خدمات الحالة المدنية لوازرة الخارجية كل يوم سبت.. تخفيف الضغط وتحسين الخدمة الموجهة للمواطن    الذكرى ال70 لاستشهاد ديدوش مراد: ندوة تاريخية تستذكر مسار البطل الرمز    انتصارات متتالية.. وكبح جماح تسييس القضايا العادلة    مجلس الأمن يعقد اجتماعا حول وضع الأطفال في غزّة    تمديد أجل اكتتاب التصريح النهائي للضريبة الجزافية الوحيدة    فتح تحقيقات محايدة لمساءلة الاحتلال الصهيوني على جرائمه    التقلبات الجوية عبر ولايات الوطن..تقديم يد المساعدة لأزيد من 200 شخص وإخراج 70 مركبة عالقة    خدمات عن بعد لعصرنة التسيير القنصلي قريبا    وزير البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية يشدد على نوعية الخدمات المقدمة وتعزيز استعمال الدفع الإلكتروني    بلومي يباشر عملية التأهيل ويقترب من العودة إلى الملاعب    ريان قلي يجدد عقده مع كوينز بارك رانجرز الإنجليزي    الجزائر رائدة في الطاقة والفلاحة والأشغال العمومية    رحلة بحث عن أوانٍ جديدة لشهر رمضان    ربات البيوت ينعشن حرفة صناعة المربى    35 % نسبة امتلاء السدود على المستوى الوطني    حزب العمال يسجل العديد من النقاط الايجابية في مشروعي قانوني البلدية والولاية    قافلة تكوينية جنوبية    المولودية على بُعد نقطة من ربع النهائي    مرموش في السيتي    تراجع صادرات الجزائر من الغاز المسال    الرئيس يستقبل ثلاثة سفراء جدد    نعمل على تعزيز العلاقات مع الجزائر    أمطار وثلوج في 26 ولاية    حريصون على احترافية الصحافة الوطنية    إحياء الذكرى ال70 لاستشهاد البطل ديدوش مراد    بلمهدي: هذا موعد أولى رحلات الحج    بسكرة : تعاونية "أوسكار" الثقافية تحيي الذكرى ال 21 لوفاة الموسيقار الراحل معطي بشير    كرة القدم/ رابطة أبطال افريقيا /المجموعة 1- الجولة 6/ : مولودية الجزائر تتعادل مع يونغ أفريكانز(0-0) و تتأهل للدور ربع النهائي    كرة القدم: اختتام ورشة "الكاف" حول الحوكمة بالجزائر (فاف)    حوادث المرور: وفاة 13 شخصا وإصابة 290 آخرين خلال ال48 ساعة الأخيرة    تجارة : وضع برنامج استباقي لتجنب أي تذبذب في الأسواق    ري: نسبة امتلاء السدود تقارب ال 35 بالمائة على المستوى الوطني و هي مرشحة للارتفاع    مجلس الأمن الدولي : الدبلوماسية الجزائرية تنجح في حماية الأصول الليبية المجمدة    سكيكدة: تأكيد على أهمية الحفاظ على الذاكرة الوطنية تخليدا لبطولات رموز الثورة التحريرية المظفرة    تطهير المياه المستعملة: تصفية قرابة 600 مليون متر مكعب من المياه سنويا    الجزائرتدين الهجمات المتعمدة لقوات الاحتلال الصهيوني على قوة اليونيفيل    كأس الكونفدرالية: شباب قسنطينة و اتحاد الجزائر من اجل إنهاء مرحلة المجموعات في الصدارة    تقلبات جوية : الأمن الوطني يدعو مستعملي الطريق إلى توخي الحيطة والحذر    العدوان الصهيوني على غزة : ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 46899 شهيدا و110725 جريحا    منظمة حقوقية صحراوية تستنكر بأشد العبارات اعتقال وتعذيب نشطاء حقوقيين صحراويين في مدينة الداخلة المحتلة    اتحاد الصحفيين العرب انزلق في "الدعاية المضلّلة"    الأونروا: 4 آلاف شاحنة مساعدات جاهزة لدخول غزة    اقرار تدابير جبائية للصناعة السينماتوغرافية في الجزائر    وزير الاتصال يعزّي في وفاة محمد حاج حمو    رقمنة 90 % من ملفات المرضى    قتيل وستة جرحى في حادثي مرور خلال يومين    تعيين حكم موزمبيقي لإدارة اللقاء    بلمهدي يزور المجاهدين وأرامل وأبناء الشهداء بالبقاع المقدّسة    جائزة لجنة التحكيم ل''فرانز فانون" زحزاح    فكر وفنون وعرفان بمن سبقوا، وحضور قارٌّ لغزة    المتحور XEC سريع الانتشار والإجراءات الوقائية ضرورة    بلمهدي يوقع على اتفاقية الحج    تسليط الضوء على عمق التراث الجزائري وثراء مكوناته    كيف تستعد لرمضان من رجب؟    ثلاث أسباب تكتب لك التوفيق والنجاح في عملك    الأوزاعي.. فقيه أهل الشام    نحو طبع كتاب الأربعين النووية بلغة البرايل    انطلاق قراءة كتاب صحيح البخاري وموطأ الإمام مالك عبر مساجد الوطن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مِن الزّمن الجميل في تاريخ الجلفة...الباشاغا سي يحيى بن سي السّعيد بن عبد السّلام بن لحرش
