اليوم ستكون الوجهة جنوب شرقية في رحاب ولاية الجلفة الفسيحة ولكننا سنخرج منها وسنتجاوز حدودها بمسافة ثلاثين كيلومترا لندخل ولاية المسيلة ... وبالضبط في الجزء الشرقي لجبال بوكحيل ... إنه الفرار من الحر ... من السخانة ... من الصهد ... من اللظى ... من جهنم الدنيا ... من الصمايم التي تبدأ باكرا هنا ... يبدو أن كل الأوصاف لا تكفي لتصف شدة القائضة التي تشقى فيها ولاية الجلفة ولم ينجُ منها حتى الأموات ... فمنذ بضع أيام في عاصمة الولاية احترق جزء من "الجبّانة الخضرة" التي تعاني الاهمال في ذكرى مئويتها المصادفة للتيفوئيد الذي فتك آنذاك بالآلاف من أهل المدينة ... ويومها كانت العائلات الجلفاوية تتجرع مرارة التجنيد الاجباري لأبنائها في الحرب العالمية الأولى بالتزامن مع ذلك الوباء الذي تسبب في الدفن ب "الخضرة" خارج أسوار المدينة ... والحقيقة أن هذا السرد التاريخي لمعاناة آبائنا يجعل الواحد يخجل من التذمر من "السخَانة" ويحيلنا موسم الحر الشديد الذي نعيشه بمدينة الجلفة على التساؤل حول ما يعيشه ويعايشه أهل صحراء ولاية الجلفة في بلديتي ڨطارة وأم العظام اللتين تجاهلهما أو جهل بهما الوزير الأول في تصنيف هذه الولاية ضمن الجنوب ... فتستفيد من تخفيضات الكهرباء ويتمتع موظفوها بالتوقيت الصيفي!! نعود الى رحلة فرارنا نحو قمرة ... فالطريق من مدينة الجلفة نحو قمرة يمر عبر نقاط شهيرة بمنطقة بوكحيل على مسافة حوالي 120 كم ... وكالعادة فإن التوبونيميا هنا كلها عربية من أسماء المدن والقرى والجبال والمقابر والبوادي والعيون وغيرها. وأول مدينة عبر هذا المسار هي فيض البطمة التي تستمد اسمها من شجر "البطم" الذي كانت تفيض به بواديها ... وسنلاحظ أن حضور كلمة "البطم" في أسماء الأماكن يتكرر مثلما هو الأمر مع مناطق "البطّام" و"فيض البطمة" في عين وسارة و"البطمة" في بلدية القديد ... تبعد الفيض عن الجلفة بمسافة 50 كم ثم تقطع مسافة 22 كم لتصل الى مدينة عمورة وهي أحد أعرق قصور بلاد أولاد نايل ... وأخيرا تصل الى عبد المجيد التي تعتبر آخر قرية جلفاوية نحو الحدود الجنوبية الشرقية لولاية الجلفة ... وعبر هذا الطريق لا يبرح ناظريك منظر جبل بوكحيل الشامخ والذي يشق ولايتي الجلفةوالمسيلة ...إنه الجبل الذي يحكي قصص المقاومة الشعبية وحرب التحرير وبطولات مجاهدينا وشهدائنا. ورغم أنه يوم جمعة الا أن الطريق الولائي رقم 108، الرابط بين مدينتي الجلفة وفيض البطمة، يشهد دوما حركة مرورية معتبرة. فهو قد صار وجهة مفضلة نحو ولايات الأوراس بسبب الموقع الاستراتيجي الذي صارت تستحوذ عليه مدينة فيض البطمة ... وقد خبر مسؤولو هذه المدينة أهمية هذا الموقع فوضعوا عند مدخلها لافتة تشير الى اتجاهات مدن باتنةوبسكرة وبوسعادة وعين الريش. نحن الآن عند النقطة المعروفة ب "ڨديد الأزيار" على مسافة حوالي ثلاثين