكن هي مجرد تلميحات واتصالات هاتفية. وإذا قدم لك ناد آخر عرضا مغريا أو خياليا، ماذا سيكون ردك؟ سأفكر مرتين بدل مرة واحدة. ------------------------------------------- “الشيخ” انتظر المنتخب في الفندق لتهنئته، لم يكلّم لموشية وتجنّب حناشي... عناق بين سعدان وبن شيخة يؤكد أن العلاقات على ما يرام غادر المدرب الوطني رابح سعدان مباشرة بعد نهاية المباراة ملعب 11 جوان وتخوّف البعض من أن يكرر ما فعله خلال كل مرة حضر فيها لمعاينة اللاعبين كما فعل مع مصباح وبراهيمي ومكائيل فابر، لكن “الشيخ” لم يفعل بل فضل أن يسبق اللاعبين إلى مقر إقامتهم في فندق “المهاري راديسون” ويكون في استقبالهم، وجاء المشهد جميلا وهو يصافح عناصر المنتخب الوطني التي اصطفت كلها لتحيته والتسليم عليه وبدوره حيا سعدان اللاعبين لكنه توقف بالاسم عند البعض مثل العيفاوي، تجار ومعيزة، وبدت مصافحته الثانية مع خالد لموشية بالمقابل باردة مثل الأولى، وهو ما بدا وكأنه لم يشجع لاعب الوفاق على الحديث لمدربه كما كان قد أسر لنا قصد إذابة الجليد وفتح صفحة جيدة في العلاقات بينه وبين مدربه التي تعكّرت بعد الذي حدث في أنغولا، البرودة كنا نتصورها في علاقة المدرب بن شيخة معه لكنها لم تبد كذلك عندما تعانق الرجلان وتبادلا التهاني وراح الأول يتنازل للثاني ليستهل الحديث للتلفزيون الجزائري وراح سعدان من جهته يشيد بالعمل الكبير الذي قام به بن شيخة. الرجلان تحدثا مطولا وتناولا وجبة العشاء سويا على طاولة واحدة أخذ الرئيس حناشي مكانا فيها لكنه كان الأبعد عن سعدان حيث التزم رئيس الشبيبة أقصى اليمين والتزم سعدان أقصى اليسار، وكأن بسعدان لم ينس الانتقادات الكثيرة التي طالته من رئيس الشبيبة ومطالبة هذا الأخير المتكررة بتدعيم العارضة الفنية للمنتخب الأول، لكن كل هذا لم يكن ليؤثر على الأجواء الاحتفالية للمنتخب بعد عودته للفندق، التي أنست الجميع حتى الأداء غير المقنع لبعض العناصر والأخطاء التي ارتكبت خلال المباراة وهكذا تفعل الانتصارات وتغطي على كل السلبيات. ------------------------- العيفاوي يعترف بمعاناته مع الزوي ويتلقى تحية خاصة مع سعدان أكد مدافع المنتخب عبد القادر العيفاوي أنه كان ملزما ببذل جهود بدنية إضافية من أجل مراقبة العملاق أحمد الزوي بالنظر لقوة هذا الأخير البدنية وطول قامته وهو الذي تمكن مع ذلك من الإفلات من الرقابة وإحراز هدف جميل في مرمى سي محمد، مع ذلك قدم العيفاوي مباراة مقبولة وحصل على تحية خاصة من سعدان لدى عودته بعد المباراة إلى الفندق ما منح الانطباع بأن مكانه محجوز من الآن في مونديال جنوب إفريقيا. جابو: “حان الوقت للاحتراف، لا أقدر على مفارقة والدتي لكن عليّ أن أضحي” 18 دقيقة فقط كانت كافية بالنسبة ل جابو ليثبت للمرة الألف علو كعبه وأنه اللاعب الأكثر إمتاعا في البطولة الوطنية، دخوله بجانب تجار وحنيتسار أعطى دفعا قويا للمنتخب بانطلاقاته السريعة التي لم يجد مدافعو المنتخب الليبي سوى