الحمد ربّ العالمين، القائل في مُحكم تنزيله : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَ إِنَّا لَهَ لَحَافِظُونَ) الحِجْر / 09، و الحمد لله حمدًا يليق بقدر جلاله و عظيم سُلطانه، و الحمد لله كفاء حقّه، و الحمد لله الّذي أقام الحُجّة على جميع خلقه، و الحمد لله الّذي اصطفى مَنْ شاء من خلقه، و اجتبى من الأُمم بلطفه و هدايته، و الحمد لله الّذي هَدَانا لِدينه الإسلام، و خصّنا بمُحمّدٍ نبيّه الأمّيّ، و رسوله المكِّيّ، سيّد وَلَد آدم، الّذي جعله نذيرًا لِلنّاس بين يدي عذابٍ شديدٍ. (إِنْ هُو إِلَّا نَذِيرٌ لَكُم بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ) سبأ / 46. و الصّلاة و السّلام على سيّدنا و مولانا و قائدنا و حبيبنا و شفيعنا مُحمّدٍ، المبعوث إلى جميع الأنام، من مَلَكٍ و إنسٍ و جان، بشيرًا و نذيرًا، و سِراجًا مُنيرًا، و جعله لِلعالمين رحمة مُهداة و نعمة مُسداة، و أقام به الحُجّة، بِتبليغه الرِّسالة، و أدائه الأمانة، و تعليمه الشّريعة، و نُصحه للأمّة، حتّى فارقهم على المحجّة البيضاء، لا يزيغ عنها إلّا هالكٌ، فصلّى الله عليه و على آله و أصحابه و إخوانه و أتباعه، كُلّما ذكره الذّاكرون، و غَفل عن ذِكره الغافلون، و سلّم تسليمًا كثيرًا. و بعد : مِن المحاضر الّتي كانت قارّة في وقت مضى، ثمّ انقطع خبرها، و اندرس أثرها، بموطن أولاد بُوشارب، من أولاد بُوعبد الله، الّذين ينحدرون مِن نَسْل أولاد سي محمّد (فتحًا)، من النّوايل الأشراف الحَسنيين، بين فجّ أولاد العقّون[1]شمالاً، و حُدود حوش النّواورة[2]و الرّواقيب[3]جنوبًا، بإقليم المحاقن[4]، بمنطقة الجلفة.. محضرة[5]بُوقرّيّة القرميطيّة[6]، عند عائلة قرميطيّ، الّتي يبعد مَوْضِعُها عن مقرّ الولاية بنحو 24 كلم، أو 25 كلم، بالجهة الشّرقيّة الشّماليّة لها. و قد عَمَرها الإخوة الأشقّاء القُرّاء قرميطيّ المقدّم، و أخواه عطيّة و المسعود[7]، بالإضافة إلى ابن عمِّهم الّذي يكبرهم سنًّا المصفى (مُصطفى). و هُم من حَفَظة القُرآن، الّذين يحفظونه حِفْظًا جيّدًا[8]. و كان المقدّم و أخوه عطيّة قد انتسبا إلى زاوية الهامل زمنًا، و تلقيا فيها القُرآن و بعضًا من الفقه و الفرائض و التّفسير و اللُّغة، و غيرها. و أمّا المسعود فقد درس على الشّيخ المصفى المُومى إليه آنفًا، و تربطهم جميعهم حينذاك علاقة ودٍّ و محبّة و احترامٍ و تبادل الزّيارات و التّغافر، بالزّاويا المُختاريّة و الهامليّة و النّعاسيّة، و بأشياخها و المُشرفين عليها و المُدرِّسين فيها، و كُلّهم على التّصوّف الرّحمانيّ[9]كما لا يخفى... و قد كان هؤلاء النّفر و مَنْ معهم يُدوّون بِالقُرآن الكريم بِألسنتهم، مُصبحين و بِاللّيل، و يصيحون به (يُجلجلونه[10])، بصوتٍ جهوريٍّ عالٍ[11]، يُسْمعُ مِن بعيدٍ، دَاخل الخِيام و البُيوت الحمراء[12]، المصنوعة من الصُّوف و الشّعر، و الأعشاش المصنوعة من القَصَب و السَّمَار، الّتي كانت مُنتصبة، في ذلك الحِين[13]، في تلك الجهة، الّتي تُدعى بُوقرّيّة، و الّتي بها بئرٌ مشهورة، صالحة لِلشّرب، تُعرف