كيلومتر من نقطة انطلاقنا ... يتراءى لنا هنا منظر جميل جدا قلما يُشاهَد في هذا العصر: مجموعة من الفلاحين يذرون محصولهم لفصل التبن عن الحَب ... وهذا المنظر بقدر ما يسرّ الواحد منا بقدر ما يثير الأحزان لأنه يحيلنا على واقع الفلاحة بهذه المساحات الشاسعة من أراضي السهوب ... فلا هي حقول قد ربت فيها المحاصيل ولا هي مساحات لأشجار مثمرة كالزيتون وغيره ولا هي مراعي نجت من الرعي الجائر والحرث العشوائي ... إنها المدنية التي حولت الناس الى مجرد كتلة بشرية مكدسة في المدينة تتعاطى أجورا شهرية تقتني بها غذاء معلبا ومستوردا من الخارج ... ها قد وصلنا الى مدينة فيض البطمة ... عاصمة قبيلة أولاد أم الإخوة ترحب بنا ... وقبل ذلك كانت قد رحبت بالأمير عبد القادر في بوكحيل وانخرط أبناؤها في مقاومة أولاد جلال سنة1847 ثم صنعت انتفاضتها المجيدة سنة 1854 التي سبق أن فصلنا حول ذلك في موضوع رحلتنا العلمية الأولى للبحث عن قبر الضابط الفرنسي "دوبوا غيلبير". الداخل الى فيض البطمة سيرى على يساره متوسطة تحمل اسم الشهيد زيان البوهالي ... الضابط الذي قاد 09 معارك واستشهد يوم 02 جويلية 1957 ضد جحافل قوات الاحتلال الفرنسي في معركة الدلاج الشهيرة أين أبيدت كتيبة بأكملها ... وقصة إبادة هذه الكتيبة تفتح جرحا غائرا وربما طابوهات في تاريخ الولاية السادسة الذي ظلمت فيه منطقة الجلفة!! والحديث عن بلدية فيض البطمة لا يمر دون أن يأتي على ذكر عميد الصحفيين الجلفاويين الذين عملوا بوكالة الأنباء الجزائرية وهُم الأساتذة ابراهيمي المختار وڨاسمي أحمد واسماعيل يبرير وبن سالم المسعود ... وعميد هؤلاء هو الصحفي الشهير المجاهد "جمال الدين بن سعد" رحمه الله، مراسل وكالة الأنباء الجزائرية من مقر الأممالمتحدة بنيويورك وفي الثمانينات كان مؤسس قسم التحرير بالانكليزية بوكالة الأنباء. الراحل جمال الدين بن سعد، حسبما رُوي لنا، تقاعد في نهاية الثمانينات وعمل فترة وجيزة مراسلا لإحدى الصحف. وأثناء ذلك كان يضع حيز التفكير مشروعا لبناء فندق سياحي في عمورة الخلابة ببساتينها وآثارها وجيولوجيا أرضها ... ولكن للأسف كانت البلاد قد دخلت دوامة أزمة أمنية عطلت أمنية الراحل جمال الدين بن سعد في تجسيد مشروعه السياحي وليتوفى سنة 2003 ويُدفن في مسقط رأس أبيه الحاج بولنوار قيّم مسجد كتشاوة بالجزائر العاصمة ... في مقبرة ريف العرسان بفيض البطمة. المسافر الى منطقة بوكحيل سيلاحظ أنها ما تزال تعرف حضورا للحواجز العسكرية عكس جل المناطق بولاية الجلفة ... فعند الخروج من مدينة الفيض عبر جسر الوادي الذي يحدها جنوبا نجد حاجز عسكريا وبجانبه طريقان أحدهما يؤدي الى واد الشعير ومنها الى عين الملح وبوسعادة وبن سرور وأمدوكال وباتنة وغيرها. أما الطريق الآخر، وهو طريقنا، فهو عنوان الولوج الى بوكحيل أين تشير اللافتة المنصوبة