ماذا يحدث في بيت حزب جبهة التحرير الوطني بالجلفة هذه الأيام؟ سؤال انتقل من السرية الى العلانية بعد أن طفت فصول الصراعات الداخلية في صفوفه على السطح بين جناحين يدّعي كل منهما أحقيته بقيادة مركب الأفلان الى بر الأمان في شبه حرب ضروس تغذيها أطراف تفضّل اللعب في الظلام وفق ما تجود به آخر صيحات ''القوالب'' والكولسة اعتمادًا على مبدأ ''أنا وبعدي الطوفان''!! يحدث هذا ونحن على مقربة من أهم تحدٍ ينتظر حزب بلخادم من أجل استرجاع مقعد مجلس الأمة الذي انتزع منه من طرف غريمه الأرندي الذي يبقى متربصا ينتظر الفرصة الملائمة لتأكيد هيمنته على الساحة السياسية بالولاية خاصة بعد أن اكتسح الأفلان في الانتخابات المحلية باستحواذه على معظم البلديات. هذا الصراع الجديد القديم لا يعدو أن يكون مجرد حرب لتصفية حسابات شخصية بين متزعم التيار التجديدي الجناح القديم والأهداف واضحة للعيان لأن اللعبة كلها تتمحور حول اختيار الشخصية التي ستترشح باسم الحزب لمقعد مجلس الأمة والتي وقع حولها اختلال كبير ذو جذور وخلفيات عميقة وقديمة قد تعجل بضياع آخر فرصة للحزب العتيد لضمان مقعد مجلس الأمة، بعد أن وقع إجماع في بادئ الأمر على شخصية نافذة هي الأوفر حظا للفوز بمنصب السينا وهو النائب بالمجلس الشعبي الولائي ورجل الأعمال الحدي اسماعيل، نظرا لعدة اعتبارات أهمها وزن الرجل في الساحة السياسية ودوره الكبير في إقرار نوع من الاستقرارية في بيت الأفلان، الى جانب الجدية والمصداقية التي يتمتع بها في أوساط المنتخبين المحليين، وهو ما لم يعجب البعض من المحافظين الذين لجأوا لإحداث هذا ''التخلاط'' قصد قطع الطريق أمام أهم ورقة رابحة في صفوف الأفلان الذي بادرت قيادته لمحاولة إطفاء فتيل الصراع بتكليف الوزير الأسبق بلحواجب بن علية بمهمة إعادة الانسجام للبيت والقضاء على الفتنة في مهدها استعدادا للاستحقاق القادم وهو ما يعمل على تحقيقه بلحواجب -مبعوث عبد العزيز بلخادم- منذ أن حل بعاصمة أولاد نايل، من أجل إيجاد الصيغة المثلى لتحقيق التوازن التام بين أقطاب الصراع.