- هل تعلم أنّ التكالب على الترشحات لم يكن أبدا بدافع الطمع عند محدودي الدخل، لأنهم يريدون بالترشح المرافعة والدفاع عن زملائهم الفقراء؟!.. ولم يكن أبدا بدافع حماية الثروات (لا الثورات) غير المشروعة للمترفهين كالوزراء والنواب السابقين والأميار والمقاولين، لأنهم يريدون فقط الصالح العام، وإن هم أرادوا حماية تلك الأموال فلصالح الشعب، لأنهم يفتحون بها ورشات عمل لفائدة إخوانهم الفقراء، كالمقاهي والبازارات والبيزيريات؟!.. - هل تعلم أنه لو اقتصر الأمر على ما ذكرت، لكنا أمام حمى ترشيحات وانفلونزا انتخابات وورم برلماني فحسب، لكن أن ترتفع درجة تلك الحمى ليعمى أصحابها عن التمييز بين الألوان، هو ما يستدعي استئصالا جذريا وعملية جراحية مستعجلة للقضاء على عدوى تلك الحمى القلاعية ؟!.. - أنا أعلم وأنت كذلك تعلم أنّ الترشيحات في الأحزاب التي تصف نفسها بغير المجهرية، كانت بواسطة "الشكارة"، ولكن هل تعلم أنّ تلك الحمى انتقلت كذلك إلى الأحزاب التي يصفونها بالمجهرية؟!.. وهل تعلم أنّ "الشكارة" وحدها لم تعد كافية، حيث يجب أن ترافقها في هذه الدورة "الكرتونة" أي الشهادة العليا؟!.. وهل تعلم أنّ أغلب تلك الشهادات المتكالبة على الترشيحات هي ليست عليا بل دنية وهي شهادات زور، مثلما ما يتوقعه الغالبية من الذهاب إلى صناديق الانتخاب، وأنّ عددا معتبرا قد اشتراها، أو بالأحرى اشترى مقتضياتها (النشر، الإشراف تحديد المواعيد، ...) بالشكارة كذلك؟!.. أي أنّ الأحزاب أرادت تلوين قوائمها بحرف "د" ولا يهمها أن لوّن قبلها أصحاب ال"د" بلون مالي، أو لوّثها، ما دموا يَقبلون المشاركة في نفس اللعبة معهم ويُقبلون عليها بكل حواسهم؟!.. - هل تعلم أنّ حمى الألوان تلك لم تقتصر على الأحزاب "غير الملونة" بصبغة دينية، بل طالت الجميع، حتى أولئك الذين يلوّنون قوائمهم بألوان "إسلامية" (صواديزون) ؟!.. - فهل تعلم أنّ هناك من ترشح مع رئيس حزب إسلامي ديموقراطي (ديكتاتوري) لم يكن يطيق ذكر اسمه، بل إنه ما يحملوش ولو كان داروهلو في الماء يبطل يشرب، أما الآن فأصبح لو استطاع أن يحمل ذلك الرئيس (اللي ما كانش يحملو) فوق ظهره، ولو حطو بردعة تحته؟!.. وهل تعلم لماذا يتم إيثار مكتب هذا الحزب لمندسين عنهم في الترشح باسم الحزب، لأن ذلك الرئيس الدكتاتوري الذي يدعو إلى الديمقراطية فرض عليهم عدم ترشح أعضاء المكتب؟!.. - وهل تعلم أنه بين أعضاء لجنة ترشيحات حزب إخواني متحالف إلى وقت قريب مع من يصفهم الآن بالنظام الفاسد، أعضاء في تنسيقية الإطارات (مثلما ينسبون لأنفسهم ذلك) ضمن الأرندي في وقت سابق، بحكم كونه مناضلين في UGEL سابقا، ومعروفين بتكوينهم الليلي المتواصل؟!.. هل تعلم أنّ مثل هذا التلوّن لا يحدث إلا في الجزائر وفي الجلفة خصوصا؟!.. هل تعلم أنّ الحرباء (البوية) ربطت أمتعتها ورحلت (حرقت) خارج الوطن؟!.. - وهل تعلم أنّ السبب المعلن عند إنشاء مدرسة قرآنية تحمل اسم إمام المذهب والتي تم الترويج الواسع لها و صناعة رموز لها كان هو الرجوع إلى التربية