نشر في الجلفة إنفو يوم 23 - 08 - 2018


سي يحيى بن سي السّعيد
الحمد لله مُنزل الكِتاب الحكيم هُدًى و رحمةً لِلمُحسنين الّذين يُقيمون الصّلاة و يُؤتون الزّكاة و هُم بِالآخرة هُم يُوقنون أُولائك على هُدًى مِن ربِّهم و أُولائك هُم المُفلحون، و الصّلاة و السّلام على النّبيّ المُصطفى المُختار المُطاع الّذي نُزِّل عليه الحقّ، و قد غُفر له مَا تقدّم مِن ذنبه و مَا تأخّر، و على آله الأطياب و صحابته جميعًا الأخيار، و على مَنْ وَاصلهم و تابعهم و درج على طريقهم إلى يوم الدِّين. ثُمّ أمّا بعد :
فَليس مِن السّهل إحصاء وقائع التّاريخ العامّ، لا في كُلِّيّاته و لا في جُزئيّاته، و لا يُمكن أيضًا تِعداد حوادث المناطق و المُدن و القُرى[1]... بيد أنّه مَا كان مِنها جميلاً لا يُنسى أبدًا، و سيظلّ مدعاة إلى الغِبطة و السُّرور، و محلًّا هادرًا لِلتّسلِّي و التّروّح و المُواساة. و قد كان لِجلفتنا (جلفانا)، مُدنًا و بلدات و قُرًى و نُجوعًا و فيافي و جِهات، تاريخٌ حافلٌ، شهد خيرًا و غيرًا، و عرف صُورًا و نماذج[2]، بِمُجملها في عِداد الجمال و الحُسن، و ظلّ كذلك إلى العُهود الّتي مرّت عليها قبل انطلاقة حرب التّحرير (1954 م / 1962 م)، و بقي مِنه شيءٌ مُستحسنٌ، ظهر مُتقطِّعًا، و بدت بوارقه بِشيءٍ بيّن في السِّني الأخيرة، مِن طريق ما قدّمه الأخيار مِنها... و قد استشففت مِن خِلالها أنّ مِنطقة الجلفة ولودٌ، رغم مَا اعترها مِن مُنغِّصات و مُعرِّضات و مُعوِّقات و مُهدِّمات و... تجلّى أكثرها في سيرة و حال أبَاشَة، مِمّنْ تزعّم و تحصرم قبل أن ينضج، و قال إنِّي كبيرٌ.. قد أُوتيته على علمٍ عِندي.
لقد اُبتلي أهل الجلفة بِهؤلاء الرِّسْلة لِما كسبت أيديهم، و صاروا لهم رُؤوسًا و أعيانًا، يأمرون بِما تشتهي أنفسهم و لا ينهون، و يأخذون مَا يُريدون و لا يُعطون، و يَسْألون كُلّ حاجة صغرت أو كبرت، و عظمت أو نزلت و لا يُسْألون... مُعظم حالهم واقعٌ بين المُنخنقة و الموقوذة و المُتردِّية و النّطيحة و مَا أكل السّبع، و مَا كان أمثلهم طريقة، غلبت عليه السّلبيّة، إلى حدّ الرّداءة، و هُم بِالجُملة مِن الّذين وقعوا رهن و أسر مكانتهم الاجتماعيّة الّتي أقاموها، لا يُريدون مُغادرتها، و لا أن تُفتكّ و تُنزع مِنهم، و يحطّون على كُلّ مَنْ توجّسوا و أحسّوا مِنه خِيفة، و لا يرضون لَه إلّا الحضيض و الدُّونيّة و الدّنيّة، و يبغونه خافيًا مُستترًا مُهملاً. و لا حول و لا قُوّة إلّا بِالله[3].
و قد عرف الجلفاويّون، أو الجلفيون (الجْلَافة)، بِمُختلف أنسابهم و أعراشهم، في وقتٍ مُتقدِّمٍ، شُيوخًا و كِبارًا لهم، يتحدّثون بِإسمهم، و يتولّون عنهم حلّ مشاكلهم و مُعضلاتهم، و يدفعون عنهم الغُبن و الضّيم، و مَا يعتريهم و مَا يُعيقهم، و يجمعونهم و يُصلحون بينهم، و ليس مِن السّهل في هاته الإطلالة تِعداد و حصر أسماء هؤلاء الشّيوخ، و هؤلاء الكِبار ؛ فهم كُثرٌ تبعًا لِكثرة الأُسر و الفِرق (الرّفق) و العُروش و القبائل الجلفاويّة (الجلفيّة).
و قد تمتّع أكثر هؤلاء الكِبار بِخصالٍ يندر جمعهما في هذا الزّمان، و مِنها الحِكمة[4]و الأناة و الحِلم و الشّجاعة و الإقدام و المُواجهة و الكرم و البذل و السِّعاية و الإيجابيّة، مع تحرّي اقتناء الحلال، و الابتعاد عن موارد الرّدى و الهلاك، و الفِرار مِن النِّفاق و المُجاملة الباهتة و التّمسّح السَّمْج كالفِرار مِن القسورة... و مِنهم مَن كان على علمٍ و معرفة و دِراية و بصيرة و حُسن نظر و تَأَتٍّ و تأهّبٍ و تحسّبٍ و صاحب ميسرة و غِنًى[5].