اللجوء للعرقلة من أجل الحد من خطورتها، ومن عرقله مماثلة نفذ جابو مخالفة وممر الكرة ليخلف الذي وضعها على المقاس على رأس حنيتسار الذي أحرز هدف التأهل. جابو يضيّع وقته في الجزائر هذا القناعة الموجودة حتى لدى زملائه اللاعبين وفي سنه الصغير هذا يجب عليه الاحتراف سريعا، هذا ما يؤمن به اللاعب أيضا خلال حديث جمعنا به بعد المباراة “حان وقت الاحتراف، لقد أتيحت لي الفرصة مع نادي سيون لكن ارتباطي بوالدتي التي لا أطيق الابتعاد عنها جعلني أفضّل العودة للجزائر، لكني مجبر على التضحية الآن إذا كنت فعلا أطمح لتطوير مستواي والتألق أكثر” صرح لنا اللاعب الذي سألناه إذا كانت الوالدة ستعارض ابتعاده عنها هذه المرة أيضا فرد: “المشكلة ليست فيها لأنها موافقة على احترافي في أوروبا، المشكل يكمن فيّ فأنا الذي لا أطيق الابتعاد عنها، في الحراش مثلا أزورها مرة كل أسبوع على الأقل، لكن لا خيار أمامي لابد من التضحية”. العروض موجودة حسب اللاعب الذي يتمنى كل من يشاهده يلعب أن لا يضيع كما ضاعت العشرات من المواهب الجزائرية في بطولتنا التي صارت مقبرة للمواهب بسبب العقليات وسوء التسيير والدور السلبي للمحيط. التهاني تهاطلت على بن شيخة بمجرد نهاية المباراة حتى استقبل الهاتف النقال للمدرب الوطني بن شيخة عشرات الرسائل القصيرة لتهنئته على الفوز المحقق وفي مقدمة المهنئين كان رئيس الإتحادية محمد روراوة، ويمكن القول إن بن شيخة تجاوز بامتياز اختبارا صعبا ونجاحه بالخصوص في التغييرات التي قام بها خلال المباراة رفع أسهمه كثيرا لدى المسؤولين والأنصار أيضا. صحفي سلوفيني حضر لمقابلة سعدان تفاجأ المدرب الوطني للمنتخب الأول رابح سعدان بحضور صحفي سلوفيني تنقل خصيصا إلى ليبيا لمحاورته بخصوص المباراة المرتقبة بين المنتخب الوطني والمنتخب السلوفنيني خلال كأس العالم المقبلة، الصحفي السلوفيني حضر لملاقاة سعدان بفندق “المهاري راديسون بلو” ووعده بزيارة الجزائر يوم 4 ماي المقبل تاريخ الندوة الصحفية التي سينشطها سعدان والتي من الممكن جدا أن تعرف حضور عدد معتبر من الصحفيين الأجانب وفي مقدمتهم صحفيي منافسي الجزائر سلوفينيا، إنجلترا والولايات المتحدة. -------------------------- روح رياضية مثالية ونجل القذافي نزل بنفسه لتهنئة منتخبنا... الليبيون يطالبون بتشريفهم في المونديال ويعدون بتكرار مشاهد الاحتفالات بعد التأهل في أم درمان عادت بعثة المنتخب الوطني المحلي والوفد الصحفي المرافق لها بتنطباع رائع عن الشعب الليبي ومسؤولية الذين ضربوا المثل في الروح الرياضية التي تحلوا بها رغم مرارة الهزيمة والإقصاء في الدقيقة الأخيرة من المباراة، والتي جسدها نزول نجل الزعيم الليبي الأكبر والرئيس الشرفي للجنة الأولمبية الليبية الدكتور محمد معمر القذافي بنفسه إلى غرف تغيير الملابس قصد تحية اللاعبين الجزائريين على الفوز والتأهل بالإضافة للطاقم الفني والمرافقين، متمنيا حظا موفقا ل “الخضر” في السودان وفي جنوب