فرنسا: إدانة مارين لوبان وثمانية نواب في البرلمان الأوروبي من حزب التجمع الوطني باختلاس أموال عامة أوروبية    عيد الفطر: السيد حيداوي يشرف على احتفالية على شرف الطلبة الأفارقة الدارسين بالجزائر    الوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار: تسجيل قرابة 13 ألف مشروع استثماري إلى غاية مارس الجاري    برلمانات دول حوض المتوسط تعقد إجتماعا لمناقشة الأوضاع في فلسطين    العدوان الصهيوني على غزة : ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 50357 شهيدا و 114400 جريحا    رئيس الجمهورية يؤدي صلاة عيد الفطر المبارك بجامع الجزائر    رئيسة الهلال الأحمر الجزائري تتقاسم فرحة عيد الفطر مع أطفال مرضى السرطان بمستشفى "مصطفى باشا" بالعاصمة    الجزائريون يحتفلون بعيد الفطر المبارك في أجواء من التغافر والتراحم    "الكسكسي, جذور وألوان الجزائر", إصدار جديد لياسمينة سلام    مظاهر الفرحة و التآخي تميز أجواء الاحتفال بعيد الفطر بمدن ولايات شرق البلاد    عيد الفطر: رئيس الجمهورية ينهئ أفراد الجيش الوطني الشعبي والاسلاك النظامية وعمال الصحة    مسجد الأمير عبد القادر بقسنطينة .. منارة إيمانية و علمية تزداد إشعاعا في ليالي رمضان    رئيس الجمهورية يصل الى جامع الجزائر لأداء صلاة عيد الفطر المبارك    الشباب يتأهّل    الجزائر توقّع اتفاقيات بقيمة مليار دولار    الجزائر تتضامن مع ميانمار    الجزائر حريصة على إقامة علاقات متينة مع بلدان إفريقيا    الدرك يُسطّر مخططا أمنياً وقائياً    طوارئ بالموانئ لاستقبال مليون أضحية    الفلسطينيون يتشبّثون بأرضهم    فيغولي.. وداعاً    66 عاماً على استشهاد العقيدين    تجارة: تحديد شروط سير المداومات والعطل والتوقف التقني للصيانة واستئناف النشاط بعد الأعياد الرسمية    تندوف : إطلاق أشغال إنجاز أكبر محطة لإنتاج الكهرباء بالطاقة الشمسية بغارا جبيلات    موبيليس تتوج الفائزين في الطبعة ال 14 للمسابقة الوطنية الكبرى لحفظ القرآن    مؤسسة "نات كوم": تسخير 4200 عون و355 شاحنة    الجزائر تستحضر ذكرى العقيد عميروش قائد الولاية الثالثة التاريخية    القضاء على مجرمين اثنين حاولا تهريب بارون مخدرات بتلمسان    عروض مواقع التواصل بديل لاستحضار "بنّة" العيد    تطور كبير في العمل التضامني خلال رمضان    الأمن المائي.. الجزائر تربح المعركة    المخزن واليمين المتطرّف الفرنسي.. تحالف الشيطان    تحويل صندوق التعاون الفلاحي ل"شباك موحّد" هدفنا    ارتفاع قيمة عمورة بعد تألقه مع فولفسبورغ و"الخضر"    صايفي: كنت قريبا من الانتقال إلى نيوكاستل سنة 2004    مدرب هيرتا برلين ينفي معاناة مازة من الإرهاق    فنون وثقافة تطلق ماراتون التصوير الفوتوغرافي    أنشطة تنموية ودينية في ختام الشهر الفضيل    بين البحث عن المشاهدات وتهميش النقد الفني المتخصّص    بوغالي وقوجيل يعزّيان في وفاة الفنان حمزة فيغولي    تقييم مدى تجسيد برنامج قطاع الشباب    الجزائر- قطر: التوقيع على الاتفاقية النهائية للمشروع المتكامل لانتاج الحليب المجفف    غضب جماهيري في سطيف وشباب بلوزداد يكمل عقد المتأهلين..