و قد قَامُوا بِجُملتهم رغم سُحب الاستدمار الفرنسيّ القاتمة، الّتي كانت تُظلّ الجزائر و أكثر دُول المغرب العربيّ، و رغم حالة الجهل و الفقر و الفاقة الّتي كانت مُستشريّة في المُجتمع الجزائريّ، و مِنه الجلفاويّ (الجلفيّ)، في ذلك الحِين، بأعمالٍ جليلة، و قدّموا أفضالاً عظيمة[6]، إلى هذه المنطقة الّتي لا زالت لم تُقدّر و لم يعط لها مَا تستحقّ، و قد شهدت بُطولات و أحداثًا جِسامًا، و عرفت رِجالات فِخامًا صناديد، و هي تُهمّش و يُمارس عليها الطّمس و الإهمال بين الحين و الآخر، و إلى عهدٍ قريبٍ جدًّا ؛ لِأسبابٍ ليس لِي داعٍ أن أُجلِّيها في هذا الموطن الشّجيّ المُؤثِّر شوقًا و حنينًا.
و إنِّي أعتقد فِي هؤلاء الشُّخوص الكِبار الفضل بِتفاوتٍ، و على درجات. رحمهم الله جميعًا و موتى المُسلمين. قال الشّاعر :
و ما عبّر الإنسان عن فَضْلِ نفسِه :: بِمثل اعتقادِ الفَضْلِ في كُلِّ فاضل
و ليسَ من الإنصاف أَنْ يَدْفَع الفتَى :: يدَ النّقص عنه بانتقاص الأفاضل
و مِن هؤلاء الفُضلاء الكِبار الّذين مثّلوا الزّمن الجميل لِمنطقة الجلفة الواسعة بِحقٍّ، الشّيخ يحيى بن السّعيد بن عبد السّلام بلحرش رحمه الله[7]، الّذي حاباه الله بِأربعة.. الصِّحّة و الغِنى و العلم و التّوفيق، و مَنْ أُوتيها فقد أُوتي خيرًا كثيرًا. و قد جاء نسيج ترجمته على المِنوال الآتي :
هُو أبو مالكٍ يحيى بن السّعيد بن عبد السّلام بن لحرش (بلحرش) الحُرشيّ[8]الغرباويّ (نِسبة إلى أولاد الغربيّ) القوينيّ (الغوينيّ) النّايليّ الإدريسيّ الحَسنيّ. وُلد في حُدود عامّ 1296 ه / 1879 م، بِبادية حاسي بحبح، عِند أولاد القوينيّ (الغوينيّ)، مِن أولاد سي محمّد (بِالفتح)، مِن بني سِيدي نايل الأشراف.
تهذّب صغيرًا على يد والده المعروف الّذي جمع بين العِلم و السُّلطان، و كان حاكمًا على عرش السّعدات جميعًا، المُومى إليه مُنذ قليلٍ، بِداية مِن عامّ 1882 م، و تُوفّي في سنة 1932 م، و هُو مدفونٌ في مقبرة زاوية الهامل، و قد أخذ مِنه حُبّ العلم و المعرفة و الاطّلاع و السُّؤدد و المكانة الرّفيعة، ثمّ تلقّى أكثر أدبه و علمه بِزاوية الهامل المشهورة[9]، مِن لدن أشياخٍ مشهود لهم، على غِرار الشّيخ مُحمّد بن عبد الرّحمان الدِّيسيّ (ت 1921 م)[10].
آب إلى عائلته بعد زمنٍ هَمَد فيه بِالزّاوية المذكورة، و قد حصّل عِلمًا شرعيًّا، و معرفة عربيّة متينة، و لقي مِنها تِرحابًا و إسعافًا و رِعاية و اهتمامًا، و كُلِّف مِن قِبل والده بِالكِتابة و الضّبط و المُتابعة، و أجاد اللُّغة الفِرنسيّة قراءة و كِتابة، و مَا انفّك عن تِلكم المُهام الّتي أُنيطت بِه، حتّى غدا حاكمًا في أثناء حياته أبيه، و بعد وفاته، و حُشِر إليه النّاس رغبًا و رهبًا، و نادى فِيهم بِالتّصالح و التّوافق و التّآلف و التّآزر و جمع الكلمة، و نقض الفُرقة، و نكث الاختلاف، و طرح الأنانيّة و النّعرة و العصبيّة و العُنْجُهِيَّة، و خُلِع عليه إسم بَشَاقَا (باش آغا)، على الإدريسيّة (زنينة) و الدويس و مَا يتبعهما وقتًا، إلى حُدود سنة 1939 م، ثمّ على الإدريسيّة و مَا إليها فقط، في سنوات حُكمه الأخيرة، إلى أن غادر هاته الدُّنيا.