بإسمها (حاسي بُوقرّيّة)[14]، حَفَرها الفرنسيون، أيّام استعمارهم لِلجزائر، و بها ممرٌّ يربط عدّة جهات[15]، شمالاً و جنوبًا، و شرقًا و غربًا، و يصلها بعضها ببعض، و لَطالما حدّثنا والدي عن هذا الممرّ، و أنّه استعمله غير ما مرّة، بالخفّ و بالحافر، حِين مَجيئه و عَودته، من مَوطنه الدّجال، شرقي مدينة حاسي العشّ، و إلى مدينة الجلفة البهجة، مُرورًا بالرّيّان و الزدارة (الصدارة) و جِبال بسطامة و الجعيْمة و فجّ أولاد العقّون ؛ لِأجل التّسوّق و الاتّجار، و غيرها، و ذلك في فترات الثّلاثينيات و الأربعينيات و حتّى الخمسينيات، من القرن المُنقضي. و قد ظلّ هؤلاء القُرّاء الأربعة على هاته الطّريقة دُهورًا خلت، و رُبّما استمرّوا على ذلك طِيلة حياتهم، و إلى غاية وفاتهم[16]، و قُد أُطلق على البيت الّتي كانوا يَقْرَأون و يُقْرِئُون فيها القُرآن المجيد، مِن قِبل الحاضرين و الزّائرين و الوافدين و المارّين، إسم النّزلة الخضراء (الخضرة)، حتّى عُرفت به و اُشتهرت، استبشارًا منهم و تَفَاؤُلاً. و كُلٌّ له حظٌّ من إسمه كما يُقال. و قد ظلّت هاته التّسميّة سائرة، لِسنوات عديدة. و قد أنبأنا الشّيخ أبو يُوسف عُثمان بن المسعود قرميطي (حفظه الله)، و هو يحفظ شيئًا من القُرآن، و قد أَقَرَأَه زَمنًا، بتلك المحضرة، أنّ عمّه المقدّم كان أعلم من أخويه عطية و المسعود، و من ابن عمّه المصفى أيضًا، و كان بالإضافة إلى حِفظه للقرآن الكريم، يحفظ بعضًا من المُتون في العربيّة، و في الفقه، و في غيرهما، و يفقه كثيرًا من الأحكام... و كان هُو المُوجِّه و المُرشد بتلك الجهة على حدّ وصفه و قد قرأ عليه نفرٌ مُحترمٌ. و بهذه الطّريقة حافظوا على تعليم القُرآن و العربيّة بالبوادي و القِفَار. و قد يُزوّدون على حفظ القُرآن، بعض الكُتب الّتي كانت رائجة الدِّراسة بالشّمال الأفريقيّ، كَمُوطّأ مالكٍ، و صحيحي البُخاريّ و مُسلمٍ، و شمائل التّرمذي (التّرميذي)، و شفاء القاضي عِياض، و حِكم ابن عطاء، و تُلازمهم في ذلك نيّة التّبرّك و التّحصّن، و هي في اعتقادنا لا تكفي. و يتّبعون ما كان عليه الإمام الأشعريّ صاحب مقالات الإسلاميين و الإبانة[17]، في العقائد[18]، و يتصوّفون على منهج الإمام الجُنيد السّالك[19] كما يزعمون و هذا على وِفق ما كان سائدًا ببلاد الغرب الإسلاميّ. و في نظرنا أنّ في ذلك زيادة على ما كان عليه الشّرب الأوّل. و كانوا يُعلّمون النّاس في ما تمسّ الحاجة إليه، في عباداتهم، مِن صلاةٍ و صومٍ و حجٍّ و زكاةٍ و نذرٍ...، و في مُعاملاتهم، مِن زواجٍ و طلاقٍ و بيعٍ و تجارةٍ و...). و كانوا كذلك يُمارسون ظواهر مُرتبطة بهم و بِغيرهم، مِنها المشروع، و مِنها دُون ذلك.. كالمُعالجة بالرُّقيّة المكتوبة، و الغير المكتوبة، و يُسمّونها التّسباب، مِن فعل سبّب، يُسبِّب، تَسبيبًا و تسبابًا، و تعتري هذه المُعالجة الصِّبيّة و الغِلمان و النِّساء و الرِّجال و الشّيوخ، و حتّى الأنعام و الأفراس... و قد يكتبون ذلك في قراطيس أو تمائم تُعلّق، أو تُخزن. و حِين حديثنا عن هذه الظّواهر، في هذا الموضع، بشيء