حتّى ذكَرْتُك فانْهالتْ قوافيها (محمّدٌ) قُلْتُ فاخْضرّت رُبى لُغتي وسالَ نَهْرُ فُراتٌ في بواديها فكيفَ يجْدِبُ حَرْفٌ أنْتَ مُلهِمُهُ وكيفَ تظمأ روحٌ أنتَ ساقيها تفتحتْ زهرةُ الألفاظِ فاحَ بها مِسْكٌ من القُبّة الخضراء يأتيهأ وضجّ صوتٌ بها دوّى فزلزلها وفجرّ الغار نبعا في فيافيها تأبّدتْ أممٌ في الشركِ ما بقيتْ لو لمْ تكُن يا رسول الله هاديها أنقذتَها من ظلام الجهلِ سرْتَ بها إلى ذ ُرى النور فانجابت دياجيها أشرقتَ فيها إماما للهُدى علَماً ما زال يخفِق ُ زهوا في سواريها وحّدْ ت بالدين والإيمان موقفها ومنْ سواك على حُب يؤاخيها كُنت الإمامَ لها في كلّ معْتَرَك وكنت أسوة قاصيها ودانيها في يوم بدر دحرتَ الشركَ مقتدرا طودا وقفْتَ وأعلى من عواليها رميتّ قبضة حصباءِ بأعْيُنها فاسّاقطتْ وارتوت منهُا مواضيها وما رميتَ ولكنّ القدير رمى ولمْ تُخِب رمية ٌ الله راميها هو الذي أنشأ الأكوانَ قُدرتُهُ طيّ السجل إذا ما شاء يطويها ياخاتمَ الأنبياءِ الفذ ما خُلقتْ أرضٌ ولا تُبّتتْ فيها رواسيها ألاّ لأنك آتيها رسولَ هُدىً طوبى لها وحبيب الله آتيها حقائقُ الكون لم تُدركْ طلاسمُها لولا الحديثُ ولم تُكشفْ خوافيها حُبيتَ منْزلة ًلاشيئَ يعْدلُها لأنّ ربّ المثاني السّبع حابيها ورفْعة ً منْ جبين الشمْس مطلعُها لا شيء في كوننا الفاني يُضاهيها ياواقفاً بجوار العرْش هيبتُهُ منْ هيبة الله لا تُرقى مراقيها مكانة لم ينلها في الورى بشرٌ سواكَ في حاضر الدُنيا وماضيها بنيت للدين مجدا أنت هالتُهُ ونهضة لم تزل لليوم راعيها سيوفُك العدلُ والفاروقُ قامتُهُ والهاشميّ الذي للباب داحيها وصاحبُ الغار لا تُحصى مناقبُهُ مؤسسُ الدولة الكبرى وبانيها وجامعُ الذكر عُثمانٌ أخو كرم كم غزوة بثياب الحرْب كاسيها ياسيدي يارسول الله كمْ عصفت بي الذنوبُ وأغوتني ملاهيها وكمْ تحملتُ أوزارا ينوءُ بها عقلي وجسمي وصادتني ضواريها لكن حُبّكَ يجري في دمي وأنا من غيره موجة ٌ ضاعت شواطيها يا سيدي يا رسول الله يشفعُ لي إني اشتريتُك بالدُنيا وما فيها