الى أن المسافة نحو عمورة هي 22 كم ونحو عبد المجيد 38 كم. وعند بداية طريق عمورة تظهر على اليمين مقبرة المدينة وبها قُبتان بهما ضريحان لوليّين صالحين يقال أنهما من عرشي "الخلالطية" و"أولاد سيدي سعد"، كما كانت توجد قبة ثالثة تعرضت للتفجير وقت الارهاب وهي ل "المقدم الزبدة" ... ويبقى القول أن هناك حاجة بارزة لتوثيق أسماء أصحاب الأضرحة وسيرتهم لأن ذلك جزء من التاريخ المحلي. المسير الى قصر عمورة يجعلك تصعد طريقا جبليا بعد قطع مسافة عشرين كيلومترا وعندما تلتفت خلفك وتُطل على بادية الفيض ستظهر لك مدينة فيض البطمة وكأنها مغروسة في هذا الفضاء الفسيح ... وما إن تتوغل في الجبل حتى تختفي وراءك تلك السهول وتجد نفسك وجها لوجه مع مدخل مدينة عمورة المشابه لمدخل مدينة تنس الساحلية. على جانبي مدخل عمورة تتراءى لك أزهار الدفلة بمنظرها الرائع وبألوان البديعة. مما جعل الصديقين عزيز والمسعود يتناقشان حول المثل الشعبي الجزائري القائل "لا يعجبك نُوار الدفلة في الواد داير الظلايل ... ولا يعجبك زين الطفلة حتى تشوف الخصايل" ... فماهو مكمن النقص الذي تخفيه شجيرات الدفلة الجميلة؟ وقد أجاب الحاج عمر عروي بأنه رغم الأزهار الكثيرة والجميلة للدفلة وكونها توفر الظلّ الا أن هذه الأزهار بلا رائحة ... أما المسعود فقد انتصر لشجرة الدفلة وقال بأنه في الصناعة التقليدية للبارود كان يُعتمد على حطب الدفلة لإنتاج أجود الفحم. فأردف عزيز بالقول "إذا ربما صاحب المثل لم يكن حربيا ولا علاقة له بالبارود" ... عمورة قصر عريق يعود تعميره الى القرن السادس عشر للميلاد على الأقل أي أن عمره الآن يفوق أربع قرون. وقد ورد ذكر هذا القصر في رحلات الحجاج المغاربة مع "عبد المجيد" كما هو الشأن مع كتاب رحلة الدرعي سنة 1710 كتاب الوزير الاسحاقي سنة 1739. كما ذكر الحاج المغربي الناصري سنة 1782 في كتاب رحلته مثلا عن "عبد المجيد" لدى الحجاج المغاربة وهو "عبد المجيد يقطع البالي والجديد" كناية عن بعد الطريق ومشقته ... والحمد لله أن رحلتنا بالسيارة وليست قافلة إبل وأحصنة كما هو الشأن في الماضي والا ينطبق علينا حال الحجاج المغاربة. نحن الآن على خطى ركب الحجاج المغاربة في القرون الماضية والتي فصّل فيها الدكتور بشير عمارة في ملتقى تاريخ وآثار الجلفة عبر العصور في ربيع 2017 ... ولو كانت البلاد العربية تعيش أيامها السعيدة والآمنة لكانت سياراتنا قد أغرتنا بخوض الطريق التي خاضها العياشي والحضيكي والدرعي والناصري واليوسي. في الحقيقة لم يخطئ الصحفي الراحل جمال الدين بن سعد في اختياره لقصر عمورة لتجسيد مشروعه السياحي ... فهي تنتصب فوق الجبل ولها طابع معماري مميز وبساتين خلابة للفواكه. وقد تم تصنيف هذا القصر سنة 2011 من طرف مديرية الثقافة ولكن للأسف لا البلدية ولا هذه المديرية تقومان بدورهما في حماية التراث