منّي محمد رحمه الله نزل السيد "خالد شيبان"، مدير الصحة والسكان بالجلفة، نهاية الأسبوع الماضي ضيفا على إذاعة الجلفة بمناسبة الانتخابات الرئاسية من أجل الترويج لما سماه "النقلة النوعية" بالتكفل بالمرضى بولاية الجلفة ... وبينما كان "شيبان" يعدّد ما شهدته المنظومة الصحية بولاية الجلفة في عهد بوتفليقة، كانت عائلة "المنّي" تسابق الزمن من أجل الحصول على علبة دواء "تيمجيزيك" للتخفيف من ألم السرطان الذي يعاني منه السيد "المنّي محمد" ابن حي حنيشي ... انتقل اليوم السبت بالجلفة إلى رحمة الله السيد "منّي محمد" اثر معاناة طويلة مع مرض السرطان ميّزها تنقلات عديدة ودورية نحو مركز علاج السرطان بالبليدة وكذا معاناة أسرته في اقتناء دواء تيمجيزيك Témgésic الذي يخفّف من آلام ووطأة المرض. وحسب عائلة الفقيد، فان السيّد "منّي محمد- المدعو موسطاش"، متقاعد ذو ال 68 عاما، قد عانى طيلة 03 سنوات الأخيرة من سرطان البروستات وأجرى من أجل ذلك عمليتين جراحيتين بكل من الجلفة و البليدة. ونتيجة لعدم وجود أخصائي في السرطان بولاية الجلفة كان يتنقل بصفة دورية إلى ولاية البليدة من أجل الاستشفاء أو نحو مصلحة الاستعجالات بالجلفة بصفة متكررة. أما مدير الصحة والسكان، خالد شيبان، فقد استضافته إذاعة الجلفة يوم الأربعاء 16 آفريل، بمناسبة الحدث و هو الانتخابات الرئاسية، حيث تحدث عن حال الصحة بالجلفة التي وصفها بأنها بخير وعافية وأحسن مما كانت عليه. وراح شيبان يسرد عبر الأثير مختلف الأرقام عن الأطباء والتجهيزات ومدى التكفل بالمرضى ... حيث منح لقطاعه علامة 15 / 20 على ما يقدمه القطاع !! ويقابل كل هذه التصريحات واقع آخر بعيد كل البعد عن تصريحات مدير القطاع، حيث أن عدد الأخصائيين قد يصل ل 170 إلا أن أغلبهم في إطار الخدمة المدنية، فضلا عن أن الأطباء الدائمين الجزائريين لا يتعدى 100 و الباقي من الأجانب "الكوبيين" الذي تواجدهم هنا محدد بالزمان. كما أنه ورغم هذا العدد فإن عدد المختصين لا يقابل تعدد التخصصات، فالجلفة مازالت تنعدم بها بعض الاختصاصات الطبية مثل السرطان حيث مازال يتجاهل السيد شيبان أهمية تواجد طبيب مختص في الأورام السرطانية ولا يراعي معاناة المرضى، في حين ولاية جيجل تفتح مصلحة للعلاج الكيماوي و تمنح الفريق الطبي والشبه طبي تكوينا متخصصا في المجال. كما تفتقر ولاية الجلفة إلى العديد من التخصصات الأخرى وأهمها أطباء مختصين في الأشعة Radiothérapeute. وما يؤكد ذلك تواجد أجهزة سكانير في كل من الجلفة مسعد و حاسي بحبح و أجهزة الماموغرافيا (للكشف عن سرطان الثدي) لتبقى هذه التجهيزات مهددة بالتلف. وبالنسبة للتجهيزات، فهي فعلا موجودة ولكن أين التأطير الكفيل باستغلالها؟ وعلى سبيل المثال، لا الحصر، المستشفى الجديد بالإدريسية الذي تم افتتاحه منذ جانفي 2014، بقرار وزاري، تم تأطيره بطاقم من مستشفى الجلفة مما سبب عجزاً ببلدية الجلفة و نقصاً ملموسا في الطاقم الطبي والشبه طبي خاصة في مصلحة الاستعجالات، في حين يقول شيبان أن مصلحة الاستعجالات "تعمل بوتيرة حسنة". تصريحات السيد شيبان ... تطرح تساؤلات أن كان فعلا على علم بما يحدث فعلا في قطاعه وما يعاني منه المرضى و في شتى التخصصات ... أم أن شيبان يحاول تبييض عهده أم فقط هو حديث رئاسيات فقط ... وفي ظل ذلك هل فعلا يستحق قطاع الصحة العلامة التي منحها لقطاعه 15/20 في ظل انعدام أبسط الأدوية؟