عاشت المنطقة الصناعية بأرزيو، نهار أول، الخميس حالة استنفار قصوى بعد الإضراب غير المتوقع الذي نظمه ما يزيد عن 1000 عامل جزائري يشتغل بمؤسسة "أوراسكوم" التي تشرف على إنجاز المركب الصناعي الخاص بإنتاج الأسمدة الكيماوية، وذلك احتجاجا على التأخر المتكرر في استلام رواتبهم الشهرية، على عكس الأشغال الشاقة التي يطلب منهم تنفيذها من مسؤولي هاته المؤسسة المصرية في وقت قياسي، وقد صاحب هاته الحركة الاحتجاجية ارتفاع حالة التأهب لدى مختلف المصالح الأمنية إلى أقصى درجاتها، حيث تنقلت العديد من الوحدات المختصة في مكافحة الشغب إلى مركب سوناطراك بأرزيو تجنبا لأي تطورات كان يحتمل وقوعها. فاجأ عمال الشركة المصرية أوراسكوم التي ظفرت بمشروع انجاز مركب الصناعات الكيماوية الذي دشنه الرئيس بوتفليقة خلال زيارته قبل الأخيرة لولاية وهران، مسؤوليهم لما امتنعوا صباح الخميس الفارط عن الالتحاق بمناصب عملهم وأصروا على غلق المدخل الرئيسي لهذا المركب إلى غاية حضور مسؤوله الأول قصد معالجة جملة من المشاكل المهنية التي ظل هؤلاء يتخبطون فيها منذ عدة شهور. ويأتي على رأس هاته المشاكل الاجتماعية، حسب مصادر "النهار" التأخر المتكرر لأجورهم الشهرية، وهو الأمر الذي سبق وأن احتج عليه عمال مؤسسة أوراسكوم بالمنطقة الصناعية بأرزيو في العديد من المرات دون أن يطرأ أي تغيير في الأمر، وقد رفض المحتجون غير المهيكلين في أي تنظيم نقابي رسمي إصرار مسؤولي هاته المؤسسة المصرية في تحميلهم العديد من تلك الأشغال المتعبة مقارنة مع رواتبهم الزهيدة التي لا تصل جيوبهم حتى في الوقت المحدد على رأي أحد العمال. وقد قد شهدت المنطقة الصناعية بأرزيو، صبيحة أول أمس، حالة من التأهب ميزها الانتقال المكثف لوحدات فرق مكافحة الشغب بالإضافة إلى مصالح أمنية أخرى إلى عين المكان، مخافة أن تأخذ احتجاجات هؤلاء العمال منعرجا آخرا خاصة لما قرر غلق الباب الرئيسي لمصنع إنتاج الأسمدة الكيماوية. ومعروف عن هاته المنطقة الصناعية أنها تشهد تغطية أمنية جد مكثفة بسبب تواجد معظم المركبات الصناعية الاستراتيجية التابعة لمؤسسة سوناطراك وما تحتويه من أجهزة جد حساسة وخطيرة، الأمر الذي يجعل أي حركة احتجاجية للعمال موضوعا في خانة الممنوعات والمحرمات، حيث سبق لعمال مؤسسة "نافتك" أن نظموا إضرابا مشابها في سنة 1988 انتهى بتدخل وحدات خاصة من الجيش الوطني الشعبي، نظرا لحساسية الموقف داخل واحد من أكبر وأضخم المركبات الصناعية بالجزائر . وتشغّل مؤسسة أوراسكوم التي ظفرت بصفقة انجاز هذا المشروع ما يربو عن 1000 عامل جزائري يقطن معظمهم في مدينة أرزيو، بطيوة، قديل والمناطق المجاورة لها ويشتغل معظمهم في مجالات البناء، الحفر والنقل، في حين تعود الوظائف الفنية بهاته المؤسسة إلى مجموعة من المهندسين المصريين وآخرين جاءوا من المشرق العربي. ويذكر أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة قام بزيارة خاصة إلى هذا المركب الصناعي بتاريخ 16 ديسمبر الفارط، خلال زيارته ما قبل الأخيرة إلى ولاية وهران، ووضع بالمناسبة حجر الأساس لانجاز هذا المشروع الذي تعول عليها السلطات المركزية بشكل كبير في التخفيف من أزمة الأسمدة المستعملة في المجال الفلاحي والصناعي.