قامت "الجلفة إنفو" بزيارة إلى بيت المجاهد "طالب بن عزوز" بمدينة حاسي بحبح، المولود سنة 1927 بدار الشيوخ. المجاهد بن عزوز من عائلة اشتهرت بالعلم، فهو من سلالة سيدي محاد بن برابح الذي درس بجامعي الزيتونة و الأزهر، مؤسس زاوية محاد بن برابح، و الذي كان جهاده بين أحضان جبال القعدة والأحداب. ذكّرنا المجاهد بانتقال أسرته إلى منطقة "بيشية" ببويرة الأحداب مع إندلاع ثورة التحرير المجيدة، أين كان يقصد المنزل وقتها كل من المجاهدين "سي بركات" و"صيقع علي" و"شاوش خوان مسعود"، لتتوالى الزيارات الى أن تم إتخاذ المنزل نقطة دعم للمجاهدين نظرا للموقع الاستراتيجي المتواجد به إذ يتوسط مناطق جبال القعدة وجبل الأحداب ومنطقة عين بوسيف... تطرقنا في حوارنا القصير مع الشيخ بن عزوز نظرا لحالته الصحية الى بعض النقاط الهامة نوردها كما يلي: حدثتنا عن النقطة الرئيسة التي كانت بمنزلكم، فيما كان يتمثل دورها؟ المجاهد بن عزوز : منزلنا محطة تبقى في ذاكرتي ولن أنساها ما حييت، كنا نقدم لهم الطعام وماينقصهم من مؤونة في كل زيارة والعديد من الخدمات، والتي أحمد الله أني وفقت أن أكون من بين الحاضرين. ما المهمة التي كلفت بها وقتها؟ المجاهد بن عزوز : كنا نقوم بجمع التبرعات للمجاهدين من المناطق المجاورة المعروفة ب"الإشتراكات"، إضافة إلى تبادل و جمع قطع السلاح والذخيرة حيث في سنة 1958 كُلفت بمهمة ثانية أيضا وهي الإتصال، بنقل الرسائل والأخبار للمجاهدين على خط دار الشيوخ و حد الصحاري وعين بوسيف وغيرها من المناطق كسرقين والزاوية. أتذكر وقتها أنه تم إطلاق تسمية "مركز إتصال المجاهدين" على منزلنا. لماذا تم تكليفك أنت واختيارك لهذه المهام؟ المجاهد بن عزوز : عامل الثقة والشجاعة كان له دور عند المجاهدين، ومعرفتي الجيدة لهذه المناطق وتنقلي فيها بإستمرار مما يسهل عليّ التعامل مع تضاريسها ومواجهة صعوبات التنقل، ضف إلى ذلك العلاقات الطيبة مع سكانها والوجه المألوف لديهم. كيف تحملت هاته الامانة أو المهمة الصعبة ؟ المجاهد بن عزوز: يابني، حب الوطن غرس فينا شجاعة لا يمكن وصفها، كنا نشعر أنه ينادينا "أنقذوني"، هاته المهمة قبلتها وأنا على علم بمدى صعوبتها وخطورتها لرغبتي في خدمة الوطن والجهاد في سبيل الله فمن أجل ذلك يهون كل شيء. هل تتذكر عملية من العمليات شاركت فيها ؟ المجاهد بن عزوز : نعم، العمليات التي أذكرها قيامي مع بعض الفدائيين بحرق مايسمى "شنطي الحلفاء" في عدة مناطق، وهو ماكبد الفرنسيين خسائر كبيرة وأدى إلى إغلاق الأشغال في هاته المناطق نهائيا وقد تم على إثرها توقيفي مع أحد إخوتي وخضعنا للتحقيق لمدة يومين ثم أخلوا سبيلنا لعدم إثبات التهم. إن أمكن كيف كانت حياتك بعد الاستقلال ؟ المجاهد بن عزوز: بعد الاستقلال فرحنا كباقي الجزائريين المخلصين، بقيت مناضلا في حزب جبهة التحرير الوطني، شاركت في العمل السياسي حيث كنت نائبا في المجلس البلدي لبلدية حد الصحاري سنوات السبعينات ثم عضوا بالقسمة كما كنت عضوا في الاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين. لا شكّ أنّ في مشوار عمي بن عزوز الثوري العديد من المواقف المؤثرة، وكذا شهادة الرفاق بعد الاستقلال الى يومنا هذا في حل المشاكل والنزاعات وشخصيته القوية بارك الله فيه، وقد ودّعناه مع تمنياتنا له بالشفاء العاجل.