مفاجآت مدوية في كأس الجزائر    اجتماع تنسيقي حول بطولة المدارس الإفريقية لكرة القدم    مولودية الجزائر : بن يحيى يجهز خطة الإطاحة بأورلاندو بيراتس    اللهم نسألك الثبات بعد رمضان    فتاوى : الجمع بين نية القضاء وصيام ست من شوال    منظمات حقوقية: على فرنسا التوقف فورا عن ترحيل الجزائريين بطريقة غير قانونية    بمناسبة الذكرى المزدوجة ليوم الأرض واليوم العالمي للقدس..حركة البناء الوطني تنظم وقفة تضامنية مع الشعب الفلسطيني    توجيهات وزير الصحة لمدراء القطاع : ضمان الجاهزية القصوى للمرافق الصحية خلال أيام عيد الفطر    لقد كان وما زال لكل زمان عادُها..    عمورة ثاني أفضل هدّاف بعد صلاح    6288 سرير جديد تعزّز قطاع الصحة هذا العام    أعيادنا بين العادة والعبادة    عيد الفطر: ليلة ترقب هلال شهر شوال غدا السبت (وزارة)    صحة : السيد سايحي يترأس اجتماعا لضمان استمرارية الخدمات الصحية خلال أيام عيد الفطر    قطاع الصحة يتعزز بأزيد من 6000 سرير خلال السداسي الأول من السنة الجارية    رفع مستوى التنسيق لخدمة الحجّاج والمعتمرين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جلسة مع أحد القاسميين...بلقاسم بن محاد الصّغير القاسمي الحسني
الحلقة الثانية من مجالس الخير
نشر في الجلفة إنفو يوم 30 - 10 - 2017


القاسمي الحسني بلقاسم بن محمد الصّغير
الحمد لله الهادي المُبين، و الصّلاة و السّلام على خاتم النّبيئين و إمام المُرسلين، المبعوث رحمة مُهداة إلى العالمين، و الرِّضا و الرّضوان على آله و جميع أصحابه الغُرّ الميامين، و تابعيهم بخير و حُسنى إلى يوم الدِّين، حملة مشعل الهداية، الّذين أخذوا عن رسول الله (صلّى الله عليه و سلم) خُلقه، و فقهوا أدبه و عِلمه، و نقلوه بلفظه و رسمه، و جاء من بعدهم التّابعون الّذين تلقّوا منهم ذلك بالإسناد في الصُّدور و السُّطور، و أخذ عنهم الأئمّة و العُلماء و المُجتهدون، و تحمّلوا الأمانة و الأداء، و صانوا بذلك وحيي الإسلام[1]، و جدّدوا فهمهما، و قد أُنيط بهم وظيفة نفي انتحال المُبطلين و الغالّين، و سُوء تأويل الجاهلين، عن سُنّة و سِيرة سيّد الأوّلين و الآخرين. و بعد :
إنّها جَلسة من جَلسات الخير و البركة، مع أحد القاسميين، الّذين عايشوا فَترات زمنيّة من تاريخ الجزائر، مُنذ الأربعينيات من القرن الزّائل، و إلى يوم النّاس هذا، و ذلك بفضل ما منّه الله عليهم من نعمٍ ؛ منها المكانة الاجتماعيّة، و طُول المُجايلة و الإدراك، بالإضافة إلى الرّصيد المُحترم، من التّكوين و التّراكم المعرفي، الّذي يمتلكونه، و قد تعرّفوا إلى شُخوص علميّة و ثقافيّة و سياسيّة و ثوريّة، و شاركوا و ناضلوا و بذلوا و قدّموا الخير الكثير للأمّة الجزائريّة، في مُجابهة المُستدمر الفرنسي، و في تعليم النّاس و توجيههم، و في توطين مبادئ الدِّين الإسلامي الحنيف، و في تثبيت عُرى لُغة القرآن العربيّة، و رغم عُلو سنّهم، و إهمال البيئة لهم، ما زالت ذاكرتهم تُصارع الأيّام، و ما زالت ثقتهم بالله جلّ و علا متينة، و هُم فَرِحون بلقائه...
إنّه أبو الطّاهر[2] بلقاسم بن مُحمّد الصّغير (محاد الصّغير) بن سي إبراهيم القاسمي البُوزيدي، أو البَوازيدي[3] الحَسني الهاملي، من الأرومة القاسميّة الشّريفة، الّتي أقامت في وقت مضى صرح زاوية الهامل، ذات العِرف المُنتشر، و الاشتهار الواسع، و هي من صياصي التّعليم الأصيل (الأصليّ)، بالقطر الجزائر و لا أُغالي و لا يزال يقوم عليها القاسميون، إلى حدّ اليوم[4]. و من أبناء مدينة الهامل الأُصلاء.
