جامعة الجلفة صبيحة اليوم تتواصل للأسبوع الثاني على التوالي احتجاجات الطلبة ضد ما سمي بالإجحاف في حقهم، والتقليل من قيمة النظام الكلاسيكي، حيث أغلق اليوم الطلبة المضربون باب جامعة الجلفة، وجعل الإضراب مفتوحا حتى يتم تحقيق مطالبهم والمتمثلة أساسا في إعادة الاعتبار للنظام الكلاسيكي وخصوصا المهندس، بعد أن تم اعتبار أن الثلاث سنوات من ال"ل م د" تعادل الخمس سنوات من النظام الكلاسيكي بالنسبة للمهندس. وأكد الطلبة أن ما صدر أخيرا ليس في صالح الطلبة وطالبوا بتحقيق هذه المطالب وكتابتها في الجريدة الرسمية من غير وعود أخرى تبقى حبرا على ورق، مرجعين ذلك إلى النظام الذي اعتمدته الوزارة مؤخرا في تعميم النظام الجديد على مستوى الجامعة الجزائرية، والذي يسجل فيه عدة نقائص وثغرات في تركيبته، ورفع الطلبة عدة شعارات أمام جامعة الجلفة، وتم غلقها وعدم السماح لاي شخص بالدخول. ويأتي هذا الإضراب امتدادا للأسبوع الماضي، والذي تشهده كل الجامعات الجزائرية لتحقيق الهدف في إعادة الاعتبار للمستويات والشهادات الجامعية، وإعادة تصنيف مهندس دولة في الوظيف العمومي طلبة ال LMD يعلنون رفضهم لطريقة إضراب طلبة الهندسة الجلفة إنفو / م . إدريس بعد أن قطع طلبة الهندسة بجامعات الشمال أشواطا في إضراباتهم و احتجاجاتهم و غلق مدارسهم العليا تنديدا بالمرسومين الرئاسيين رقم 07-304 المؤرخ في 29 سبتمبر 2010 و رقم 10-315 المؤرخ في 13 ديسمبر 2010 ، التحق طلبة معاهد الهندسة في عدة تخصصات بجامعة زيان عاشور بحركة الاحتجاج متأخرين كالعادة، و إن كانت المطالب مشروعة و معقولة فإن الإشكال الكبير الذي وقع فيه هؤلاء الطلبة المضربين هو مساسهم بحريات الآخرين الذين هم الأغلبية و هذا ما يتناقض مع الممارسات القانونية و الديمقراطية لحق الإضراب ، حيث أنهم قاموا بغلق البوابة الرئيسية للجامعة و منعوا جميع الطلبة و الأساتذة و الإداريين و بعض العمال من الدخول لمزاولة واجباتهم و أعمالهم ، و هم بهذا يجبرون الجميع على التضامن معهم دون إرادة و دون اقتناع بمطالبهم الخاصة بفئتهم القليلة لغرض تضخيم أعداد الطلبة المتجمعين أمام بوابة الجامعة ، حيث يظهرون بالمئات غير أن عدد طلبة الهندسة المضربين لا يتجاوز عددهم العشرات ، و الملاحظ أيضا هو غياب عمادة الجامعة و لامبالاتها بمصلحة الطلبة المتضررين من تضييع الوقت بما ان ما يبقى من مدة الدراسة لا يتجاوز خمس 05 أسابيع ثم يدخلون في الامتحانات ، و كان على عمادة الجامعة التدخل لا لمنع المضربين من ممارسة حقهم في المطالبة ، و لكن للحفاظ على مصالح أغلبية طلبة الجامعة و ذلك بفتح مداخل أخرى يمكن من خلالها للطلبة غير المعنيين بالإضراب الالتحاق بمعاهدهم ، أما ترك الوضع الحالي على ما هو عليه و مع استمرار الإضراب فهو دفع للأغلبية المتضررة بالاحتجاج ضد طلبة الهندسة و سحب تضامنهم مع المضربين ، و هذا ما بدأ يحدث بالفعل و ربما يتطور إلى مشادات بين الفئتين من الطلبة قد لا يمكن التنبؤ بعواقبها. و للإشارة فإن الساحة التي تحتضن إضراب طلبة الهندسة تقع خارج نطاق الحرم الجامعي و هذا ما يتناقض مع مطالب المضربين ، لأن التظاهر في الساحات العمومية يخضع لقوانين و إجراءات لها علاقة بالهيئات الأمنية الولائية و السلطات المحلية ، هذه الأخيرة سجل غيابها التام على ساحة الحدث.