من الاقتضاب، لا يعني أبدًا أنّنا لا نعرف حَيَّها مِن لَيِّها[20]، و لَكنّنا أشرنا إليها إشارة خفيفة عَلَّها تكفي. و لِكُلِّ مقامٍ مقالٌ. و بالجملة فقد استطاع هؤلاء، و مَن كان على شاكلتهم، أن يُقدِّموا شيئًا ثمينًا لِربعهم و موطنهم و أمّتهم، خدموا به الدِّين أوّلاً، و العربيّة ثانيًا، رغم ما اعتراهم مِن صُروف الزّمان و تقلّباته شدّة و رخاءً، و رغم ما عَايشوه مِن جوٍّ كان سائدًا في ذلك الزّمان، فرضه المُستدمر الفرنسيّ، بِلغة الحديد و النّار...، لِأكثر من ثلاثة عشر عَقْدًا، حاول فيها عبثًا أن يطمس هويّة الشّعب الجزائريّ المُسلم، و أن يُبدِّل وِجهته الشّرقيّة، و لكن بَعُد عنه مُراده الخسيس، بفضل الله أوّلاً، و بفضل مَن قيّضهم، مِن عِباده الصّالحين العاملين المُجاهدين، الّذين لا يخلو مِنهم عصرٌ و لا مصرٌ. (وَ يَأْبَى الله إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَ لَوْ كَرِهَ الكَافِرُونَ) التّوبة / 32. و (وَ الله مُتِمُّ نُورِهِ وَ لَوْ كَرِهَ الكَافِرُونَ) الصّفّ / 08. و في سِياقنا المُنتظم كَعادتنا، و ارتباطًا بِرواقنا الّذي عَهِدناه و عَاهَدناه، عبر إنفو جلفتنا (جلفانا)، كتابةً و تَدوينًا[21] و فَلترةً، نُورد في هذه المقالة أسماء الكُتب الفقهيّة المالكيّة (متنًا و شرحًا)، مع أسماء مُؤلِّفيها، الّتي كانت مُقرّرة لَدى رَباطات و زوايا التّعليم الشّرعيّ، بشمال أفريقيا، و بخاصّة منه المغرب الأوسط (الجزائر)، و قد كُنّا قد خَصَصنا موضوعًا لِهذا الشّأن، عَنْوانّاه بِ " مُقرّرات الحفظ و القراءة الّتي استقرّ عليها العمل خلال العُهود الأخيرة عند عُموم الزّوايا الجزائريّة في العُلوم الوسائل و العُلوم الأهداف "، نُشر عبر الجلفة إنفو، بتاريخ 03 أفريل 2016 م، و لكن لا بأس بِتكرار بعضه، و التّكرار في هذا الموضع محبوبٌ و مندوبٌ.. و نقول مِن هذه المُتون، أو الكُتب العلميّة الّتي تخصّ الفقه المالكيّ رأسًا، و الّتي كانت مُعتمدة لدى التّعليم العتيق بموطننا (حسب التّدرّج و مَراقي الطّلب) : 01) متن الرِّسالة لِأبي مُحمّد عبد الله بن أبي زيد القيروانيّ (ت 386 ه / 996 م). و شُرُوحها على غِرار (على التّرتيب الألفبائيّ) : شرح الزَّرُوق، و الفواكه الدّواني، و الفيض الرّحمانيّ، و كِفاية الطّالب الرّبّانيّ، و غيرها[22]... 02) متن المُختصر الفقهيّ لِأبي المودّة خليل بن إسحاق المصريّ (ت 776 ه / 1374 م). و شُروحه ك (حسب تاريخ وفاة مُؤلِّفيها) : الشّرح الكبير لِبَهْرام بن عبد الله الدّميري (ت 805 ه / 1402 م)، و التّاج و الإكليل في شرح مُختصر خليلٍ لِمُحمّد بن يُوسف العبدريّ، أو العبدوسيّ، الشّهير بالمواق (ت 897 ه / 1492 م)، و شرح أحمد بن أحمد بن مُحمّد زَرُّوق (ت 899 ه / 1493 م)، و مواهب الجليل في شرح مُختصر خليلٍ لِمُحمّد بن مُحمّد بن عبد الرّحمان الرُّعينيّ، المعروف بالحطّاب (ت 954 ه / 1547 م)، و شرح الزُّرْقانيّ لِعبد الباقي بن يُوسف الزُّرْقانيّ (ت 1099 ه / 1688 م)، و الشّرح الكبير على متن خليلٍ لِمُحمّد بن عبد الله