يعتبر سباق الخيول الأصيلة من أكثر الرياضات شعبية خاصة في المناطق السهبية بالجزائر، و هي الرياضة التي تعتمد على سرعة الخيول ومهارة الفرسان...و قد كانت هذه اللعبة إلى وقت قريب تشد لها الأنظار بولايتنا حيث يثير السباق لدى المتفرّج المَرَح لمنظر الفرسان فوق الخيول ذات الشعور الناعمة وهم يَعْدون حول المضمار تجاه نهايته. سمحت الزيارة التي قامت بها "الجلفة إنفو" إلى ميدان سباق الخيل بالجلفة ، بالوقوف على الوضعية التي آلت إليها هذه المنشأة ذات الطابع الرياضي والسياحي، وكانت صدمتنا كبيرة عندما دخلنا إلى هذا الميدان الذي وجدناه في حالة متقدمة من التدهور، وقد تحوّل إلى فضاء هجره الناس بعد أن كان لسنوات مضت قبلة للعديد من العائلات وعشاق الطبيعة و كذا الرياضيين.. وهذا رغم موقعه المتميز الواقع وسط المدينة والحقيقة أن خرجتنا إلى ميدان سباق الخيل بالجلفة كانت بغرض إجراء ربورتاج حول مدى إقبال المواطنين على السباقات لاسيما محبي الخيول وبعض العائلات . وكنا نظن أننا سنجده مهيئاً لهذا الغرض، إلاّ أن الحقيقة التي وقفنا عليها كانت عكس كل التوقعات، حيث تفاجئنا بوضعية الإسطبلات التي تعتبر الركيزة الأساسية لميدان سباق الخيل والذي يبدو وللوهلة الأولى وكأن زلزالا أصابها حيث وجدناها في حالة يرثى لها نتيجة تصدع الأبنية جراء تساقط الأمطار وحدوث تشققات وتسرب المياه على الخيول مما يؤثر على حالتها الصحية التي وقفنا عند بعضها، و تجدر الإشارة هنا أن من بين هته الخيول من تحتل المراتب الأولى في بعض السباقات الوطنية... وخلال هذه الزيارة كانت لنا استفسارات كثيرة عن نقص الكثير من المرافق نذكر منها ( الإنارة ،الطبيب البيطري، المقهى، ميادين التدريب، سيارات خاصة بنقل الخيول) ولم يكن بإمكاننا إيجاد أجوبة على استفساراتنا إلا بالتوجه نحو إدارة الشركة الوطنية لسباقات الخيل بالجلفة ، حيث استقبلنا رئيس المصلحة التقنية الأستاذ "هيلوفة مصطفى" بمكتبه وأكد لنا أنه صُدم هو الآخر عندما اكتشف الوضعية المزرية التي آلت إليها المنشأة، موضحا أن كافة عمال إدارة الشركة أعلنوا التحدي وانطلقوا في الدفاع عنها رفقة مالكي الخيول وهدفهم الوحيد هو إعادة المكانة والوجه اللائقين لهذا المكان الرياضي والسياحي والترفيهي المميّز.
كما أعطيت لنا معلومات تكشف لأول مرة تؤكد أن الميدان معرض في أي لحظة للتوقف وتسليمه للبلدية التي صدر حكم بحقها في امتلاك أٍرضية الميدان ولهذا يناشد الجميع من عمال الإدارة وأصحاب الخيول عبر "الجلفة إنفو" السيد الوالي ومديرية الفلاحة ورئيس البلدية وكل من يعنيه الأمر في التدخل لإيجاد حل يمنع تشرد العديد من العائلات التي تجنى مدخولها من هذا الصرح الرائع ويمنع ضياع قطب رياضي وسياحي يعتبر رئة المجتمع الجلفاوي لتعود بذلك إن شاء الله روح ميدان سباق الخيل ويعود جو التنافس والفرجة التي يتمناها الجميع. جدير بالذكر أن عدد الخيول العربية الأصيلة بالولاية قليل جداً، وحسب محدثينا فإن افتقارنا لهذا النوع من الخيول يعود بالدرجة الأولى إلى الصعوبات المالية التي تواجه مربي الخيول، حيث أن الجزائر لا تملك سوى إصطبلين مختصين في إنتاج الخيول المتسابقة، أحدهم بمدينة تيارت ينتج حوالي 40 خيلا في السنة والثاني بمنطقة الشبلي بالبليدة· وفي الأخير نتقدم بجزيل الشكر لجميع عمال ميدان سباق الخيل ونخص بالذكر "هيلوفة مصطفى" لحسن استقباله ، و كل من "عمراوي بلقاسم"، "شريف طحشي" و "بوبكر" على تقديم المساعدة لنا في تغطيتنا هذه . و فيما يلي بعض الأٍرقام والمعلومات عن الخيول المتسابقة : - عدد الخيول المتسابقة في الجزائر حوالي 900 خيل بين عربي أصيل وانجليزي أصيل ومتسابق عادي . ( العدد قليل بطبيعة الحال مقارنة بما هو موجود في الدول الأوروبية، حيث أن فرنسا لوحدها تملك حوالي 10.000 خيل متسابق وبمعدل 3000 مولود في كل سنة ). - عدد المنخرطين في ولاية الجلفة 50 ملاكا للخيول - 30 فارسا - 20 مدربا - 50 من الخيول البربرية (جميع سباقات الخيول البربرية تجرى في ولاية الجلفة وهذا على المستوى الوطني -حسب قرار وزاري- ) - عدد قليل جدا من الخيول العربية الأصيلة