و قد جرت بينه و بين الشّيخ عبد القادر بن إبراهيم، المعروف بِالمسعديّ المُتوفّى 1956 م عالم أولاد نايل في وقته و لا أُغالي مُراسلات[11].. أستحضر مِنها مَا كتبه ابن إبراهيم نظمًا :
وقفت على سفع الدِّيار الدّواثر :: بِنسج الشّمال و الدّبور الدّوائر
مرابع ليلى بِالرّبيع تحلها :: رُسوما لها أجرت ربيعا محادري
أنخت بِها و الرّكب يحدو حواملا :: أهبت بِه قف بُرهة ثمّ سافر
فعج أيّها الحادي المجد و زمزن :: بِذكر الّتي تفدي نُفوس العشائر
ألست الّذي إن قلت قولا أتمه :: و إن أدع لِلجلى أكن خير ناصر
و إن أحجم الحي الجميع عن القرى :: بسطت لهم كف بوكف المواطر
و أركب يوم يوم الرّوع إذ قال صاحبي :: فديتك قف فاليوم يوم البواتر
فبي يتّقون الموت لا أتّقي بِهم :: و بِي يرتقي الرّاقي سنام المنابر
تباكوا و قالوا ما تروم و ما ترى :: فقلت لهم جوب القفار العوافر
فإن نلت مطلوبا فإنّي أخو العُلا :: و إن متّ حلف العُلا و المفاخر[12]
أجوب متون البيد لِلبيد طاويا :: على هقلة كالفدن قوداء عافر
عجمجمة و جناء يعملة لها :: على الأين إرقال كمر الأعاصر
إذا ما شكت لي ما قلاقي مِن الوجى:: ذكرت الّذي ألقى الجوى في ضمائري
و قلت لها و الله لست مناخة :: إلى مطلع البدر المنير البوادر
همام له فضل على الشمس قد ربا :: و ما الفضل إلّا نجل يحيى لِباصر
أنجل سعيد، السّعد أصبح خادما :: لِسدتكم ترنو عيون الأكابر
و مَنْ رام عدّ المكرمات الّتي لكم :: فقد رام إحصاء النّجوم الزّواهر
يُسام بعيّ مثلما سيم باقل :: و شانئكم في النّاس يُدعى بمادر
ثناكم بِه الرّكبان في كُلّ بلدة :: تسير فيسري كالبُدور السّوافر
نصبتم بأعلى المكرمات بنودكم :: بطور القرى أو قدتم للمفاخر
و من جاء يحكيكم يقال له لقد :: ركبت و ما تدري لعشواء نافر[13]
داهمه الفوت ففاضت نفسه إلى بارئِها، في أثناء سنة 1953 م[14]، و عُمره أربع و سبعون (74) سنة نصرانيّة، و دُفن في جبّانة زنينة (الإدريسيّة حاليًا)، و أبقى وَراءَه سبعة (07) مِن الولد، مِنْ زوجتين، هُم الحفناويّ و مالكٌ و عبد القادر و زينب و مسعودة و فاطمة و مليكة[15].
لقد كان بشاقا يحيى بن السّعيد رجلاً بَاسِلاً ضَيْغَمًا صاحب علمٍ و حِكمة و أدبٍ و فضلٍ، حسن الكلام فصيح العِبارة، ذا دِراية و بصيرة بِسياسة النّاس و رِعاية مصالحهم، قاضيًّا لِلحُقوق[16]، و ذا قُدرة و سِعاية شديدة في قضاء حوائجهم و مُعالجة أُمورهم... و لَطالما دافع عنهم، و منع عنهم ظُلم السُّلطات الاستعماريّة الفِرنسيّة الغاشمة، و رفع عنهم الغُبن و الحُقرة و الظُّلم المُسلّطين عليهم، و قد أخرج كثيرًا مِن أهل المُنطقة مِن السِّجن، و حال دُون دُخول الكثيرين مِن أهلها إليه، كما أطعم جائعهم، و سَقَى ظمآنهم، و كَسا عريانهم، و آوى مُشرّدهم و ضالّهم، و أعطى معدومهم، و أَسْعَد مُستحقّهم، و رَدَأ مُحتاجهم، و نفّس مكروبهم، و أسعف مريضهم، و أنصف مظلومهم، و ضرب على يد ظالمهم، و سَاوى بينهم في العطيّة... لقد وصفه أحدهم بِقوله : كان حسن الوجه بهيّ المنظر، عليه سمتٌ و سكينة، و لديه فضلٌ كبيرٌ، و له قَبُولٌ مِن النّاس، و هُو كثير التّودّد و الإحسان إليهم. قال أبو الفتح البُسْتيّ :
أَحْسِنْ إِلَى النَّاسِ تَسْتَعْبِدْ قُلُوبَهُمُ :: فَطَالَمَا اسْتَعْبَدَ الإِنْسَانَ إِحْسَانُ
و هُو كثير الفائدة مِعْطَاءٌ لِمن عرفه و لَازمه، فمعرفته كُلّها نافعة. قال الشّيخ الحاجّ عبد القادر قبّاج المغربيّ[17]: (الرّجل الّذي لا يُفِيدك فائدة، و لا يُجلِسك على مائدة، و لا ينفعك في الشّدائد، فمعرفته زائدة) اه.
و كان يزدري الفِرنسيين (الفرنصيص) كثيرًا، و يُقلِّل مِن شأنهم و احترامهم رغم وظيفته عِندهم الّتي استعملها لِنفع النّاس و إصلاحهم[18] و لا يهتمّ لهم و لا يعبأ بِهم و لا يُبَالِهم و لا يبرّهم و لا يُقسط إليهم، بِاعتبارهم مُحاربين مُقاتلين مُستعمرين غُزاة[19]، و كان غير مَا مرّة يَصْرف عنهم النّظر و لا يَصْدُقهم و لا يُصرِّح إليهم و يُثْنِيهم عن عزمهم و قصدهم إن استطاع إلى ذلك سبيلاً.