المادي المعماري لعمورة ... فالاسمنت المسلح قد بدأ يغزو المدينة بل إن الأعجب هو أن البلدية قد خرقت التصنيف حيث أنها قامت ببناء فرع بلدي وقاعة علاج ومركز محو للأمية لا توجد فيهم أية رائحة للتراث المعماري ... والحل لذلك هو أن تعتمد البلدية مداولة للطابع المعماري للمدينة عن طريق عمل يقوم به مهندس معماري مختص لتكون مرجعا لأي أشغال بناء أو تعديل أو أي رخصة بناء. وقد أضاعت البلدية الفرصة في مشروع بناء عمورة الجديدة فعوض أن تكون الأحواش ومؤسسات الدولة مبنية بطريقة معمارية أصيلة فإنه تتراءى لنا مؤسسة تربوية بلا أي روح ثم لماذا لا تكون عمورة الجديدة (عمورة التحتانية) هي النسخة الجميلة عن القصر العتيق (عمورة الفوقانية؟. غادرنا عمورة وفي أذهاننا صورة عالقة عن حال يبكي ... فعمورة قصر عتيق ومقصد للسباحة بفضل عيونها وشلالاتها ووديانها ذات المياه العذبة ... ويمكنها أن تشكل فضاء للسياحة العلمية والترفيهية كونها مقصد لعلماء الآثار والجيولوجيا لدراسة آثار أقدام الديناصورات والنقوش الحجرية. وصلنا الآن قرية عبد المجيد العريقة ... ونتأسف مرة أخرى لأن هذه القرية العتيقة ما تزال فرعا بلديا يتبع بلدية عمورة ولو أن الأمور كانت تسري بمنطق العراقة وتثمين الحضور التاريخي لكانت عبد المجيد مقر بلدية مستقلة بميزانيتها ... ولكن واأسفاه!! عبد المجيد هي بمثابة مفترق طرق فمنها يمكنك الذهاب الى عمورة ومنها الى الجلفة أو مسعد والأغواط، ويمكن الذهاب منها الى راس الميعاد بولاية بسكرة أو الى عين الريش بولاية المسيلة ... وهذه الربوع هي موطن عرش أولاد امحمد المبارك وهُم فرع من أولاد عيسى النوايل ويشكلون رفقة أولاد عمارة وأولاد يحيى بن المبارك وأولاد ڨرونة وأولاد ساسي عرش "أولاد عيسى الشراڨة" تمييزا لهم عن أولاد عيسى الغرابة المقيمين بولاية الجلفة والذين يشكلون عروش أولاد أم الاخوة وأولاد عيفة وأولاد الأعور. ومفترق طرق عبد المجيد يقع بالقرب من واحة صغيرة تجاورها ديار عتيقة مبنية بالحجارة ومسقفة بجريد النخل وجذوع الأشجار وهو نمط البناء في القصور. وقد مرت علينا سيارة يحمل صاحبها كميات من الجريد مما يحيل على أن سكان المنطقة مازالوا على عهد آبائهم وأجدادهم في استعمال الجريد لمآربهم اليومية ولعلّها للتسقيف ... وعلى طريق راس الميعاد يتواجد حوش القايد لعبيدي على مسافة حوالي 03 كيلومترات من قرية عبد المجيد وهو مستقره في فصل الشتاء لأن المنطقة دافئة أما حوشه الصيفي فهو بمحاذاة مدينة فيض البطمة وهو تحفة معمارية تستحق التصنيف والاهتمام. وحوش القايد العبيدي عبارة عن واحة صغيرة بها عين ماء طبيعية ومجموعة من النخيل. ومن خلال زياراتنا السابقة لهذا الحوش يتبين لنا أنه قد كان مستراحا بكل ما تحمل الكلمة من معنى بالنظر الى أطلال الديار وفساحة المكان وأسواره والواحة الصغيرة به. وغير