ازداد (حفظه الله) بالمدينة المُومى إليها، يوم الأحد 07 جُماد أوّل 1352 ه، المُوافق 27 أوت 1933 م، من أُسرة ذات مجد و سُؤدد و مكانة[5]، و في سنّ الصِّبا من عُمره، التحق برعاية و إسعاف من قام على تربيته و تنشِئته، برباط زاوية أجداده الهامل، و بدأ حفظ القُرآن، برواية ورش عن نافع، على أحد مُقرئيها في ذلك الحين، و كان العمل جاريًا بعُموم الرّباطات و الزّوايا و المقارئ الجزائريّة وقتذاك على حفظ المُتون، بِمُوازاة حفظ القُرآن الكريم، فحفظ بعضًا منها، في العربيّة و الفقه، و في غيرهما، و لمّا شبّ و مرّ عليه حينٌ من الدّهر، بالزّاوية المذكورة، أتمّ حفظ القُرآن، و حصّل زادًا معرفيًّا غير مُهان، ذا بُعدين شرعيّ و لُغويّ.
و حين نُشوب حرب التّحرير (1954 م 1962 م)، و تحديدًا في نهاية سنة 1955 م، أقبل على تَعاطي النِّضالين السِّياسي و العسكري، و تعرّف إلى بعض رِجالات الثّورة بالولاية الأُولى، ثمّ بالولاية السّادسة، بعد انعقاد مُؤتمر الصُّومام التّاريخي، على غِرار بن بُو العيد و سي الحواس و عميروش و القايد زيّان[6] و فرحات الطّيّب، و غيرهم كثير، و امتلك من خلال مُخالطته و اجتماعه و جُلوسه إليهم، تكوينًا وطنيًّا و سِياسيًّا لا بأس به، دلّ عليه وهجات لِسانه الّتي تتدفّق وعيًا و حسًّا و غيرة و شُمُوخًا و أنفة و عزّة و صلابة في الموقف. و ما أدراك. و قد غشيت وجهه الوَضاءة الممزوجة بالصّراحة، و هُو إذ يُحدِّثك عن اختلاف أبناء الحركة الوطنيّة قُبيل و أثناء معركة التّحرير، فإنّه يُحدِّثك على علمٍ و فهمٍ و دراية عنده، و هُو مَوْتُورٌ لما حدث و وقع، و ذهنه مسجور بالمرويات و الحكايات، مُعظمها وقعت أثناء الحقبة الاستعماريّة، و إلى غاية الومضة الأُولى من فجر استقلالنا السِّياسيّ الرّاهن...
و في سنة 1960 م كُلِّف بالتّعليم الّذي واصله بعد الاستقلال (1962 م)، و قد اُختير سنة 1963 م مُمرِّنًا، ثمّ صار مُعلِّمًا، و ظلّ يُعافس هذه الوظيفة الشّريفة برباطة جأش، قُرابة ثلاثة عُقود من الزّمن، لِيُحال إلى المعاش (التّقاعد) طواعية منه سنة 1987 م.
و أثناء اجتماعي به بجانب مسكنه الخاصّ، بالدّريويشة[7]، و جُلوسي إليه مُستمعًا مُنصتًا، أطلعني على بِرْوَازين من وثائقه الخاصّة، أغلبها تخصّ الجانب الثّوري للولاية السّادسة، و عليها أختام أصليّة، بعضها مُمضاة (مُوقّعة) من طرف القائد سي الحوّاس (الإمضاء الشّخصي له في ما يبدو). و ضِمنها أيضًا رسائل و تقارير بين قِيادات الولاية السّادسة، و حتّى مع قِيادات الولاية الأُولى. و أخال جازمًا أنّها وثائق تُفيد كثيرًا البَحثة و الكَتبة و المُعتنين بِرِواق تأريخ الولاية السّادسة الثّوريّة، و ذلك لإجلاء الحقائق، و إِماطة اللِّبس عن كثير من مُختلفات الحوادث الّتي وقعت على بسيطة منطقتنا الشّاسعة، أثناء تلك الفترة العصيبة[8].....