و كانت له إقامة صيفيّة دائمة، بِجوار حمّام بن قويدر، بِشارع عُمران النّعّاس، بِوسط مدينة الجلفة، لاسِيما مَا بين سنة 1940 م، و قبل وفاته خِلال سنة 1953 م بِقليلٍ، و قد أقام فيها حِلقًا و مجالس مُنوّعات و مُختلفات، بثّ فيها إرشادًا عظيمًا و خيرًا كبيرًا، و لكنّها لم تُنسخ فذهبت مع غِيَرِ الزّمن و تقلّباته، و رُبّما ترك تقاييد و تعاليق و طُررًا مُنوّعة الفحوى و المنحى، مكتوبة على هوامش مَا كان عِنده مِن كُتب مخطوطة و منشورة، أُهملت و ضاعت و بَقَعَت. و لا حول و لا قّوّة إلّا بِالله العليّ العظيم.
قال الشّيخ الطّاهر العُبيديّ :
هكذا تُرفع العُلوم مِن الأر ض و تبقى لِلجاهلين السِّيادة
و قد حدّثني الشّيخ بلقاسم (حفظه الله)، نجل الشّيخ ابن عزّوز (بنعزّوز) القاسميّ المُتوفّى 1984 م، أنّه حضر بعضًا مِنها، رُفقة والده المذكور، الّذي كان يقضي بعض صائفته (صيفته)، بِمدينة البهجة ؛ لِاعتدال جوّها صيفًا، و ذكر أنّه كان يُجلّه و يُقدِّره و يهابه مهابة العُلماء، و قال و أنا أتصوّره كذلك[20].
هاته إتحافة خاطفة، مِن الزّمن الجميل الّذي عرفته مِنطقة الجلفة الكبيرة، الغير بعيدٍ عنّا كثيرًا، أتيت بِها تشويقًا و استطرابًا و جذلاً، و دعوة و استنهاضًا و مَثَلاً، عبر إنفو جلفتنا، علّها تُحدث في نُفوس أهلها و ساكنتها تأثّرًا و تغيّرًا حَسَنًا، و يُعِيدُوا سِيرتهم الأُولى، و إنّ كثيرًا مِنّا يعيب الزّمان، و هذا غير صحيحٍ البتّة. قال الإمام الشّافعيّ :
نَعيبُ زَمَانَنا و العيبُ فِينا :: و مَا لِزَمَانِنَا عَيْبٌ سِوَانَا
و إنّ هذه الإتحافة هي مِن جُملة أحاديث ذوات الشُّجُون، و الشّجا يغلب الشّجا، و قد غادرتها قادرًا على إعادتها بِالتّفسير و البيان، و على اللّه قصد السّبيل، و صلِّ اللّهم و سلِّم على سيِّدنا مُحمّدٍ و على آله و صحبه أجمع و زِد و بارك.
يحيى بن السّعيد بلحرش
يحيى بن السّعيد بلحرش رُفقة نجله الحفناويّ

نصّ رِسالة الشّيخ المسعديّ المكتوبة على طريقة النّظم إلى يحيى بن السّعيد بِخطّ البروفيسور مُحمّد خليفة
هوامش
[1] هذا لا يُنقص أبدًا مَا قدّمه المُحدِّثون و المُؤرِّخون و الكًتّاب، القُدامى مِنهم و المُحدثون، و قد شهدت مُصنّفاتهم بِذلك، الّتي أغلبها مِن نصيب السّلاسل و الأجزاء. و الله أعلى و أعلم.
[2] لقد ذكرت شيئًا مِنها، و بِخاصّة مَا يتعلّق مِنها في أثناء الثّورة التّحريريّة (1954 م 1962 م)، في مُؤلَّفي الحديث جدًّا،، " مِن حياة المُجاهِد المُكافِح أحمد عليّات المعروف بِأحمد الخالديّ (1930 م مَا زال حيًّا) "، الّذي أثنى عليه عاطرًا مُؤخّرًا بعد الاطّلاع عليه إلكترونيًّا شيخي و مُجيزي العلّامة أحد أساطين التّحقيق و التّخريج في هذا الزّمان أبو البُندار بشّار بن عوّاد بن معروف الأعظميّ البغداديّ، ثمّ العَمّانيّ الأُردنيّ (حفظه الله)، عن طريق مُهاتفته (مُكالمته) لِي عبر المحمول، صباح يوم الأربعاء 26 ذي القعدة 1439 ه، المُوافق 08 أُوت 2018 م. و الله أعلى و أعلم.
[3] أدعو الله لِي و لهم بِإصلاح الحال و المآل. آمين. (خُلق الإنسان مِن عجلٍ سَأُريكم آياتي فلا تستعجلون) الأنبياء / 37.
[4] لقد عرّف عُلماؤنا الحِكمة بِقولهم : هي فِعل مَا ينبغي على الوجه الّذي ينبغي في الوقت الّذي ينبغي. و الله أعلى و أعلم.
[5] إنّ لِلمال صولةً و جولةً كبيرتين و سُلطانًا و نُفوذًا واسعين،كما هُو معلومٌ، و بِه قِيام الدُّنيا. و الله أعلى و أعلم.
[6] مِنها تشييد الزّوايا و المحاضر و المقارِئ و الكتاتيب، و بِناء المساجد، و غيرها مِن وُجوه الخير و البرّ و الإحسان. و الله أعلى و أعلم.