إفريقيا، وهي إلتفاتة أكدت كل المشاعر النبيلة التي يكنها الشعب الليبي المضياف للجزائر حكومة وشعبا. لاعبو المنتخب الليبي بدورهم كانوا رياضيين إلى أبعد الحدود على غرار أحمد الزوي الذي لم تنسه المشاكل الكبيرة ولا الشتائم الثقيلة التي انهالت عليه من أنصار الأهلي طيلة المباراة تهنئة المنتخب والإشادة بلاعبيه متمنيا لهم التوفيق في دورة السودان. الجمهور الليبي الحاضر سواء جمهور الإتحاد أو الأهلي كان رياضيا لأبعد الحدود وجاء مشهد وقوف المشجعين الليبيين لتحية المنتخب الجزائري عند صافرة النهائية قويا ومؤثرا، كل هذا يجعل منتخبنا يحمل مسؤولية ثقيلة وهي تشريف العرب والأشقاء الليبيين في المونديال المقبل، هذه هي الرسالة التي وجهها لنا إخواننا في ليبيا الذين أكدوا لنا أن مشاهد غلق شوارع المدن الليبية وعلى رأسها العاصمة الليبية بسبب تدفق الجماهير الليبية مع الاحتفالات الصاخبة التي صاحبت تأهل “الخضر” على حساب المنتخب المصري بعد مباراة أم درمان ستتكرر حتما مع أي انتصار يحققه منتخبنا في جنوب إفريقيا. رفقاء عنتر يحيى لن يمثلوا الجزائر وشعبها فقط بل يمثلون العرب والمسلمين الذين يتعاطفون معنا وهو ما أدركه جيدا المدرب الوطني رابح سعدان الذي أكد أن تشريف الأشقاء الليبيين من خلال تقديم أفضل العروض في المونديال المقبل صار واجبا بعد كل الحب والحفاوة والمشاعر النبيلة التي غمرهم بهم أحفاد البطل عمر المختار. ------------------------------------------ بن شيخة: “أنا تحت تصرف الاتحادية حتى 2012، لكني لا أعلم الغيب لأؤكد حضوري في السودان” أكد المدرب عبد الحق بن شيخة أن حضوره خلال نهائيات السودان مطلع العام المقبل لقيادة المنتخب الوطني خلال نهائيات النسخة الثانية من كأس إفريقيا للاعبين المحليين ليس مؤكدا رغم أنه مرتبط بعقد مع الاتحادية الجزائرية لكرة القدم إلى غاية 2012. “ليكن في علم الجميع أنا مرتبط لغاية 2012 مع الاتحادية الجزائرية وأضع نفسي تحت تصرفها، لكن تواجدي في السودان خلال العام المقبل ليس مؤكدا لأني لا أعلم الغيب” يقول بن شيخة الذي أوضح بالمقابل أن ذلك لا يجعله يتأخر عن تسطير برنامج كامل وشامل لتحضير المنتخب المحلي لنهائيات السودان، كما فعل مع المنتخب الأولمبي الذي سيدخل معه في تربص نهاية شهر ماي المقبل وسطر برنامجه لغاية نهاية تصفيات الألعاب الأولمبية التي تجري بعد عامين في لندن. “أركز حاليا مع المنتخب الأولمبي ومنتخب المحليين سيلعب دورة السودان وكأس الأمم العربية بقطر” ومنح لنا بن شيخة الانطباع أنه باق في عمله مع المنتخب المحلي والمنتخب الأولمبي لما أكد في حديثنا معه أنه سيركز خلال الفترة المقبلة على المنتخب الأولمبي من خلال متابعة ومعاينة اللاعبين الأقل من 23 سنة استعدادا لدعوتهم للتربص المقبل المقرر في مركز “كوفرتشيانو“ بإيطاليا ما بين 23 و30 ماي المقبل، وهذا قبل التوجه إلى تونس للمشاركة في دورة شمال إفريقيا الخاصة بهذه الفئة. وكشف بن شيخة بالمقابل