و من لَطيف ما ألقيت عليه النّظر، في وسط كُومة الأوراق المُشار إليها آنفًا، رسالة قصيرة للعلّامة الفحل مُحمّد البشير الإبراهيمي المُتوفّى 1965 م، بخطّ يده، مُؤرّخة في ذي الحجّة 1362 ه، المُوافق ديسمبر 1943 م أي بعد خُروجه من منفاه بآفلو[9]، التّابعة إقلميّا آنذاك لمدينة تيارت، بالعمالة الوهرانيّة (حاليا مدينة الأغواط) إلى الشّيخ عبد القادر القاسمي (رحمه الله) من عُمومة صاحب المجلس المُتحدّث عنه و هُو أحد القاسميين الّذين هُم على خطّ جمعيّة العُلماء، قلبًا و قالبًا، في ذلك الوقت، تحمل تهنئة[10] و شُكرًا. و في خضم ما ذكرت تحادثنا شيئًا ما حول ما وقع بين الإصلاحيين و الطُّرقيين، و قُلت له إنّ الطُّرقيين قد أفسدوا، فالتفت إليّ بجميعه، و قد صَرْقَع أصابعه، و قال لي مُبتسمًا : و هل أصلح الآخرون؟ فقلت له رادًّا عليه : إنّ الله يتولّى الصّالحين.
و من دماثة خُلقه و إنصافه أنِّي عندما سألته تحديدًا عن الشّيخ الإبراهيمي، تكلّم عليه و هُو مُغرًى بأسلوبه و بلاغته و خِطابه. و كيف لا و الإبراهيمي هُو أحد أُمراء البيان في القرن العشرين، بالإضافة إلى مُصطفى صادق الرّافعي المُتوفّى 1937 م، و شكيب أرسلان المُتوفّى 1946 م، و هُو رجلٌ مثّل السّلفيّة الحقّة خير تمثيل. و قد أخبرني أنّه رآه مرّتين. أمّا عند تناوله للشّيخ الطّيّب العُقبي، فكان الأمر مُختلفًا بعض شيء، و قد ذكر أنّ هذا الأخير كان فيه شدّة و حدّة، و لكنّه على علمٍ و دراية كبيرين.
و في سياق آخر سألته عن طبيعة علاقته بسكّان منطقة الجلفة، فأنبأني أنّها علاقة العربي بأخيه العربي، و له بهم صِلة قرابة[11]، و هُو يُكنّ لهم الاحترام و التّقدير و الإجلال، و يتحدّث عنهم كما يتحدّث عنهم الفارس العربي إذا اجتمع بغيره من العجم. و قد وجدته على معرفة كبيرة بالعُروش النّائليّة و الغير النّائليّة القاطنة بالرّبع الجلفاوي (الجلفي)، و له إلمامٌ مُفيدٌ حول طبائعها و تقاليدها[12]. كما أنّ له علاقة مُميّزة بالحُرش (لحرش و بلحرش و بن الشّريف)، من أولاد الغربي، من أولاد القويني، و كذا بأولاد شيبوط، و كُلّهم من الأرومة النّائليّة الشّريفة.
و لا أنسى أن أقول أنّه عندما تحدّث عن مدينة حاسي بحبح (مدينة الأدب و الشّعر)، تذكّر من كان موجُودًا بها من القاسميين، في أواسط الخمسينيات[13]، و تألّم كثيرًا عندما لهج لسانه بإسم أحدهم، و هو المُجاهد الشّهيد بإذن الله تعالى القاسمي نُور الدِّين، أحد الأبناء البررة الأبطال للحركة الوطنيّة، و من الأوائل الّذين اعتنقوا النّضال السِّياسي و الثّوري ضدّ فرنسا، بالجهة السّهبيّة من أرض الوطن، و قد اُغتيل ظُلمًا رميًا بالرّصاص، صَوب رأسه، كما أفاد مُحدِّثنا.
و من مُهمّ ما سحّ على لسانه هو قوله أنّ منطقة الجلفة بدساكرها المشهورة، عرفت و شهدت جُلّ الأطياف السِّياسيّة، الّتي انبثقت عن الحركة الوطنيّة، و كذلك الدّعويّة الإصلاحيّة، المُمثّلة حصرًا في جمعيّة العُلماء المُسلمين، و مشت على أرضها مُعظم الحركات الثّوريّة، الّتي عُرفت أثناء انطلاقة الثّورة، و ذلك قبل و بعد توحّدها.
و في سياق مُغاير تكلّم على مدينة بُوسعادة العريقة الجميلة، و قال أنّها كانت في زمن مضى تروج بالعلم و الأدب و الشّعر و الثّقافة، و تخرّج بها أعلامٌ و فُضلاء، و أنّها شهدت تشييد كَرَفانات للتّعليم القُرآني، و ما يتبعه عادة من تعليمٍ عربيٍّ و شرعيٍّ، واسع النِّطاق. و لكنّ ذلك كُلّه اندثر و لا حول و لا قُوّة إلّا بالله العليّ العظيم، لأسباب ؛ منها شدّة وطأة انعدام الدّعم الماديّ و المعنويّ، لهذا المهيع الجليل العميم النّفع، بالإضافة إلى ما نتج عن تقاليد المدنيّة، و البُعد عن الأصالة.
