انطلقت صبيحة اليوم أشغال الملتقى الدولي "سوسيولوجية الرواية في ضوء المناهج النقدية " الذي احتضنه قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة "زيان عاشور" بالجلفة، وقد قدم رئيس الملتقى الأستاذ الطيب لطرشي كلمة ترحيبية بالضيوف تلاه في السياق نفسه الدكتور خويلد الأمين، كما تم تكريم البروفيسور علي شكري رئيس الجامعة في هذا الافتتاح الذي حضره أيضا عدد من مبدعي الولاية. وقد كانت المحاضرة الأولى للدكتور علي ملاحي من جامعة الجزائر، حيث تحدث بإسهاب عن الهوية السوسيولوجية في الرواية مقدما نموذجا مهما في الجزائر وهو أعمال الأديب الراحل الطاهر وطار، كما تقدم للجلسة الأولى التي يديرها الدكتور عبد الحميد بورايو الدكتور منصوري مصطفى من جامعة سيدي بلعباس، حيث اعتمد في تحليله للرؤية السوسيولوجية للرواية من بيير زيما وعبورا بجرورج لوكاتش وجيرار جينيت، ومن جهة أخرى تحدثت الدكتورة دالي وردة من جامعة الجزائر حول مصطلح "الإرهاب" وتوظيفاته في المعالجة السوسيولوجية الفنية في الأدب، وانتقدت عددا من المصطلحات التي تجسد حركة الأدب الاستعجالي الصحفي، مما يجعل الكثير من المقالات التي تنقل أخبار هذه الظاهرة تخرج بشكل روائي سطحي. تحدث في هذه الجلسة أيضا الدكتور بن السائح الأخضر من جامعة الأغواط عن حقائق مهمة يجب التعامل معها بوعي فني ودلالي، مسطرا علامات مهمة بين عملية الحكي (الحكاية) وعملية السرد (الرواية) مشكلا نماذج دقيقة من الرؤى التي تفتح شهية المتلقي للعبور إلى مفاهيم الرواية بشكلها المعاصر. وكانت مداخلة الدكتور محمد حمام زهير هي الأخرى تجسد نظرة استقرائية لمهمة الرواية في الأدب، وقدم من خلال مداخلته تطبيقا لمفهوم السوسيولوجيا في الرواية من خلال النموذج الروائي في كتابات "حنامينا" فاحصا بذلك روايته "المصابيح الزرق" مستندا على فاعلية التناص في خلق النماذج الأدبية. هذا، وستتواصل أشغال الملتقى لغاية يوم الإثنين مع مداخلات متنوعة من طرف أساتذة من جامعة الجلفة وجامعات متعددة من الجزائر وكذا من جامعات عربية مشاركة.