أن منتخب المحليين هو الآخر معني بالمشاركة في موعدين هامين العام المقبل، ويتعلق الأمر بنهائيات أمم إفريقيا للمحليين المقررة شهر جانفي من العام المقبل، بالإضافة إلى كأس العرب للأمم التي ستقام من جديد والتي ستحتضنها قطر شهر فيفري أو مارس المقبلين والتي سيشارك فيها المنتخب المحلي، وهو ما يعني أن هذا المنتخب لن يحال على التقاعد بمجرد نهاية دورة السودان. “أنصار المولودية يعرفون بن شيخة وغاضتني انتقادات عمي أحمد، غريب وعطاء الله لأنهم أكثر ناس يعرفونني” وعاد عبد الحق بن شيخة في حديثه مع “الهدّاف” إلى الحملة التي طالته من مسيري مولودية الجزائر بعد ما يمكن الاصطلاح عليه ب”قضية زماموش” وكشف بأنه أكثر ما حز في نفسه كان أن الإنتقادات جاءت من أشخاص مقربين إليه جدا، حيث قال: “غاضتني أكثر لما جاءت من عمي أحمد العڤون، عمر غريب وعطاء الله، أما البقية فلا تهمني خاصة أحد الأشخاص الذين لا أذكر اسمه والذي أتركه لضميره. الثلاثي الذي ذكرته هو أكثر الناس الذي يعرف بن شيخة لما كان لاعبا في المولودية أو مدربا”. وأكد بن شيخة أن الساعين في تأليب أنصار المولودية فشلوا لأن الأنصار الحقيقيين يعرفون بن شيخة وارتباطه ب”العميد”. “تقليص روراوة لعقوبة زماموش دليل على أنه لم يفرض عليّ معاقبته” وأوضح مدرب المحليين أن علاقته بزماموش تبقى عادية جدا وسيبقى يعتبره مثل ابنه رغم أن الأشخاص لم يفهموا المغزى من توقيفه والذي كان لأجل مصلحة اللاعب قبل أي شيء آخر، وحتى يتفادى سلوكات مماثلة مثل التي قام بها بعد مباراة باتنة. وجدد محدثنا نفيه أي علاقة برئيس “الفاف” روراوة في قرار الإبعاد، حيث قال: “القرار اتخذته بنفسي وعن قناعة تامة ولا دخل لأحد فيه بما في ذلك رئيس الفاف الذي لو كان هو الذي حرضني على إبعاده لما كان قد قبل بتخفيض عقوبته لمباراة واحدة”. ورفض بن شيخة وصف ما حدث بالقضية، وعن مستقبل علاقته بزماموش، أضاف: “أبعدته عن قناعة وسأستدعيه عن قناعة أيضا”. -------------------------------------- حنيتسار ... المنقذ سيبقى 17 أفريل يوما تاريخيا بالنسبة لمهاجم المنتخب المحلي واتحاد الحراش سفيان حنيتسار بعد أن أحرز هدفا غاليا هو المنقذ للمئات أو لنقل الآلاف من اللاعبين المحليين الذين كان مصيرهم ومستقبلهم على المحك خلال مباراة ليبيا. لعب ابن وهران دور المنقذ لما أعاد بهدفه الذهبي الاعتبار والأمل للاعبي البطولة المحلية وأكد صحوة الكرة الجزائرية المجسدة في نتائج المنتخب الأول ونتائج الأندية في المنافسات الإفريقية وقبلها منتخب الأشبال. هداف البطولة كان يستحق وقفة، خاصة وهو الذي مرّ بظروف عصيبة بعد أن ضيع موسما كاملا بسبب العقوبة التي سلطتها عليه الرابطة الوطنية عقب الذي حدث له في مباراة فريقه السابق مولودية وهران بجمعية الشلف. حنيتسار عاد بقوة ويضرب في كل مرة، وهو بصدد تقديم موسم مميز جدا مع الحراش وحاليا مع المنتخب المحلي، واستحق وقفة منا ومنحة إضافية على حد قول المدير الإداري