سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رئيس الجمهورية يؤكد أن الجزائر فقدت "مجاهدا كبيرا ومناضلا فذا" ...ووكالة الأنباء والتلفزة الوطنية تنعيان إلى الشعب الجزائري وفاة المجاهد العقيد أحمد بن شريف (متجدد) في اتتظار قرار السلطات العليا للبلاد حول مكان الدفن
العقيد احمد بن الشريف انتشر خبر رحيل المجاهد أحمد بن الشريف أمسية أمس السبت بسرعة البرق على موقع التواصل الإجتماعي "الفايسبوك"، فبعد انتشار حالته الصحية الحرجة، جاء نبأ وفاته في حدود التاسعة مساء قاطعا الشك باليقين لتتعالى التعازي من كل حدب وصوب، كيف لا و هو أحد رجالات المنطقة الذين جاهدوا المستدمر الغاصب كأحد قيادات الثورة التحريرية المجيدة رفقة البطل "كريم بلقاسم"، ثم رفيق درب الراحل هواري بومدين غداة الإستقلال. وحسب مصادر عليمة فقد تم تشكيل لجنة خاصة على مستوى ولاية الجلفة برئاسة الأمين العام للولاية تتابع تطورات الحدث في انتظار قرار السلطات العليا للبلاد و احتمال مواراة جثمانه الثرى بمربع الشهداء بمقبرة العالية بالعاصمة، في حين أفراد من العائلة يسعون لتلبية رغبة العقيد -رحمه الله- بدفنه بمقبرة العائلة في منطقة "الزميلة" ، حيث يتم التحضير فيها حاليا لاستقبال وفود المعزّين. وحسب مصدر مقرب فإن جثمان الفقيد سيصل إلى أرض الوطن قادما من فرنسا بعد غد الثلاثاء أو يوم الأربعاء على أقصى تقدير. وعن هذا المصاب الجلل، نعت كل من وكالة الأنباء الجزائرية و التلفزة الوطنية خبر وفاة العقيد أحمد بن الشريف إلى الشعب الجزائري. وبعث رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، اليوم الأحد، برقية تعزية إلى كافة أفراد أسرة العقيد أحمد بن شريف أكد فيها ان الجزائر فقدت برحيله "مجاهدا كبيرا ومناضلا فذا من رجالات نوفمبر". وكتب السيد بوتفليقة في برقيته، "فقدت الجزائر اليوم برحيل العقيد أحمد بن شريف طيب الله ثراه، مجاهدا كبيرا ومناضلا فذا من رجالات نوفمبر الذين سطروا في تاريخها صفحات عز ومجد وفخار، إذ كان الفقيد يمثل جيلا كاملا بما ينطوي عليه الجيل من حب وإخلاص للوطن، ومن إقدام وشجاعة في ميادين النزال، ومن عزم وتصميم على بناء مجتمع آمن". وأضاف رئيس الجمهورية "وبما كان يتسم به الراحل من فضائل الإقدام، وخبرة في إدارة الشؤون العسكرية، تصدى مع رفاقه للمستعمر ينازلونه في جبهات المعركة، حيث أبدى من صنوف القتال ما أهله لأن يرقى إلى رتبة عقيد، ولم يثنه ما أصيب به من جراح ولا ما وقع فيه من أسر عن مواصلة رسالته لتحرير الوطن، إلى أن انتصرت الثورة وأشرقت شمس الحرية ليكون في طليعة الذين هبوا لبناء الدولة الوطنية الحديثة يؤسسون لها بعد أن خربها الاستعمار معنويا وماديا ومؤسساتيا، ويكون على رأس العديد من المؤسسات خاصة الدرك الوطني". وختم رئيس الدولة رسالته بالقول "لقد فقدت فيه الجزائر اليوم وطنيا مخلصا، وفقد فيه جيل نوفمبر مجاهدا شجاعا، أسأل المولى جل جلاله أن يكرم وفادته، ويغمر روحه بجزيل مغفرته وثوابه، و يتغمده بواسع رحمته، وينزله مكانا