بعيد عن قصر العبيدي توجد مقبرة سيدي الشارف المجيد وهو الشخصية التي تحدث عنها الحاج المغربي الناصري في كتاب رحلته عام 1782. ها نحن الآن نصل مقصدنا وهي قرية قمرة التي تستقبلك ببساتين الفواكه. وقد ازدهرت هذه القرية بفضل العيون المتفجرة من جبال بوكحيل منشئة بركات صارت ملاذا للسباحة لشباب المناطق المجاورة. وما يسرّك عند الوصول الى قمرة هو أن الشباب قد أسّسوا جمعية لحماية مواردها السياحية وأسموها "جمعية الآفاق للتبادل السياحي والمحافظة على البيئة". وتجربتهم رائدة ونتمنى أن يقتدي بها شباب مدينة عمورة. حيث أنهم قاموا بوضع لافتات تدعو الى حماية البيئة كما وضعوا حاويات لجمع القمامة وأنشؤوا موقفين لحراسة سيارات السياح الوافدين. ولم يكتف الشباب بذلك بل وفدوا علينا في موقع السباحة البعيد عن القرية بمسافة ثلاث كيلومترات حيث لاحظناهم ينظفون محيط بركة السباحة. لم يمرّ على وجودنا بموقع السباحة ساعة من الزمن حتى وفد علينا "فريق التحدي" وهو مبادرة رياضية جوارية بمدينة الجلفة يؤطرها ويقودها الرباعي خذير السعدي، المحضر البدني الفدرالي، والدكتور علي قريش والسباح صدارة أنور، بطل الجزائر في سباحة الإنقاذ، والرياضي بايزيد بن جدو. وقد مثّلت مبادرتهم في الرياضة الجوارية دولة الجزائر في الكويت اثر تأهلها الى نهائي جائزة مبادرات الشباب التطوعية والإنسانية. كنا نعتقد أننا أول من وفد على البحيرة ولكن يبدو أن هناك من سبقنا إليها وغطس في أعماقها وعندما خرج ليلتقط أنفاسه رصدته عدسة كاميراتنا .. إنه ثعبان لا يتعدى طوله مترا فصار يغطس بين الفينة والأخرى ثم يخرج الى أحد جوانب البحيرة للتنفس واسترداد طاقته ... وعبثا حاول عبد القادر اخراجه ليجد سبيله بين الأشجار ولكنه عاد الى الماء فنسينا أمره واستمرينا في السباحة الى أن حانت ساعة المغادرة ... في المساء وعند رجوعنا الى موقف السيارات وجدنا "عيسى" وهو أحد شباب الجمعية القائمين بالمكان وقد وضع في مُستظلّه مجموعة قوارير تقليدية ومحلية الصناعة من الحلفاء ومُدبّغة بالقطران ومنها "الڨنونة" التي تُستعمل للماء فقط و"الڨروز" الذي يستعمل إما للماء أو اللبن. ولمن يعرف قيمة الصناعة التقليدية الآيلة الى الاندثار فإنه لا يهمه السعر وهو بالمناسبة سعر معقول. الآن سياراتنا تنادي وسنفعل مثلما فعل الحجاج المغاربة ... العودة الى الديار ... هُم ناداهم الواجب الديني ونحن طردتنا قائضة الجلفة ... الحاج عمر وعيسى صديقي والأخوان بوزكري والمسعود في سيارة ... وحمزة وعبد القادر وزكريا ومصطفى في سيارة وقد فضّلوا العودة عن طريق مسعد ... وبن شريط وعصام ومناد ومبروك زناتي بسيارتهم ... هؤلاء الشباب وكعادتهم تركوا مكانهم نظيفا لمن سيأتي بعدهم وهو دأبُهم في كل خرجاتهم ... ويجب أن يكون دأب كل سائح في هذه الربوع ... أطلال دار قديمة في عبد المجيد