للمنتخب المحلي. حناشي: “التأهل كشف قوة اللاعب المحلي” “فرحت كثيرا بتواجدي رفقة المنتخب المحلي في ليبيا وحضور التأهل المستحق الذي عاد به “الخضر” من هنا، لم أفقد الأمل في التأهل أثناء سير المباراة لأننا نملك منتخبا محليا قويا، كما كشفت لنا المباراة لاعبين كبارا، أخص بالذكر لموشية خالد وربيع مفتاح اللذين أكدا أن مستواهما عال جدا وفي استطاعتهما مساعدة المنتخب الأول، سجلنا في وقت قاتل وفي لحظة يصعب التحكم خلالها في الأعصاب، خاصة مع سوء التحكيم الذي أدار اللقاء والذي كان قادرا على خلط أوراق المدرب بقراراته”. مفتاح يهدي قميصه ل حناشي تفاعل رئيس شبيبة القبائل محند الشريف حناشي مع تأهل المنتخب الوطني واعتبر حضوره للمباراة فأل خير على المنتخب ودليلا على وطنيته (كان الوحيد من رؤساء الأندية الجزائرية الذي حضر المباراة) التي أراد البعض التشكيك فيها. حناشي أراد أن يأخذ ذكرى من المباراة ولم يجد أفضل من قميص قائد فريقه ربيع مفتاح الذي أهداه له في مشهد أعطى الانطباع بأن كل الحديث الذي يثار حول إمكانية مغادرة “تشيكو” للشبيبة نحو ناد جزائري آخر لن يتجسد على أرض الواقع. -------------------------- حنيتسار: “تحمّلنا مسؤولية المئات من اللاعبين المحليين والإقصاء كان يعني نهايتنا” “من يقول إن مستوى البطولة ضعيف عليه أن يحضر لمتابعة مباريات الحراش حتى يتمتع ونحن الأحق بالصدارة” “جابو لاعب فنّان مكانته في أوروبا والمنتخب الأول وأعده بهدية خاصة لو أنهي الموسم هدّافا للبطولة” يبدو أنه سيكون من الصعب عليك النوم هذه الليلة بعد الهدف التاريخي الذي أحرزته (الحوار أجري بعد منتصف الليل في غرفة اللاعب بفندق المهاري راديسون)؟ (يضحك)، صحيح وأعتقد أنني وجابو سنقضي ليلة بيضاء، إنه فعلا يوم تاريخي بالنسبة لي، الحمد لله وفقنا لتحقيق التأهل ولو بصعوبة، والآن أريد أن أعيش هذه اللحظات الرائعة وأستمتع بها. ما يزيد من حلاوة التأهل أنه جاء في الثواني الأخيرة من المباراة في وقت كثيرون كانوا قد بدأوا يفقدون الأمل؟ أما عن نفسي فلم أفقد الأمل تماما رغم تأخرنا بفارق هدفين، لأننا لعبنا بشكل جيد، خاصة في بداية المرحلة الأولى ثم في نصف الساعة الأخير من المرحلة الثانية، وكنا الأقرب من الليبيين للتهديف، بدليل احتفاظنا للكرة الذي كانت أكبر نسبة منه لنا، كنا نعول على العودة بالفوز من ليبيا، هذا لم يتحقق وليس مهما، والحمد لله كنا موفقين وحققنا التأهل. ماذا قال لك بن شيخة قبل دخولك الميدان؟ طلب مني اللعب في منطقة العمليات مع غزالي وبأن لا أبارحها حتى لطلب الكرة، دخلت بإرادة قوية وبإصرار شديد على تقديم الإضافة للمنتخب ومساعدة زملائي الذين هم أيضا بذلوا مجهودات كبيرة، والحمد لله حققت المطلوب مني بتوفيق من الله. لو نطلب منك أن تعيد علينا لقطة الهدف التي كنا نرى فيها كرتك تخرج بعيدة حتى فوجئنا بها في الشباك، وأعتقد أنها غالطت حتى الحارس عبود الذي تصورها هو الآخر بعيدة عن مرماه؟ هذا النوع من المحاولات عملنا عليه كثيرا في التدريبات، جابو حصل على مخالفة مرّر الكرة إلى يخلف الذي لمحني ووضع لي كرة دقيقة، لا أقول بأني كنت واثقا من وضعها في الشباك، فحتى إن كنت متعودا على التسجيل من الكرات العالية، إلا أني أقول إنه توفيق من الله الذي أراد لي أن أحرز الهدف الذي يؤهل الجزائر. قلت لي مباشرة بعد المباراة إن هذا الهدف هو الأهم والأغلى في مشوارك الكروي لحد الآن؟ أكيد، سجلت أهدافا كثيرة وجميلة في السابق سواء مع جمعية وهران خاصة موسم الصعود، أو مع المنتخب الوطني للآمال أمام تونس حين أحرزت مرة ثنائية، لكن هذا الهدف سيبقى محفورا في ذاكرتي لأنه سمح للجزائر بالوصول إلى نهائيات السودان. كيف يمكن تفسير فرحتكم العارمة بعد نهاية المباراة رغم أن الأمر يبقى مجرد التأهل لنهائيات أمم إفريقيا للمحليين وهي ليست حتى منافسة رسمية معتمدة من “الفيفا”؟ فرحنا لأننا أفرحنا الشعب الجزائري، والأهم أن المدرب بن شيخة كان يعول علينا كثيرا حتى نغير نظرة الجمهور الجزائري للاعب المحلي، وكان علينا حمل ثقيل وهو تمثيل المئات من اللاعبين المحليين وإعادة الاعتبار لهم، لأنه لو قدر الله ولم نتأهل كان اللاعب المحلي سيدفن تماما ويفقد كل احترام له لدى الجمهور والمسؤولين. الحمد لله رفعنا التحدي ووفقنا فيه رغم أني شخصيا كنت أتمنى لو فزنا هنا أيضا في ليبيا حتى نؤكد أكثر قيمة اللاعب المحلي وكفاءته هو الآخر. ربما في 2011 لن نكون حاضرين في السودان لسبب أو لآخر، لكن المهم أننا أهّلنا الجزائر، والمهم بالنسبة لي أن التاريخ سيسجل أن المجموعة هذه هي التي أهّلت الجزائر لنهائيات أمم إفريقيا للمحليين. المدرب سعدان اعتبر التأهل هذا تأكيدا على الصحوة التي تعرفها الكرة الجزائرية واستمرارا لنتائج المنتخب الأول والأندية الجزائرية في الكؤوس الإفريقية؟ صحيح، الكرة الجزائرية بخير، وبعد الذي حققه المنتخب الأول ومختلف الأندية كان لزاما علينا أن نواصل هذه الصحوة بتحقيق التأهل ونؤكد بالمناسبة صحة الكرة المحلية عندنا. لكن لماذا صرنا لا نرى مستوى جيدا في مختلف مباريات البطولة، خاصة هذا الموسم؟ لاعتبارات عدة، الأندية تعاني من مشاكل كبيرة، لكن لو أتحدث عن فريقي اتحاد الحراش مع احترامي لباقي الأندية، مشكل المستوى والاستعراض والمهارات لا يطرح تماما في مباريات “الصفراء”. وأعتقد أن كل من يشاهدنا نلعب يتمتع بما نقدمه، حتى في غياب أسماء كبيرة، لكن اللعب الذي نقدمه نال رضا الجميع، لدرجة أن كثيرين يقولون إنه من المفترض أن الحراش هي التي تحتل حاليا المرتبة الأولى. هدّاف البطولة ب14 هدفا وتحرز هدف التأهل لنهائيات السودان، أنت بصدد تحقيق موسم استثنائي رغم أنك خرجت من مرحلة صعبة جدا بعد عقوبة موسم كامل ومشاكل كبيرة عرفتها مع مولودية وهران وقبلها اتحاد العاصمة؟ هذا صحيح، ما حدث لي مثال على الإرادة القوية التي يجب أن يتحلى بها اللاعب لتجاوز الصعاب التي تواجهه، وأنا عانيت كثيرا سواء مع اتحاد العاصمة ثم مع مولودية وهران والسقوط إلى القسم الثاني، وجاءت العقوبة التي أبعدتني عاما كاملا عن المنافسة. أحيانا أستاء كثيرا لمّا أتذكر أني ضيعت عاما كاملا من مشواري، لكني أعود بعدها وأقول إنني استغللت جيدا تلك الفترة لأرتاح قليلا من الضغوط الشديدة التي فرضت عليّ من قبل. عرفت مشاكل لا حصر لها وكنت في حالة معنوية صعبة، خاصة بعد سقوط المولودية، والعقوبة لا أقول إني فرحت بها، لكني لن أبالغ إذا قلت إنها جاءت مفيدة لي لأنها سمحت لي باسترجاع الأنفاس وتحضير نفسي لتحقيق عودة قوية. الحراش لا أنكر فضلها، ولن أنكر أبدا فضل المدرب بوعلام شارف، شخصية محترمة جدا ومدرب كبير بكل المقاييس تمكن بعناصر غير معروفة من تكوين فريق منسجم متماسك يقدم كرة جميلة. فضل شارف عليّ كبير لأنه وضع فيّ ثقته، ومن جهتي عملت بجدية كبيرة والحمد لله أنا أحصد ثمار كل هذه المجهودات. نتصور أنك ستفكر ألف مرة قبل أن تقدم على مغادرة الحراش بعد الذي حققته في هذا الفريق؟ أكيد، لن يكون من السهل مغادرة الفريق، ولا أفكر فيه بتاتا، بل لن أقدر على ذلك حتى لسبب بسيط، إني مرتاح جدا مع هذا الفريق ومع أنصاره ومحيطه، المال ليس كل شيء، من الممكن أن تذهب لفريق آخر يقدم لك امتيازات أكبر، لكن بالنسبة لي لا يمكنه أن يوفر لي ما قدمته لي الحراش وأنصارها من راحة البال والاستقرار ومحبة الناس بالخصوص، لهذا لن أغادر الحراش لأي فريق في الجزائر مهما حصل. ما هي أهدافك المستقبلية الآن؟ هدفي الأول هو المساهمة مع الجميع في الحراش في احتلال مرتبة مؤهلة للمنافسة القارية أو العربية، أعتقد أن الحراش بما قدمته هذا الموسم تستحق ذلك على الأقل وسيعطي ذلك بعدا آخر للفريق، وهدفي الثاني إنهاء الموسم في صدارة لائحة الهدافين بمساهمة جميع زملائي وفي مقدمتهم جابو الذي عليه أن يواصل تقديم تمريراته الحاسمة لي وأنا أعده بهدية خاصة في حال ما حققت لقب هداف البطولة. ما سر التفاهم الكبير بينك وبين جابو داخل الميدان وخارجه؟ لا يوجد أي سر، نتفاهم جيدا داخل الميدان ونحن أصدقاء خارجه، جابو لاعب كبير بكل المقاييس، لا أقول هذا لأنه أمامي (كان معنا في الغرفة)، يستحق أن يكون في المنتخب الأول واللعب في نادٍ كبير في أوروبا وهو ما ينقصه حتى يعوّض بعض النقائص، أمنيتي الكبيرة أن أراه لاعبا معروفا في أوروبا، مستواه أكبر من الحراش ومن البطولة الوطنية وعليه أن يسارع في الاحتراف. وفي الأخير، أنت هداف البطولة وقبلها هداف القسم الثاني، هل تقدر أن تكون يوما ما مع المنتخب الأول؟ أعتقد أن المدرب سعدان لن يتأخر في دعوة أي لاعب محلي يرى بأنه قادر على تقديم الإضافة للمنتخب الأول، تواجد سعدان اليوم في ليبيا وتواجد لاعبين محليين مثل شاوشي، العيفاوي، لموشية، وقبلهم زاوي، رحو وبابوش دليل على أن الناخب الوطني لن يتأخر في ضم أي لاعب محلي يقدم مستوى أفضل من اللاعبين المحترفين، الكرة في مرمى سعدان وما عليّ سوى مواصلة بذل الجهود حتى أحصل على ثقته يوما ما.