مقر مديرية الصحة بالولاية استغربت الجمعيات الفاعلة في قطاع الصحة بولاية الجلفة من إقصائها من لقاء وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات خلال زيارة العمل الأخيرة له الى ولاية الجلفة، والتي اختتمت بلقاء في مقر الولاية مع الإطارات التنفيذية ورجال الإعلام ومسؤولي المؤسسات الصحّية. وما أثار الاستغراب هو إقصاء جمعيات فاعلة ومعروفة بنشاطها على مستوى الولاية في مساعدة المرضى وتنظيم الأيام التحسيسية مثل "جمعية شعاع الأمل لمساعدة مرضى السرطان"، "جمعية الشفاء لمرضى القصور الكلوي"، جمعية "مرضى الفيروس الكبدي" و كذا جمعية "نبض الحياة" المختصة في مساعدة المرضى، ليتكرر اقصاء الفاعلين في قطاع الصحة مثلما حدث مع جمعية الأطباء والصيادلة وأطباء الأسنان بمناسبة زيارة الوزير الأول. وحسب السيّد "عبيدي محمد"، رئيس جمعية "شعاع الأمل لمساعدة مرضى السرطان"، فانّ مكمن الغرابة هو عدم استدعاء الحركة الجمعوية الناشطة في ميدان الصحة ومساعدة المرضى قصد حضور لقاء المسؤول الأول عن قطاع الصحة بالجزائر لا سيما اذا تعلّق الأمر بجمعية ساهمت بشكل كبير في التحسيس بمعاناة فئة مرضى السرطان بالجلفة، حيث ذكّر بأن إقصاء جمعيته هو اقصاء لجمعية لديها إلمام واحصائيات ومقترحات بواقع مرضى السرطان بولاية الجلفة كونها هي من بادرت بإطلاق مطلب مركز لعلاج السرطان بالولاية. مثلما ساهمت، يقول نفس المتحدّث، بشكل كبير في فتح منصب طبيب مختص في الأمراض السرطانية و الأورام بمستشفى الجلفة، ومازالت الى حد الساعة تناضل من أجل تعويض الدكتورة "برونسي" التي انتقلت إلى المستشفى الجامعي بالبليدة. أما جمعيتا "الشفاء لمرضى القصور الكلوي" و "الفيروس الكبدي"، ورغم أنهما حديثتا النشأة، إلا أنهما بادرتا في متابعة المرضى و تنظيم أيام تحسيسية و أخرها كان ببلدية دار الشيوخ إثر توأمة بينهما. وهو ما يعني أن هناك الماما بواقع مرضى الفيروس الكبدي ومرضى القصور الكلوي لا سيما وأن وزير الصحّة قد عرّج يوم الزيارة على مشروعي مصلحتين لتصفية الدم بمسعد وحاسي بحبح ومصلحة تصفية الدم بمستشفى عين وسّارة. كل ذلك، حسب مسؤولي الجمعيتين، يشفع لها في أن تصبح شريكاً أساسياً للمؤسسات الحكومية.كما برزت مؤخرا جمعية " نبض الحياة "، الناشطة في مجال مساعدة المرضى على اقتناء الأدوية والتكفّل الأمثل بهم ومتابعة حالته الصحية. كل ما سبق ذكره يستدعي التساؤل حول عدم توجيه الدعوة إلى الجمعيات الفاعلة حتى يتسنى لها التقرب أكثر من الوزارة الوصية والمطالبة بما تحتاجه ولايتنا، لاسيما معاناة مرضى السرطان. وقد سبق ل "الجلفة إنفو" أن تطرّقت الى عدم التحاق الطبيبين المختصّين في الأورام السرطانية رغم تعيينهما من طرف الوزارة للعمل بولاية الجلفة. ونفس الأمر بالنسبة لندرة بعض الأدوية مثل دواء "التمجزيك" الذي يتوفّر بصفة نادرة جدّا في صيدليات المستشفيات وينعدم تماما لدى الصيدليات الخاصّة، وهو الدواء المهم في تخفيف آلام مرضى السرطان.