[7] سأضمّن بِطاقته الفنّيّة في الطّبعة الخامسة إن شاء الله لِمُدوّنتي المشهورة " مِن فُضلاء مِنطقة الجلفة مِن 1861 م إلى مطلع القرن الحادي و العشرين "، بعد مَا توفّرت فيها شُروط التّرجمة، و توافرت عنها مَا يستحق أن يكتب. و الله أعلى و أعلم.
[8] نِسبة إلى الحُرش المُتألِّفين مِن عوائل (أُسر) ابن الأحرش (ابن لحرش، أو بلحرش)، و لحرش، و بن الشّريف (بن شريف). و هُم مِن العوائل النّائليّة المرموقة شأنًا و مكانةً و سُلطانًا و مالاً، مِن فرقة (رفقة) أولاد الغربيّ، مِن أولاد القوينيّ (الغوينيّ) المحمّديّ، و قد تناسل مِنهم مَنْ حظي بِالعلم و المعرفة و الفضل و الرِّئاسة (الرِّياسة) و المنصب العالي، على غِرار (ألفبائيًّا) : أحمد بن الشّريف الّذي كان آغا (أغا) أولاد سي محمّد (فتحًا) و السّحاريّ أجمع في وقته. و البشير بلحرش الشّخصيّة المعروفة ذات الأعمال و الأفضال. و بلقاسم (أبو القاسم) بلحرش مُشيِّد المسجد العتيق، سنة 1863 م، بحيّ البُرج، شماليّ مدينة الجلفة البهجة. و السّعيد بن عبد السّلام بلحرش صاحب العلم و الحُكم و القيادة. و السّعيد بن سعد بلحرش أحد رِجالات التّربيّة و التّعليم الكِبار، بِمنطقة الجلفة المُترامية البصر، في زمانه. و سلّام بلحرش القاضي المشهور. و الشّريف بلحرش الّذي قال فيه الشّيخ محمد بن عبد الرحمن الدِّيسيّ: (العارف الرّبّانيّ ذُو الفيض الإحسانيّ و المشرب العرفانيّ من جمع الله له بين رئاستي الدِّين و الدُّنيا و أعطاه في الدّارين المرتبة الفاخرة العُليا...) اه، و قد انتهت إليه رِئاسة أولاد سِيدي نايل سنة 1843م، فكان يتحدّث بِإسمهم. و الشّريف لحرش رأس جماعة التّبليغ السُّنّيّة و زعيمها بِالجلفة و أحوازها و أعتابها بِلا مُدافعة. و عبد السّلام بلحرش واضعُ شجرة سِيدي نايل الّتي مَازالت مخطوطة، نُسخة مِنها عِند الشّيخ عبد المجيد بن حبّة. و عليّ بن الشّريف، المعروف بِالقايد عليّ، الّذي كان مُؤرِّخًا نسّابة مُطّلعًا على فُنون الشّريعة. و المُختار (المُخطار) بن الشّريف الّذي تولّى خُطة القضاء، ثمّ استعفى عنها. و المدانيّ بلحرش صاحب الأدب و العلم و الفضل... و غيرهم قومٌ آخرون، مِن البشوات و الآغوات (الأغوات) و القِيّاد (القُوّاد، أو القادة)،، كبشاقا أحمد، و بشاقا سعد، و بشاقا الشّريف، و بشاقا عمر، و بشاقا يحيى المُنوّه بِه في هذا الحديث، و الشّيخ المبروك، و القايد طه، و القايد عبد المجيد... و كالعقيد أحمد بن الشّريف الغنيّ عن التّعريف، مُؤسِّس مُؤسّسة الدّرك الوطنيّ (الجَنْدَرْمَة)، بُعيد الاستقلال مُباشرة، بِالجزائر كُلِّها، و صاحب الحظوة و السّطوة و السُّلطان المُهاب، الّذي بقي في الدُّنيا إلى أن بلغ أربعًا و تسعين (94) سنة هجريّة. إحدًى و تسعين (91) سنة مِيلاديّة، و قد تأثّر النّاس لِموته كثيرًا، و انقسم الجلفاويون (الجْلَافة) في حاله بين مُوفٍ و باخسٍ، و إنّ أكثر النّاس لا يعدلون . و الله أعلى و أعلم.
[9] مِن العُلوم الّتي تلقّاها بِها.. النّحو و الصّرف و البلاغة و التّفسير و الحديث و الفقه و الأُصول و المواريث و السِّيرة، و غيرها، بِالإضافة إلى التّصوّف الرّحمانيّ. و مِن الكُتب و المُقرّرات الّتي درسها فِيها.. الآجرّوميّة و القطر و الألفيّة و المقامات و الجلالان و الصّاويّ و المُوطّأ و الصّحيحان و الشّمائل و المُرشِد المُعين و الرِّسالة و المُختصر و الورقات و التُّحفة و الرَّحَبيّة و الشِّفاء و الإِحياء و الحِكم، و غيرها. و قد تخرّج فِيها على علمٍ جمٍّ. و الله أعلى و أعلم.
[10] لقد أخبرني نجل الشّيخ ابن عزّوز (بنعزّوز) القاسميّ الشّيخ الفاضل بلقاسم (حفظه الله)، حِين لِقائي بِه يوم الأربعاء كاملاً، 18 رجب 1439 ه، المُوافق 04 أفريل 2018 م، بِبيته الكائن بِشارع طيّبيّ لخضر، غير بعيدٍ عن مسجد صلاح الدِّين الأيّوبيّ، بِحيّ لَاكادات (لَكدات)، بِمدينة بُوسعادة الجميلة، أنّ الشّيخ يحيى بن السّعيد بلحرش قد قرأ مُباشرة على الشّيخ المُؤسِّس مُحمّد بن أبي القاسم (محاد بلقاسم) الهامليّ المُتوفّى 1897 م، و أخذ عنه.