و قد صبّرته و شَددت من أزره، بقول الشّاعر :
إذا لم تسطع شيئًا فدعه... و جاوزه إلى ما تستطيع
و في ختام حديثه معي أسرّ إليّ امتعاضه و أسفه على ما وقع لِلُغة الضّاد، و للتّعليم العربي عُمومًا، في هذا الزّمان، و قد أوصاني بهما خيرًا، و ذكر أنّه يعظ طُلّاب العربيّة و يُشدِّد عليهم، أن يعودوا إلى طريقة حفظ المُتون المُقرّرة، في فُنون اللِّسان العربي، من نحوٍ و صرفٍ و بلاغة...
و قد صحّ و ثبت ما جاء في هذا المجلس مُقتضبًا.
نسأل الله العون و الرّشاد و التّوفيق و السّداد، و صلّى الله و سلّم على سيّدنا مُحمّدٍ، و على آله و صحبه، و سلِّم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدِّين. و الحمد لله ربّ العالمين.
الباحث "سعيد هرماس" رفقة الشيخ "القاسمي الحسني بلقاسم بن محمد الصّغير"
هوامش
1 القُرآن الكريم، و السّنّة النّبويّة الشّريفة. و الله أعلى و أعلم.
2 نجله الطّاهر (1966 م 1994 م)، أُستاذٌ في التّعليم، و كان بِصدد نيل شهادة الماجستير في العُلوم الإسلاميّة، من معهد الخرّوبة آنذاك، بالجزائر العاصمة، بعد ما كان قد نال شهادة اللِّيسانس في نفس التّخصّص، من الجامعة الإسلاميّة بمدينة قسنطينة. مدينة العِلم و العُلماء. رحمه الله رحمة واسعة. و له نجلان آخران، أحدهما يُدعى نُور الدِّين. بالإضافة إلى بناته، منهنّ من يحمل شهادة الدّكتوراه. و الله أعلى و أعلم.
3 نسبة إلى بُوزيد بن عليّ الشّريف جدّ البَوازيد، و هُم من فُروع الأدارسة بالمغرب الأوسط (الجزائر) كما لا يخفى. و الله أعلى و أعلم.
4 راجع مقالنا بخصوص ذلك، المنشور في الجلفة إنفو (النّتّ)، بتاريخ 19 أوت 2016 م، و المُدبّج ب " زاوية الهامل... شُرفيّة التّأسيس و التّسيير... نائليّة التّمويل و التّعمير ".
5 والده مُحمّد الصّغير (محاد الصّغير) كان قائدًا (قايد) على مدينة مجدّل (امجدّل). و أمّه هي أُخت الشّيخ مُصطفى بن مُحمّد بن مُحمّد القاسمي مُؤسّس جامعة أولاد نايل المُتوفّى 1970 م، و شيخ زاوية الهامل من 1928 م، إلى أن قضى عليه المَنَى سنة 1970 م، ( و فترة تولِّيه هي أكبر فترة إلى حدّ السّاعة). و الله أعلى و أعلم.
6 أوّل لقاء له مع القايد زيّان كان خِلال سنة 1955 م، بمدينة بُوسعادة العريقة، و ثاني لقاء كان بمنطقة الصّفي قُرب القصعة (بئر الفَضّة)، عند أولاد عمارة (اعمارة) و من جاورهم من العُروش النّايليّة، و قد صار حينها تحت قِيادة زيّان قُرابة ألف (1000) من الجُنود، مُعظمهم من بُطون أولاد سيدي نايل، بمُختلف أسلحتهم اليسيرة، من رشّاشات و مُسدّسات و بنادق ذات منفذين و ذات منفذ واحد و خناجر و عِصيّ..... و الله أعلى و أعلم.
7 تقع قُرب مدينة الهامل، من الجِهة الشّماليّة لها. و الله أعلى و أعلم.
