لم يكن دخولنا إلى مكان إقامة العمال المصريين التابعين لشركة إليك نور الإسبانية بفرعها المتواجد بالمنطقة الصناعية بولاية الجلفة بالأمر السهل , حيث وبعد اتصالات مكثفة مع بعض العمال تمكنا من الدخول خفية باستعمال أكثر من حيلة , ووقفنا على حجم المعاناة التي يكابدها ما يربو عن 52 عامل من الجنسية المصرية في ظل الإنعدام التام لمتطلبات العيش الكريم داخل الإقامة جراء والأوحال التي تغمر المكان من الخارج وحتى الأوساخ داخل الشاليهات التي هي من المفروض مخصصة للنوم والراحة , أما عن المراحيض فهي في وضعية يصعب وصفها , كما لمسنا أثناء تحدثنا مع هؤلاء العمال بأنهم سئموا الوضع الذي يعيشون فيه خصوصا مع حالة الفقر والرائحة الكريهة المنبعثة من كل جانب... هؤلاء العمال كانت فرحتهم لا توصف وهم يحملون جريدة النهار عدد أمس باعتبارها الجريدة الوحيدة التي انفردت بالتطرق إلى تواجد عمال مصريين تابعين لشركة إليك نور الإسبانية في وضعية كارثية , حيث طلبوا منا نقل كل ما رأيناه بأم أعيننا بكل أمانة منوهين في الوقت نفسه بالمجهودات الجبارة التي تبذلها " النهار " من أجل تنوير الرأي العام المحلي والدولي . وفي رسالة موجهة إلى كل من رئاسة الجمهورية , وزارة الداخلية , سفارة جمهورية مصر العربية , سفارة دولة أسبانيا بالجزائر , شركة سونلغاز , شرطة الأجانب بالجلفة و مفتشية العمل لولاية الجلفة استلمت " النهار " نسخة منها يطالب من خلالها العمال المصريين العاملين في شركة إليك نور الإسبانية في خط 400 ك ف ( تلغمت الجلفة ) بالنظر إليهم بعين من الرحمة والرأفة والعدل بعد تعرضهم للإضطهاد من قبل مدير مشروع الشركة الإسبانية كما لخصوا معاناتهم والمشاكل التي يعيشون فيها في عدم تجديد التأشيرات الخاصة ببعضهم بعد أن انتهت مدة صلاحيتها مع تهديدهم بإمكانية تعرضهم للحبس وكذا عدم حصولهم على إقامات ( بطاقة المقيم الأجنبي ) بالرغم من أنه منهم من مر على تواجده بالجزائر قرابة الستة أشهر , بالإضافة إلى عدم تسلمهم مصاريف المعيشة المتفق عليها مع الشركة الشيء الذي جعلهم وعائلاتهم المقيمة في مصر لا يجدون قوت يومهم باعتبار أن أغلبهم يعيلون أسرهم وكذا عدم حصولهم على كشف الراتب الخاص بهم حتى يتمكنوا من مستحقات العلاج من الضمان الاجتماعي ليضطروا حسب الشكوى دائما إلى الصرف على العلاج من مصاريف المعيشة والتي توقفت منذ مدة... أما الغريب في الأمر حسب الشكوى هو الاضطهاد الذي يعيشونه في مكان إقامتهم والذي وصفوه بغير الآدمي من حيث غياب الماء وعدم توفر مكان للطهي في حين أن هناك عمال آخرين من جنسيات أخرى يقيمون بجانبهم في أماكن أكثر تجهيزا ونظافة من تلك التي أعدت لهم . وعليه يقول هؤلاء العمال بأن كل هذه المطالب يمكن اختزالها في مطلب واحد ويتمثل في تسديد كل حقوقهم وضمان ترحيلهم إلى وطنهم , للإشارة يوجد 110 عامل مصري 52 منهم يقيمون بالجلفة و58 ببلدية قصر الحيران بالأغواط العمال من بينهم مهندسين , تبوغرافيين محاسبين , مشرفين وفنيين 52 منهم بالجلفة . أصبحوا لا يريدون سوى العودة إلى أهاليهم . من جهتنا حاولنا الإتصال بالقائمين على شؤون الشركة الإسبانية إليك نور بالجلفة إلا أننا لم نتمكن من ذلك حيث اتصلنا هاتفيا بالشخص الوحيد المتواجد بأحد مكاتب الشركة بعدما دلنا عليه هؤلاء العمال إلا أنه امتنع عن الحديث في هذا الموضوع بحجة أنه لا يملك الصلاحيات للحديث إلى الصحافة