احتضنت قاعة ''الموقار'' بالجزائر العاصمة، مساء الأربعاء الماضي، العرض الأول للفيلم الوثائقي ''لقاء في الجلفة'' لمخرجه محمد شريف بقة، و إنتاج بلقاسم حجاج "مشاهو للإنتاج" بحضور أعضاء من المجتمع الإسلامي والمسيحي. وتناول العمل موضوع التسامح الديني، من خلال قصّة صداقة جمعت بين مجاهد جزائري ومبشّر فرنسي، فرّقهما التاريخ والدين والثقافة وجمعتهما الإنسانية. "لقاء في الجلفة" تستحضر تجربة خاصة بين رجلين، من بينها الصداقة، ترتكز على تواطؤ عميق، تتجاوز في البداية كل الاعتراضات عليها: الدين، الثقافة، والتاريخ ، ومسار كل منهما. الأب فرانسوا دو فيلاري -لقطة من فيلم لقاء في الجلفة الحاج دلولة بلعباس، بدويا من قبيلة أولاد نايل منطقة السهوب من الجلفة، عذّب وحكم عليه بالإعدام خلال حرب التحرير الجزائرية و الأب فرانسوى دي فيلاري، مبشر فرنسي، جاء إلى الجزائر في عام 1935، و تبناه أهل الجلفة تحت اسم " المرابط عبد الرحمان"... تحمسا الرجلين كثيرا لهذه المنطقة ، لشعبها وخاصة تراثها الثقافي. الحاج المجاهد دلولة بلعباس - لقطة من فيلم لقاء في الجلفة مغامرتهم كانت ابتداء من بحوثهم وتعرفهم على النقوش الصخرية للعصور ما قبل التاريخ، إلى تعزيز التراث الثقافي الغير المادي لأولاد نايل، و قد تم تحويل مكان تعذيب الحاج بلعباس في الجلفة الى المتحف الذي يضم ثمار شغفهم، مفتوح لجميع الأجيال من الرجال والنساء في المنطقة والعالم. و يبرز الفيلم خلال 52 دقيقة ، القيم التي جمعت بين الرجلين، كقيمة الوفاء التي جسّدها الأب دي فيلاري برفضه مغادرة الجزائر خلال الأزمة الأمنية، حين قال: ''ليس من الشهامة أن تترك صديقك عندما يمرض''. وكشف المخرج محمّد شريف بقّة أثناء المناقشة بعد عرض الفيلم أن العمل ظلّ حبيس الأدراج لسنوات طويلة، لكنّه تمسّك به وظلّ مصرّا على إنجازه لأسباب خاصّة، باعتباره تجربة إنسانية بالدرجة الأولى.