تحتضن دار الثقافة "ابن رشد" بمدينة الجلفة الندوة التاريخية الأولى حول "المقاومات الشعبية في منطقة الجلفة منذ بداية الاحتلال إلى بدايات الحركة الوطنية" وهذا صبيحة يوم السبت المقبل. وحسب مسؤولي التنظيم والتنسيق، السيدان مويسة محمد وبن سالم المسعود، فإن الندوة التاريخية ستكون بأربعة محاضرات ستتوّج بطبع كتاب جماعي تضاف اليه محاضرات أخرى مكتوبة. وسينشط الندوة كل من الدكتور داودي مصطفى أستاذ التاريخ بجامعة الجلفة، والأستاذ بلخضر شولي، حرفي الحلي والباحث والجامع للتراث المحلي للمنطقة، الذي سيقدم محاضرة فريدة في موضوعها عن صناعة السلاح والبارود ببلاد أولاد نايل خلال الحكم العثماني والاحتلال الفرنسي. أما الأستاذ عبد الرحمان غربي، المتخصص في التاريخ المعاصر، فسيقدم محاضرة عن مساهمة قبيلة أولاد أم الإخوة في مختلف مراحل المقاومة الشعبية وما تعرضت له على يد سلطة الاحتلال الفرنسي. في حين سيركز الأستاذ بن سالم المسعود، كاتب صحفي وباحث جامعي، على السيرة الجهادية للحاج موسى بن الحسن الدرقاوي الذي كانت مقاومته كلها ببلاد أولاد نايل أو انطلاقا منها في ظل محاولات الاستيلاء على أمجاد المنطقة كما قال. أما بقية المحاضرات المبرمجة للطبع في الكتاب الجماعي فستتراوح مواضيعها بين سيرة الشيخ التلي بلكحل والحملات العسكرية الفرنسية ونماذج من الشعر الشعبي الذي يؤرخ لأحداث وانتفاضات ومقاومات لشعراء من المنطقة. وفيما يلي إعلان الندوة: تنقل لنا المصادر التاريخية الفرنسية والعربية والروايات الشفهية المتداولة تفاصيل عن مشاركة قبائل وقصور بلاد أولاد نايل في المقاومات الشعبية منذ اللحظة الأولى للاحتلال الفرنسي للجزائر مثلما نجده في سنوات 1831 و1835 و1843 و1844 و1845 و1846 و1847 و1848 و1849 و1852 و1854 و1861 و1864 و1865 و1871 و1914 و1930 ... بل وصل الأمر إلى ذروته حين نجد أن الحملات العسكرية قد وصلت مثلا إلى أكثر من 10 حملات في سنة 1846 دفعت فيها المنطقة الثمن باهضا ولكن سرعان ما تندلع الانتفاضات في السنوات التي تليها. ومصطلح المقاومة الشعبية ببلاد أولاد نايل تغمطه مصطلحات أخرى كثيرا ما تخفي أمجاد أولاد نايل سواء كمبادرين أو في إطار نجدتهم لإخوانهم الجزائريين في البيّض والأغواط وبسكرة وبوسعادة والمدية والزعاطشة والقبائل وغيرها من المناطق. وكنتيجة لذلك كثيرا ما لا نجد ذكرا لقبائل بلاد أولاد نايل سواء كمساهمين أو كفاعلين وقادة جهاد. كما نجدها غائبة في المقررات الدراسية رغم أسبقيتها عكس المقاومات التي جاءت بعدها ونالت حظها من الترويج والحضور في الرسميات والمقررات الدراسية. وانطلاقا من هذا الواقع تتأسس لدينا إشكالية حول الحاجة الى تسليط الضوء على أبرز مظاهر وتفاصيل الجهاد ضد الاحتلال الفرنسي في الإقليم الجغرافي المعروف ب "بلاد أولاد نايل" والذي يمتد ما بين قصر البخاري شمالا وتقرت والأغواط جنوبا وجبال العمور غربا وبوسعادة وبسكرة شرقا. هذا الإقليم الذي يضم قبائل توحدت في كونفيدرالية تضم العبازيز والسحاري ورحمان وأولاد نايل وأولاد سيدي عيسى الأحدب والمويعدات. إضافة إلى القصور العتيقة وهي زنينة وعمورة والشارف ومسعد ودمد والحنية والنثيلة والبرج وعين السلطان والمجبارة وعامرة وكذا الدشرات. وهكذا تأتي هذه الندوة التاريخية بأهداف هي: * المساهمة في تدوين تاريخ المقاومة الشعبية ببلاد أولاد نايل * جمع المادة التاريخية (وثائق، شهادات شفهية) الخاصة ببلاد أولاد نايل * إخراج وإبراز ولو جزء يسير من مساهمة أولاد نايل في مقاومة الاحتلال الفرنسي * إصدار كتاب جماعي يتضمن أعمال الندوة التاريخية مع توسيعه ليشمل استكتابات أخرى حول نفس الموضوع