الخَرَاشيّ، أو الخرشيّ (ت 1101 ه / 1690 م)، و أقرب المسالك لِمذهب الإمام مالكٍ لِأحمد بن مُحمّد بن أحمد العدويّ، المعروف بالدّردير (ت 1201 ه / 1786 م)، و حاشية مُحمّد بن أحمد بن عرفة الدُّسوقيّ (ت 1230 ه / 1815 م)، و أوضح المسالك و أسهل المراقي على شرح الزُّرقانيّ على مُختصر خليلٍ لِمحمّد (فتحًا) بن أحمد بن مُحمّد بن يُوسف الرُّهُونيّ (ت 1230 ه / 1815 م)، و بُلغة السّالك لِأقرب المسالك إلى مذهب الإمام مالكٍ، لِأحمد بن مُحمّد الخلّوتيّ، المشهور بالصّاويّ (ت 1241 ه / 1825 م)، و منح الجليل على مُختصر خليلٍ لِمُحمّد بن أحمد بن مُحمّد عُلَيْش (ت 1299 ه / 1882 م)، و جواهر الإكليل شرح مُختصر خليلٍ لِصالح عبد السّميع الآبي الأزهريّ (ت بعد 1328 ه / 1910 م)، و غيرها... بالإضافة إلى متن الرَّحَبية في المواريث (الفَرائض، أو التَّرائك) لِمُحمّد بن عليّ بن مُحمّد بن الحسن الرّحبيّ، المعروف بابن المُتْقِنَة (ت 577 ه / 1182 م). أمّا الطُّلّاب المُبتدِئون فَيُقرّر لهم مُتون الأخضريّ في العِبادات لِعبد الرّحمان بن مُحمّد الأخضريّ (ت 983 ه / 1575 م، أو 953 ه / 1546 م)، و المُرشد المُعين على الضّروريّ من عُلوم الدِّين لِعبد الواحد بن أحمد بن عليّ الأنصاري، المعروف بابن عاشر (ت 1040 ه / 1631 م)، و العبقريّ (نظم باب السّهو مِن مُختصر الأخضريّ) لِمُحمّد بن أبّ المزمريّ (ت 1160 ه / 1747 م)، مع شُرُوحها. و في نهاية تعريفنا لِهذه المحضرة الّتي اندثرت، و لم يبق منها شيء يُذكر، إلّا هاته القالة الّتي خطّتها أناملنا، تأريخًا لها و توثيقًا، نستيقن بأنّه كان على ظهر بسيطة مِنطقتنا الجلفاويّة (الجلفيّة) المُترامية الأطراف، شمالاً و جنوبًا و شرقًا و غربًا، في غابر السِّنين، مَن كان يُعافس هذه الوظيفة الجليلة التّعليم القُرآنيّ و ما يتبعه ، بِما أُوتي مِن جهدٍ و وسيلةٍ و مَرْفِقٍ، ابتغاء وجه الله، و ابتغاء نشر العلم، و يُصَاحبه في ذلك كُلِّه هَزيع الزّمان و إكراهات البيئة و التّضاريس و السّنين العِجاف، حتّى طواه الموت، و نسيته الأيّام، دُون ذِكر أو مَحْمَدَة، و لم تُكتب لِلأسف آثاره. و لكنّ الله جلّ و علّا تولّى ذلك و كَفَلَه، و هُو خيرُ كفيلاً. (إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ المَوْتَى وَ نَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَ آثَارَهُمْ وَ كُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُّبِينٍ) يس / 12. و ندعو البَحثة و الكَتبة و المُشتغلين على هذا المهيع، أن يهتمّوا بهذا الموروث الحضاريّ الثّقافيّ الرّاقي، الّذي يُعبِّر بِصدقٍ عن أصالة و تجذّر قومنا، و عن مدى ارتباط مِنظقتنا، بِأُصولها الإسلاميّة، و لِسانها العربيّ، و أن لا يتركوه أهزوجة بين النّاس، و لا نَعني بِدعوتنا هاته حملة الشّهادات الّذين اكتفوا من العلم بإسمه، و من العُلماء بزيّهم، إلّا القليل منهم، إنّما نعني مَنْ عُني بطلب العلم على وجه الحقيقة. و الحمد لله الّذي خلق و صوّر، و حكم و دبّر، و قضى و قدّر، و أرشد و بسر، ثمّ هدى و أضلّ، و وفّق