يرتضيه في جنات النعيم مع الأخيار من عباده الأبرار، وأن يلهم أهله وذويه ورفاقه في السلاح صبرا جميلا و سلوانا عظيما، ولا أملك أمام هذا الخطب الأليم إلا أن أعرب لهم عن عزائي الخالص ودعائي الصادق بأن يوفيهم الله أجر الصابرين. إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب". "وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون". من جانبه، أعرب وزير المجاهدين الطيب زيتوني عن تعازيه الخالصة لأسرة المجاهد احمد بن شريف في بيان تحصلت "الجلفة إنفو" على نسخة منه فيما يلي نصه: ببالغ الحزن والأسى، تلقى معالي وزير المجاهدين، السيد الطيب زيتوني، نبأ ارتقاء روح المجاهد المرحوم، ضابط جيش التحرير الوطني، عضو المجلس الوطني للثورة، العقيد أحمد بن شريف، إلى رحمة الباري، عزّ وجل، أَسدَل الله عليه شَآبِيبَ المغفرة والثواب، عن عمر ناهز 91 سنة. الفقيد من مواليد 25 أفريل 1927 بالجلفة، التحق بصفوف الثورة التحريرية سنة 1956 في سبيل تحرير الوطن بالولاية الرابعة التاريخية، ليواصل سي أحمد بن الشريف بأمر من قيادة الثورة نضاله وجهاده في الخارج على الحدود المغربية والتونسية، قبل أن يعود إلى أرض الوطن أين شارك في عديد المعارك والعمليات العسكرية بالولاية الرابعة التاريخية، وقدّم النفس والنفيس في سبيل الحرية والاستقلال، وذاق المرحوم في سبيلها مرارة التعذيب والظلم والحيف بالسجون الاستعمارية، أين زجّ به في السجن سنة 1960 وحكم عليه بالإعدام بالجزائر قبل أن يُحوّل إلى السجن بفرنسا ويطلق سراحه بعد التوقيع على اتفاقيات إيفيان، وظلّ المرحوم وفياً لخصاله ولتضحيات الشهداء الأبرار والمجاهدين الأخيار، متمسكاً بمبادئه ملتزماً بشرف الجهاد والنضال من أجل الحرية والانعتاق. غداة استرجاع السيادة الوطنية، واصل المرحوم رسالته بكل وفاء وإخلاص في خدمة الوطن وإعلاء صرحه وكسب رهانات نهضته في كلّ المهام التي كلّف بها والمسؤوليات التي تقلّدها في مؤسسات الدولة الجزائرية المستقلة، مقدّماً للّأجيال أروع الصور في حبّ الوطن والتفاني في خدمته، لا سيما منها قيادته لجهاز الدرك الوطني، وتقلّده لمهام وزارة الري واستصلاح الأراضي وحماية البيئة. سيبقى اسم المجاهد الفذ العقيد سي أحمد بن شريف راسخاً في الذاكرة الوطنية وذاكرة الأجيال المتعاقبة يحفّه الثناء والإكبار نظير أعماله البطولية في ثورة التحرير الوطني التي ستظلّ صفحاتها مشرقة في سجلّ الخلود. وأمام هذا المصاب الجلل، يتقدّم معالي الوزير، إلى كل أفراد عائلته ورفاقه في الجهاد بتعازيه القلبية الخالصة المشفوعة بأصدق مشاعر التضامن والمواساة في مواجهة هذه المحنة الأليمة بفقدان المجاهد الرمز والوطني الغيور بما قدّمه من جليل الأعمال في معركتي التحرير والبناء، سائلاً الله أن يتغمّد الفقيد بواسع رحمته وشامل غفرانه وعميم رضوانه، وأن يرزق أهله وذويه جميل الصبر ووافر السلوان. "وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ". التلفزيون الرسمي ينعي إلى الشعب الجزائري وفاة العقيد بن الشريف