8 لقد طُلب إليَّ غير ما مرّة أن أكتب في هذا الرِّواق ؛ أعني تاريخ الولاية السّادسة التّاريخيّة، و تاريخ الثّورة التّحريريّة (1954 م 1962 م) عُمومًا، و في الرِّواق الّذي يُعنى بأنساب قاطني منطقة الجلفة الشّاسعة أيضًا، فأبيت ؛ لِأسباب يطول جلبها و الخوض فيها، أغلبها مُتعلِّقة بحال بيئتنا. و لكنِّي في المُقابل آليت على نفسي أن أُعنى بالموروث الحضاري و الثّقافي لِمنطقتنا، و هُو في نظري الجانب المُهمّ الّذي يجب ألّا يتخطّاه الّذين يشتغلون على تاريخ المنطقة المذكورة، و تاريخ الجزائر عامة. و ثقافة موطننا و هو جُزء لا يتجزّأ من موطن المغرب الأوسط (الجزائر) تتميّز بكونها تُوصف بأنّها ثقافة شفويّة، أو بِعبارة أُخرى ثقافة مرويّة، و هذا ما يجعل الحاجة إلى الكتابة مُلحّة، في مُختلف جوانبها، و بالأخصّ في جوانب عُلوم الشّريعة و اللّغة و الأدب. و سيجد الباحث أنّ هُناك وحدة تربط بين المغرب العربي الكبير و منه الجزائر و حَواضره و رَباطاته العلميّة العريقة، على غِرار القيروان و المهديّة و جربة و صفاقُس و قسنطينة و بسكرة و تلمسان و توات و فاس و طنجة و تطوان و مرّاكش … من جِهة، و بين بلاد شنقيط و تنمبكتو... من جِهة ثانية، و هي وحدة شاملة، لا يُمكن إنكارها و تجاوزها.. و هي تُبيّن بشكلٍ واضحٍ تاريخَ و كيفيّة انتقال العُلوم و الفُنون، من المشرق إلى المغرب، و تحديدًا بعد المئة الهجريّة الأُولى... و من جُملة هذه العُلوم و الفُنون.. القراءات، و الحديث النّبويّ، و النّحو، و الصّرف، و العَروض، و الأُصول، و الفقه، و غيرها. و يتجلّى ذلك أكثر في رحلات العُلماء، و إجازاتهم، و مُراسلاتهم، و قصائدهم، و أنظامهم، و وثائقهم المُختلفات. و الله أعلى و أعلم.
9 الرّسالة مُوقّعة بإسم رئيس جمعيّة العُلماء مُحمّد البشير الإبراهيمي. و الشّيخ الإبراهيمي اُختير رئيسًا للجمعيّة المذكورة بعد وفاة العلّامة المُجدِّد عبد الحميد بن باديس، في 16 أفريل 1940 م، بأيّام معدودة، و كان حينها موجودًا بمنفاه آفلو. و هذا يُثبت قطعًا أنّ الرّسالة قد كُتبت بعد هذا التّاريخ، و الرّاجح الغالب أنّها كُتبت بعد خُروجه من المنفى المُشار إليه سابقًا، و هذا ما أثبتناه. و الله أعلى و أعلم.
10 بالعيد الأضحى (الكبير).. يوم الثّلاثاء 10 ذي الحجّة 1362 ه، المُوافق 07 ديسمبر 1943 م. و الله أعلى و أعلم.
11 أخوال والده (مُحمّد الصّغير، أو مُحاد الصّغير) هُم من أولاد الرّقّاد، من عرش السّعدات (سعد بن سالم)، من أولاد سيدي نايل. كما أخبرني هو بذلك شخصيًّا، حين لقائي معه، بعد ظهيرة يوم الثّلاثاء 04 صفر الخير 1439 ه، المُوافق 24 أكتوبر 2017 م، بجانب مقرّ سُكناه، بالدّريويشة، شمالي مدينة الهامل. و الله اعلى و اعلم.
12 و قد تعرّف أيضًا إلى بعض عُلمائها و فُضلائها، على غِرار طاهري عبد القادر المُتوفّى 1967 م، و مسعودي عطيّة المُتوفّى 1989 م، و غيرهما. و الله أعلى و أعلم.
13 تَذكّر مثلاً لا حصرًا..المكِّي بن المُختار بن مُحمّد القاسمي (ت 1967 م)، و نجله مُحمّد لزهاري (ت 1997 م)، و أخاه بنعزّوز (ت 1984 م). هؤلاء النّفر الثّلاثة، عندما تبلبلت الظّروف و الأحوال، و ضجّت الأُمور، و أُخيفت السُّبل، في ذلك الوقت، أَووا إلى مدينة حاسي بحبح، ينتجعون أهلها أمنًا و أمانًا. و الله أعلى و أعلم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.