و قد أنبأني مرّة أُخرى عبر الهاتف المحمول، في صبيحة يوم السّبت 29 ذي القعدة 1439 ه، المُوافق 11 أوت 2018 م، أنّ هذا مَا أكّده له حسب قوله الشّيخ المأمون (المامون) القاسميّ (سلّمه الله)، القائم حاليًا على زاوية الهامل المشهورة، حِين مَا سأله توثيقًا لِذلك، و قد قال له أنّه كان مِن الّذين قرّبهم الشّيخ محاد بلقاسم عِنده و أحبّهم. أقول و ذلك رغم صِغر سِنّه ؛ فعندما تُوفّي محاد بلقاسم سنة 1897 م، كان عُمره ثمانية عشر (18) عامًا. و الله أعلى و أعلم.
و يُسعدني جِدًّا في هذا السِّياق أن أُعيد إحصاء أهل الفضل من جِهتنا، الّذين أدركوا الشّيخين المُختار الجلّالي (ت 1860 م، أو 1859 م)، و مُحمّد بن أبي القاسم (ت 1897 م) و تلقّوا منهما و أفادوا عنهما.
فالنّسبة لِلرّعيل الأوّل ؛ أعني بهم الّذين أخذوا عن الشّيخ المُختار البواشريّة، أُعدِّد منهم (حسب تاريخ الوفاة) : بن خليف عطيّة (ت قبل 1860 م). و بن لحرش الشّريف (ت 1864 م). و بن مُعطار أحمد (ت 1873 م). و بن مشيه بلقاسم (ت 1880 م). و محفوظي بُولرباح (ت 1885 م). و بلعدل مُصطفى (المصفى) (ت 1886 م). و بن لحرش بلقاسم (ت 1892 م). و قويدري بلقاسم (ت 1897 م). و الهاملي مُحمّد بن أبي القاسم (ت 1897 م). و النّعّاس عبد الرّحمان (ت 1907 م، أو 1909 م). و طالب مُحمّد (ت بعد 1907 م). و بن مرزوق مُحمّد (ت 1911 م). و قويدري مُصطفى، أو المصفى (ت 1914 م). و حمرورش أحمد (ت قبل 1916 م). و بُوعبدلي عبد القادر (ت 1916 م). و حميدي عامر (ت 1917 م). و طهيري يوسف (ت 1917 م). و بلعدل آدم (يادم) (ت 1922 م)، و بن الشّيخ الصّادق (ت 1926 م). و قد يكون غيرهم...
و بِالنّسبة لِلرّعيل الثّاني ؛ و هم الّذين أخذوا عن الشّيخ محاد بلقاسم، فأُحصي منهم (حسب تاريخ الوفاة) : رحماني مُحاد (ت 1904 م). و عمّاري عمّار (ت 1904 م)، له صُحبة معه، و يكونان قد أفادا عن بعضهما. و مُختاري مُحمّد الصّغير، أو محاد الصّغير (ت 1916 م، أو 1920 م). و بيض القول عطيّة (ت 1917 م). و شيهب عليّ (ت 1918 م). و بن دنيدينة عليّ (ت 1920 م، أو 1918 م). و الدِّيسي مُحمّد (ت 1921 م). و السّالمي السّلامي (ت 1927 م). و طهيري عبد الرّحمان (ت 1931 م)، رُبّما لقيه و سمع عليه. و طعيبة بلخير (ت 1935 م). و الخنقيّ عاشور (ت 1938 م)، بينهما صُحبة و إفادة. و الحفناويّ مُحمّد (ت 1941 م). و حسني المُختار (ت 1946 م)، لازمه مُدّة قصيرة في صغر سنِّه، عندما كان الشّيخ محاد بلقاسم قائمًا بشؤون الزّاوية المُختاريّة، بعد وفاة مُؤسِّسها سنة 1860 م. و عَلية عيسى (ت 1946 م)، حضر بعض مجالسه. و حرفوش بنحمزة (ت 1950 م). و بلحرش يحيى (ت 1953 م). و مبخوتة البداويّ (ت 1955 م)، التقاه صغير السِّنّ. و بُوزيدي عطاء الله (عطالله) (ت 1958 م). و بُوبكراوي مُوسى (ت 1962 م). و الرّفيس مُحمّد (ت 1965 م). و بن عطاء الله (عطالله) مُحاد (ت 1965 م). و خليفة بنعزّوز (ت ؟). و شتّوح عبد الهادي (ت ؟). و شرشاري مُحاد بن عبد الله (ت ؟). و قد يكون غيرهم أيضًا. و الله أعلى و أعلم.
[11] لقد أورد الشّيخ عامر محفوظي (ت 2009 م)، في كِتابه " تُحفة السّائل بِباقة مِن تاريخ سِيدي نايل "، ص (133 137)، طبعة 2006 م، عن دار أُسامة لِلطِّباعة و النّشر و التّوزيع، حاسي بحبح، الجلفة، رِسالتين مَنظومتين لِلشّيخ عبد القادر بن إبراهيم، أرسلهما إلى صديقه الشّيخ يحيى بن السّعيد بلحرش المُنوّه بِه في المتن، بَدَوَا على مُستوى عالٍ مِن الفصاحة و المتانة و الجزالة اللُّغويّة، و دَلَّتَا على مَا كان عليه ذلكم المسعديّ (رحمه الله). و الله أعلى و أعلم.