و خذل، و تفضّل في ذلك و عدل، لا يُسْأل عمّا يفعل، لا إله إلّا هُو. و الصّلاة و السّلام على سيّدنا مُحمّد النّبيّ الرّسول المُختار، و على آله الأخيار، و أصحابه الأبرار. محضرة بوقرية القرميطية بطريق بحرارة هوامش 1 و هُم أيضًا فرعٌ لِأولاد بُوعبد الله، الّذين هُم مِن وَلَد سي محمّد ( بالفتح )، كما أشرنا إلى ذلك في أعلى المتن. و الله أعلى و أعلم. 2 نسبة إلى إسم النّورين، أو نورين، و هُو من الألقاب التّابعة إلى فِرقة ( رفقة ) أولاد بُوشارب. و الله أعلى و أعلم. 3 الرّواقيب، و مُفردها رَاقُوبَة، و يُراد بها المُرتفع من الأرض، و هي في حيّز تُراب أولاد لعور، من أولاد عيسى النّوايل الأشراف. و الله أعلى و أعلم. 4 يقع شرقي مدينة الجلفة ( عاصمة الولاية )، و هُو يُعرف بِقُروسة برده شِتاءً. و المَحَاقِن مُفردها مِحْقَنٌ، أو مِحْقَنَةٌ، و هُو أداة أو آلة الحقن.. مِن فعل حَقَنَ، يَحْقُنُ، حَقْنًا، بمعنى جَمَعَ و حَبَسَ. و الله أعلى و أعلم. 5 من فعل حَضَرَ، يَحْضُرُ، حُضُورًا. و على غِرارها زاوية، من فعل انزوى، ينزوي، بمعنى انقطع إلى، أو هي من فعل زَوَى، يَزْوِي، زيًّا، بمعنى جَمَعَ، و قَبَضَ، و طَوَى، و صَرَفَ إلى. و على غِرارها المَقْرَأة، من فعل قَرَأ، يَقْرَأ، قِرَاءَةً و قُرْآنًا. و على غِرارها كُتّاب، من فعل كَتَب، يَكْتُب، كَتْبًا، و كِتَابًا، و كِتَابَةً. و المحضرة من الحُضور و الاجتماع، و هي مُنسجمة مع الجذع و مُوافقة لِلقياس. أمّا الشّناقطة تحديدًا فيكتبونها بالإشالة ( محظرة )، من الحظر و المنع، و اتفقوا على ذلك، حتّى صارت مُصطلحا خاصّا بهم، يُطلقونه على الزّاوية، أو المقرأة، أو الكُتّاب، حيث يجتمع الطّلبة لِحفظ القرآن و تعلّم العربيّة و العُلوم الشّرعيّة، و كأنّهم أرادوا بذلك أنّ هذا الاجتماع هو محظُورٌ و ممنوعٌ إلّا على أهله، من العُلماء و طُلّاب العلم و المُريدين و الأتباع. و الله أعلم. 6 نسبة إلى إسم قرميطيّ، و هُو أحد الألقاب الموجودة عند فِرقة ( رفقة ) أولاد بُوشارب، و ليس المُراد منها النّسبة إلى فِرقة القرامطة، الّتي هي من غُلاة الشّيعة كما لا يخفى نَشأت بالعراق، و اتّسع مُلكها بالحجاز. و الواحد من هذه الفرقة يُسمّى قَرْمَطِيًّا. و قَرْمَطَ هي بمعنى قارب في خطوه، أو دقّق كتابته، أو اتّخذ مذهب القرامطة. و الله أعلى و أعلم. 7 الشّيخ المقدّم يكون ميلاده في حُدود عام 1890 م، أو قبله، أو بعده، بقليلٍ، و وفاته كانت سنة 1967 م. أمّا الشّيخ عطيّة فميلاده كان في عام 1894 م، و وفاته كانت في عام 1962 م. و أمّا أخوهما الشّيخ المسعود فهو من مواليد سنة 1896 م، و تُوفّي سنة 1993 م، و قد عُمِّر. و الله أعلى و أعلم. 8 رُبّما حفظهم له كان دُون إتقانٍ لِأحكام تجويده و تِلاوته، على عادة عامّة قُرّاء مِنطقتنا، و غيرهم، في ذلك الوقت، لَكنّهم كانوا يُحسِنون حفظه بِرسمه و ضبطه و وقفه، على طريقة المغاربة. و الله أعلى و أعلم. 9 نِسبة إلى الشّيخ مُحمّد بن عبد الرّحمان الأزهريّ القجطوليّ، أو القشطوليّ الجرجريّ الجزائريّ ( ت 1208 ه / 