احتضنت قاعة ''الموفار'' بالجزائر العاصمة، مساء أول أمس، العرض الأول للفيلم الوثائقي ''لقاء في الجلفة'' لمخرجه محمد شريف بقة، بحضور أعضاء من المجتمع الإسلامي والمسيحي. وتناول العمل موضوع التسامح الديني، من خلال قصّة صداقة جمعت بين مجاهد جزائري ومبشّر فرنسي، فرّقهما التاريخ والدين والثقافة وجمعتهما الإنسانية. انتقلت كاميرا المخرج إلى مدينة الجلفة لتنقل، خلال 50 دقيقة، قصّة صداقة جمعت بين المجاهد الحاج دلولة بلعباس، الذي عُذّب وحُكم عليه بالإعدام خلال حرب التحرير، والمبشّر الفرنسي الأب دي فيلاري، الذي جاء إلى الجزائر عام 1935 واستقرّ بالجلفة، حيث أطلق عليه أهلها اسم ''المارابو'' عبد الرحمان، أي المرابط. ويبرز الفيلم اشتغال الرجلين على إنجاز متحف في ولاية الجلفة، كما يبرز القيم التي جمعت بينهما؛ كقيمة الوفاء التي جسّدها الأب دي فيلاري برفضه مغادرة الجزائر خلال الأزمة الأمنية، حين قال: ''ليس من الشهامة أن تترك صديقك عندما يمرض''. وكشف المخرج محمّد شريف بقّة ل''الخبر''، أن العمل ظلّ حبيس الأدراج لسنوات طويلة، لكنّه تمسّك به وظلّ مصرّا على إنجازه لأسباب خاصّة، باعتباره تجربة إنسانية بالدرجة الأولى. من جهته، قال المنتج بلقاسم حجاج ل''الخبر''، إن الفيلم الذي كتب نصّه أحمد بن نعوم، يوجّه دعوة إلى ترسيخ قيم التسامح وقبول الآخر ''بعد تراجع هذه القيمة لصالح الأصوليّة، وثقافة إقصاء الآخر وعدم الاعتراف به''.