[12] و جاء أيضًا : و إلّا أمت حلف لِلعُلا و المفاخر. و الله أعلى و أعلم.
[13] لقد ضُبطت هاته القصيدة على لِسان شيخي إمام العروض في زمانِنا بِمنطقة الجلفة غير مُدافعٍ الأُستاذ الدُّكتور مُحمّد بن أحمد خليفة (سلّمه الله)، بعد صلاة عصر يوم الأربعاء 04 ذي الحجّة 1439 ه، المُوافق 15 أُوت 2018 م، بِبيته الواقع بِباب الشّارف، بِوسط مدينة الجلفة، و لم أعتمد على مَا أورده الشّيخ محفوظيّ عامر (ت 2009 م)، في كتابه تُحفة السّائل بِباقة مِن تاريخ سِيدي نايل "، أثناء ترجمته لِلشّيخ المسعديّ (ت 1956 م) ؛ لِعدم تخصّصه، و ستجد فرقًا بينهما. يُنظر ص (133 135). طبعة 2006 م. عن دار أُسامة لِلطِّباعة و النّشر و التّوزيع. حاسي بحبح. الجلفة. و الله أعلى و أعلم.
[14] بِالنّسبة لِتاريخ مِيلاده، و تاريخ وفاته، فقد ضبطّتهما مِن خِلال اتّصالي بِابن أخيه المدانيّ المُتوفّى عامّ 2000 م، الأُستاذ الكريم الطّيّب مُحمّدٍ (سلّمه الله)، بعد صلاة مغرب يوم الأحد غُرّة ذِي الحِجّة 1439 ه، المُوافق 12 أُوت 2018 م، عِند منزله الخاصّ بِجوار ثانوية نعيم النّعيميّ، بِمدينة الجلفة. و قد ذكرهما لِي عبر الهاتف المحمول، في أثناء صبيحة اليوم المُوالي، الاثنين 02 ذي الحجّة 1439 ه، المُوافق 13 أُوت 2018 م. و الله أعلى و أعلم.
[15] هذا مَا بلغني سماعًا. و الله أعلى و أعلم.
[16] قدر الاستطاعة. قال إمام العربيّة في وقته أبو مُحمّد عبد الله بن بَرِّي المصريّ المقدسيّ الأصل (ت 582 ه / 1187 م) : (الاستطاعة لِلإنسان خاصّة، و الإطاقة عامّة، تقول : الجمل مُطِيقٌ لِحمله، و لا تقل مُستطيعٌ.) اه. و الله أعلى و أعلم.
[17] و هُو رجلٌ صُوفيٌّ، مغربيّ الأصل و النّشأة و القرار، تُوفّي في نِهاية السّتِّينيات، أو بِداية السّبعينيات مِن القرن المُنصرم. و الله أعلى و أعلم.
[18] قد تُثار و حُقّ لِمن يُثيرها مسألة العمل تحت راية المُستعمر الفِرنسيّ، الّذي غزا بلاد الجزائر، و غيرها مِن البلاد العربيّة و الإفريقيّة، و أهلك فيها الحرث و النّسل، و استعبد أهلها، و بدّل لهم شريعتهم و هويتهم و لُغتهم، و أهانهم و احتقرهم و أذلّهم، ثمّ بطش بِهم و قتّلهم... و بِخاصّة مَا يتعلّق مِنها بِالحُكم و التّسيير و القِيادة، في ظلّ الكُفر و الطُّغيان. و هي مسألة عقديّة بِامتيازٍ، تتعلّق بِالولاء و البراء في الإسلام، و لكنّ المسألة تُحكم بِفقه المُوازنة، و تُرى بِمنظار تقدير المصالح و المفاسد، و لا أخال أبدًا أنّ الشّيخ يحيى بلحرش (رحمه الله) قد خفيت عليه هاته المسألة، فهو على علمٍ و اطّلاعٍ، و سيرته أبانت على أنّه كان مُتمسِّكًا بِدينه و بِهويته و بِأخلاقه و بِلُغته. (و الّذِين يُمَسِّكُون بِالكِتاب و أقاموا الصّلاة إِنّا لَا نُضيع أَجْرَ المُصلحِين) الأعراف / 170. و الله أعلى و أعلم.
[19] قال الله تعالى (لا ينهاكم الله عن الّذين لم يُقاتلوكم في الدِّين و لم يُخرجوكم مِنْ دِياركم أن تبرّوهم و تُقسطوا إليهم إنّ الله يُحبّ المُقسطين. إنّما ينهاكم الله عن الّذين قاتلوكم في الدِّين و أخرجوكم مِن دِياركم و ظاهروا على إخراجكم أن تولّوهم و مَنْ يتولّهم فأُولائِك هُم الظّالِمون) المُمْتَحَنَة / 08، و 09. و الله تعالى أعلى و أعلم.
[20] و هُو يعي و يُدرك ذلك جيّدا ؛ لِأنّه مِن مواليد 1931 م، أو رُبّما قبلها بِكسرٍ مِن السّنوات، و لك أن تعرف سِنَّه (عُمره)، في ذلك الحِين، بِطريقة حِسابيّة سهلة. و الله أعلى و أعلم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.