والتوبة عن ممارسة البوليتيك القذرة والكف عن مقاسمة المفسدين مواقعهم؟!.. هل تعلم أنّ ذلك الأمر تبخر عندما اكتشف الجميع أنها مجرد بؤرة حزبية ولا إنجازات قرآنية تحققت ولا في إحدى علومه، بل هي نواة لتشكيل مكتب حزب جديد/قديم هو واجهة جديدة لحزب محروق شعبيا، وورقة انتخابية أخرى لمنشقي أبوجرة وفخ لاصطياد أصوات المغفلين واستغلال عواطفهم الدينية، وأنّ الصدمة كانت كبيرة لأولئك الذين استغلوا كأعضاء في المجلس العلمي (لا المكتب) لهذه الدار، الذين تم الضحك على ذقونهم بأنها مبادرة محلية لتحفيظ القرآن وتدريس علومه وللم شمل الطيبين من الاسلاميين، ليكتشفوا انهم كانوا ضحية نصب واحتيال ضمن خطة وطنية تحضيرا لمثل هذا ال(لا)حدث؟!.. وهل تعلم أنّ تلك الدار تحت الغطاء (غير) القانوني لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، التي تم الاستيلاء على رئاستها بطريقة مشبوهة وغير مشروعة مستغلين غياب رئيسها الهارب، وأن من يدّعي رئاستها الآن (لمجرد أنه يحمل ختم الرئيس الهارب) يشكل مزيجا من الألوان التي نتكلم عنها: فهو عضو في تنسيقية تابعة ل RND ، ورئيس فرع نقابي تابع لUGTA و EX حماس، وأخيرا رئيس "حدة" بالجلفة ، وهو المعروف بسمعته السيئة في الوسط التربوي بحكم وظيفته كأستاذ متوسط، لاهماله وتكاسله أحيانا ولتجبره وتشوكيره بحكم نفوذه النقابي وانتماءه إلى التحالف الرئاسي (حسبما يوهم الآخرين)، كما أنّ له علاقات خارجية على الفيس بوك؟!.. - هل تعلم أنّ ما يسمون أنفسهم إسلاميون يفكرون بطريقة انتهازية غبية لاعتقادهم أنهم يستغلون أحداث الربيع العربي لصالحهم، وأنّ حلفائهم الرئاسيون يفكرون بطريقة ماكرة وذكية لاستغلال مشاركة هؤلاء لتزكية العملية الانتخابية، وكلاهما يعلم (لكنه لا يفقه) قول الكبار: "مال الطماع يديه الكذاب"؟!.. - وهل تعلم أنّ إسلاميو هذه العملية الانتخابية، هم على خلاف إسلاميو الثورات العربية، حيث يتقاسم الأولون السلطة مع الأنظمة وهم أحد ألوانها الماسخة، بينما يشكل الآخرون لونا متميزا عن الأنظمة بعدما أعطاهم الشارع صولته، بعد طول تهميش واستبعاد؟!.. هل تعلم أنّ كل من يشارك في هذه التمثيلية التلوينية من الترشيحات إلى الانتخابات "المغلقة" يكفيه ذلا أن يوصف في وقت لاحق ب "فلول النظام البائد"؟!.. لأنه وكما يقول المثل: تستطيع أن تكذب على بعض الناس كل الوقت، وتستطيع أن تكذب على كل الناس بعض الوقت، ولكن ما لا تستطيع هو أن تكذب على كل الناس كل الوقت.. - وأخيرا هل تعلم أنّ اللون الشفاف هو أوضح الألوان، وأكثرها بعثا للارتياح وطمأنة للناس، لأنه وبكل بساطة لا يحجب ما خلفه؟!.. إذا علمت أنّ لا واحد من أولئك المترشحين يحمل لونا واحدا فحسب، بل إنّ أكثرهم يحمل ألوانا قاتمة عديدة.. - إذا كنت تعلم أو علمت الآن كل ذلك.. فهل تتوقع أن تتم الانتخابات في ظروف "نزيهة" تماما مثل تلك التي تمت فيها الترشيحات؟!.. أنا متأكد أنك تعلم.. أخي الناخب.. إذا كنت تعلم فتلك مصيبة.. وإذا كنت لا تعلم فالمصيبة أعظم..