1793 م، أو 1794 م ). و كلامنا هُنا هُو مِن باب التّأريخ و الوصف، لا الإقرار. و الله أعلى و أعلم. 10 من فعل جَلْجَل، يُجَلْجِل، جَلْجَلَةً، من شدّة الصّوت، و الصّريخ في الأرض، و قيل الجَلْجَلَةُ هي صوت الرّعد، و المُجَلْجِلُ هُو السَّحاب المُصوِّتُ، و المُجَلْجَلُ هُو السَّحَابُ الرَّاعِدُ، و التَّجَلْجُلُ هُو السُّؤُوخُ في الأرض، من السّوخ، و السّيوخ، و السّوخان، و منه ساخَتِ الأرض بهم، أي انْخَسَفَتْ. و الله أعلى و أعلم. 11 ليس في ذلك تعلّة مِنا لِلذّكر الجماعيّ المُتقيّد بالعبادات، زمانًا و مكانًا و حالاً، و إن كانت قراءة القُرآن جماعة ؛ لِأجل الحِفظ و التِّكرار، جائزة عِند أكثر أهل العلم. و الله أعلى و أعلم. 12 شِعار و عَلَم أولاد سيدي نايل، و هُو مُتخذ على الرّاجح من الأقوال ليَعلم النّاسُ أنّ أُصول أولاد سيدي نايل، هي من السّاقية الحمراء. و قِيل غير ذلك. و لا حَاجة لنا في هذا السِّياق، إلى بسط الكلام في هذا الأمر. و الله أعلى و أعلم. 13 بعض ساكنة جِهة بُوقرّيّة، و منهم آل قرميطيّ سَكنوا أيضًا البيوت المصنوعة مِن المَدَر، و رُبّما كان ذلك في بداية النّصف الثّاني، مِن القرن العشرين المِيلادي. و الله أعلى و أعلم. 14 هُناك أيضًا بقربها جنوبًا بئرٌ صالحة لِلشّرب، حَفَرها الفرنسيون في نفس الآونة، تُدعى نُومسن، أو النُّومسن، تقع شمالي حوش النّواورة. و الله أعلى و أعلم. 15 كالطّريق الرّابط بين مُدن الجلفة و القرية، ثمّ دار الشّيوخ مُباشرة، الّذي أُفتتح حديثًا، و الّذي يُعرف بطريق بحرارة. و الله أعلى و أعلم. 16 على الأقلّ بالنسبة لِلشّيوخ عطيّة و المصفى و المقدّم ( رحمهم الله جميعًا ). و الله أعلى و أعلم. 17 عليّ بن إسماعيل بن إسحاق، أبو الحسن، الأشعريّ، من نَسْل الصّحابيّ الجَليل أبي مُوسى الأشعريّ ( رضي الله عنه ). وُلِد سنة 260 ه / 874 م، و تُوفّي بِبغداد سنة 324 ه / 936 م. كان من أئمّة أهل الكَلام المُجتهدين، و إليه تُنسب فِرقة الأشاعرة، أو الأشعريّة، إحدى الفِرق الإسلاميّة، الّتي تبلورت، و نضجت آراؤها و برزت، و ظهرت دواوينها و استقلّت، بعد ما انصرم القرن الثّالث الهجريّ. القرن التّاسع الميلادي، و أربى عليه القرن الرّابع الهجريّ. القرن العاشر الميلادي. و الله أعلى و أعلم. 18 و تُسمّى أيضًا التّوحيد، و الأُصول، و الكلام، و الفِكر، و الغيبيات، و السّمعيات. و الله أعلى و أعلم. 19 الجُنَيْد بن مُحمّد بن الجُنَيْد، أبو القاسم، الخزّاز، القَواريريّ. تُوفّي بِبغداد عام 297 ه / 910 م . و هُو مِن عُلماء الإسلام، و من أرباب التّصوّف في عصره. و الله أعلى و أعلم. 20 بِمعنى لا يعرف الكلام الّذي يُفهم من الكلام الّذي لا يُفهم. و الله أعلى و أعلم . 21 االمُراد بهذه اللّفظة الجمع ؛ لِأنّ التّدوين يُقصد به عند القُدامى الجمع. و الله أعلى و أعلم. 22 عِند المُتأخّرين مَنْ أضاف شَرح العلّامة الحافظ أحمد بن مُحمّد بن الصّدّيق الغُماريّ المغربيّ، المُسمّى " مسالك الدّلالة في شرح متن الرّسالة ". و هُو شرحٌ مُمتازٌ. و الله أعلى و أعلم.