"ما بيني و بينك غير الخير ... يا الباغضني وعلاش تغير" ... أغنية جميلة بثتها إذاعة الجلفة يوم الثلاثاء 17/01/2012 على الساعة 10:50 ... فنشكرها على حسن الاختيار و نقول لطاقمها الشاب "ما بيناتنا غير الخير" ... غير أن ما يلفت الانتباه في أغنية الحراشي هو قوله "يا الباغضني حوالو عينيك كل يوم تبدل في قصية" و كأن "حول العينين" هو من أعراض البغض و العياذ بالله ... و حتى أؤكد سلامة عيني فأقول أنني لا أبغض إذاعة الجلفة و ليس لي مشكل مع أي كان و الحمد لله !! و إذاعتنا هي فخرنا و لكن بانتقاداتنا لها تسمو رسالتها ... لأن النقد يجعلها تتقدم إلى الأمام ... و إذاعتنا تعرف جيدا قانون الطبيعة الذي يقول "من لا يتقدم يتأخر" ... و مرة أخرى نقول انه لكي نرتقي بالعمل الجواري لابد لنا من مناقشة الأفكار و البرامج و الأداء على الساحة و لنترك على حدى الجدل البيزنطي عن القضايا التي لا تسمو بالنقاش الى نشر الوعي و تصحيح الأخطاء. مر مؤخرا على برنامج "طبيبك عل الهواء" الدكتور ب.ع أخصائي طب العيون الجلفاوي ... و لمن فاتته هذه الحصة فقد فاته خير وافر و نصح طبيب ماهر ... و تواضع دكتور جلفاوي نادر ... فاللهم اسبل عليه و على إذاعتنا سترك يا ساتر. و الحمد الله لأنه لم تفتني الحصة التي قدم فيها الاختصاصي نصائح جمة عن موضوع "حول العينين لدى الأطفال" و بسط الإجابة لمتصل يسال عن حالة ابنه البالغ من العمر عامين ... و أعطى الدكتور مثالا بالدلو في البئر من خلال دعوته إلى الاستمرار في العلاج بعد الجراحة لتقويم الحول عند الأطفال ... حيث انه قال أن الشخص الذي يعكف على استخراج الماء من بئر عميق لن يشرب من الدلو إذا توقف عن سحبه من عمق البئر على مسافة خمسة أمتار أو عشرة أو حتى إن صار الدلو قاب قوسين أو أدنى من متناول يدي من يسحبه ... كذلك الأمر بالنسبة للأولياء في علاج "الحول" عند أبنائهم حيث يمثل دورهم نسبة 40% في شفاء أبنائهم عندما لا يلتزمون بوضع الغطاء على العين المعالجة للطفل و التي يوصى بوضع الغطاء عليها لمدة شهرين لكي يقرر الطبيب إستراتيجية علاجية جديدة بفضلها سيشفى الطفل نهائيا ان شاء الله و يصير حاله كحال أقرانه الأصحاء. و اشكر الإعلامية معدة البرنامج على حسن تسييرها للحوار مع الدكتور و منهجيتها في طرح الأسئلة عن أسباب الحول و أعراضه و أنواعه إلى طريقة علاجه و كذا أسلوبها في التعامل مع المتصل و إن خرج عن الموضوع. هذه الحصة ناجحة جدا جدا و لا أرشحها إلى جائزة الميكروفون الذهبي لأن أعضاء اللجنة سوف يغارون من احترافية الصحافية الجلفاوية و سيعتقدون أن الدكتور الجلفاوي يريد مزاحمتهم على رئاسة اللجنة بفصاحته حين اعتذر لأساتذة اللغة العربية عندما أخطأ و هو يتحدث عن أنواع الحول فقال "الحول الخلقي" بضم الخاء ثم صحح قائلا "الحول الخلقي" و نطقها بفتح الخاء و أضاف "باش ما يزعفوش أساتذة اللغة" ... بارك الله فيك يا دكتور... "Auto-détecteur linguistique" بارك الله فيك يا دكتور لأنني أتذكر جيدا يوم أن اعتذرت لقريبتي عن فحصها لأنها لم تحضر معها نظارتها السابقة ... هذا يدل على أنك ناصح أمين. بارك الله فيك على تواضعك و أنك لم ترد مستمعة خائبة عندما شرحت لها سبب سيلان الأنف عند البكاء و الذي قدمت فيه شرحا وافيا رغم أنك قلت انه "ليس من اختصاصك"... ما شاء الله عليك ... الله يبارك. بارك الله فيك يا منشطة برنامج "طبيبك على الهواء" على أسئلتك لا سيما سؤالك الذي اعترف لك الدكتور بأهميته و فصّل في الإجابة عنه : هل تصلح الجراحة لجميع حالات الحول؟ بارك الله فيك يا دكتور على الحكمة التي أزالت الإحراج عن بعض المستمعين الكرام و التي استخدمت فيها دور الأخ الناصح الغيور على أبناء ولايته من خلال الدعوة التي وجهتها - لمن يرى إحراجا في لبس النظارات لا سيما النساء- إلى العمل بالحكمة القائلة "رأيك فيّ لا يدل عليّ" ... ربي يحفظك إن شاء الله. بارك الله في إذاعتنا لأنها كثيرا ما تفيدنا بحسن اختيار المواضيع و حسن اختيار ضيوفها. مجرد ملحوظة: يقول دحمان الحراشي رحمه الله في الأغنية التي ذكرتها سابقا "ما صبت معاك كيفاش اندير +++ يهديك الله عف عليّ" ... طبعا هذا الكلام لن يطبع علاقتنا بإذاعتنا المحبوبة فنحن و إن كنا مستمعين طرقيين و غير أوفياء فإنا لسنا من نوع المتلقّين السلبيين !!