فيما يلي قصيدة للأستاذ "يحيى مسعودي"، الأديب، الشّاعر و الكاتب موسومة ب"حيوا المعلم":
حيّوا المعلم لقاؤنا في رحاب العلم يغنينا ** حيوا المعلم إن كنتم محيينا حيوا المعلم فالتعليم غايتنا ** وهو الذي لعوادي الدهر يكفينا حيوا العلوم على الأستاذ نأخذها ** فالعلم يرفعنا والعلم يحمينا والعلم من سغب الأيام يطعمنا ** و العلم من ظمأ الصحراء يسقينا والعلم في سيره رمز حضارتنا ** وكنه حاضرنا و مجد آتينا آثاره بارزات في صناعتنا ** في سيرنا في خطانا في مناحينا حيوا المدارس فهي رمز عزتنا ** و نورنا في دياجي الجهل يهدينا لقاؤنا اليوم بالآمال ننشدها ** وبالمواهب نرعاها مربينا وبالتلاميذ في إبراز قدرتهم ** لعلهم لثمار الدرس يجنونا لقاؤنا اليوم أعمال موحدة ** وعرضها برفيع الذوق يغرينا تزيدنا في نشاط الدرس تجربة ** تزيدنا في مجال العلم تمكينا حيوا المعلم كم جادت قريحته ** فأحسن النصح والإرشاد والدينا كم جال بين الصفوف يملي واجبه ** ملاحظا تارة وسائلا حينا وكم أكب على الدرس يهيئه ** وقد أحاط به فهما وتبيينا وكم تجشم صعبا كي يذلله ** و كم قضى عمره بحثا وتدوينا أمام عينيه أوراق مكدسة ** عليه انجازها درسا وتثمينا لا يغمض الطرف إن أوى لمضجعه ** تموج في ذهنه ذكرى المريدينا فمرة يتراءى طالب لبق ** رام الفكاهة تلفيقا وتخمينا ومرة تتبدى صورة رسمت ** له التلاميذ في الأقسام مصغينا أنظارهم صوبت لفهم أسئلة ** قد حار فيها طلابه المجيبونا إني لألمس في الصفوف رقته ** وألمح العطف والولاء واللينا إن جاءه مشتك يعيد إليه بسمته ** يعالج الأمر إنصافا و تهوينا و هذا دأبه يحيا لأجلهم ** كانوا العصاة أم كانوا المطيعينا يبني المحبة بين الكل صادقة ** فالحب غرس البناء يجنونا كم نبتة قد نمت في ظل تربية ** يراعي تربتها جهدا وتكوينا على يديه يمر عالم فطن ** له الجميع و بالإعجاب يصغونا على يديه الملوك وهي حاكمة ** تسوس أمتها أمرا وتقنينا حسب المعلم من فخر ومكرمة ** فضلا على الناس إخلاصا وتبيينا لو يعلم الناس كم يشقى معلمنا ** وماذا يلقى من العنا أفانينا لو يعلمون ما يكابده ** لكانوا يتخذون حبه دينا