تعيش ثماني عائلات ببلدية عين افقه حالة مزرية للغاية جراء عدم توفر أبسط ضروريات العيش الكريم في المكان غير اللائق الذي تم ترحيلهم إليه ( ملحق لثكنة عسكرية سابقا ) بعدما أتت الفيضانات الأخيرة التي ضربت المنطقة على منازلهم وأثاثهم وخلفت أكثر من 450 عائلة متضررة حسب الإحصائيات التي قامت بها السلطات المحلية بعد الفيضانات مباشرة منها ثماني عائلات لم تجد لها أي مأوي بعدما فقدت منازلها بالإضافة إلى جميع متاعها من أفرشة وأغطية وأواني منزلية وأدوات كهرومنزلية وغيرها من المستلزمات الضرورية ... " النهار " وقفت على الحالة التي تعيش فيها العائلات والتي أقل ما يقال عنها أنها مزرية للغاية حيث أول ما وطأت قدمانا المكان الذي اختارته السلطات المحلية والذي لا يبعد سوى ببضع أمتار عن مقر البلدية لإسكان العائلات التي تضررت مساكنها عن آخرها من الفيضانات اكتشفنا مدى المعاناة التي يكابدها الأولياء وأبنائهم حيث تسكن كل عائلة في غرفة واحدة فيها يتم الطهي , الغسيل , والمبيت وهو الشيء الذي فرض على أفراد الأسر خاصة النساء والأطفال عدم التفكير في الإغتسال كما أن أكثر من 60 شخصا بين رجال , نساء وأطفال يتقاسمون مرحاضين أحدهما غير صالح تماما ... من جهة أخرى أجبر مالا يقل عن 19 تلميذا وتلميذة في جميع المستويات على مغادرة مقاعد الدراسة كرها بعدما أخذت السيول الجارفة لوازمهم الدراسية وثيابهم بالإضافة إلى عدم صلاحية المكان الذي يقيمون فيه , ومن جملة النقائص التي لا تعد ولا تحصى أمام الغياب التام للسلطات المحلية لبلدية عين افقه هو انعدام التزويد بالمواد الغذائية على الأقل لأن جميع الآباء من الفئات الفقيرة والمحرومة حيث عبروا لنا عن عميق استيائهم وأسفهم الشديد من اللامبالاة وسياسة الإقصاء والتهميش التي تنتهجها السلطات المحلية تجاههم بالرغم من علمهم بأن الأطفال الصغار خاصة لم يتناولوا مادة الحليب منذ أكثر من أسبوع هذا بالإضافة إلى الزيارة الوحيدة التي قامت بها المصالح الطبية في بداية الأمر بعد الزيارة الميدانية التي قام بها الأمين العام لولاية الجلفة رفقة رئيس المجلس الشعبي الولائي وعدد من المدراء التنفيذيين للمدينة وإجراء بعض الفحوصات للأطفال والنساء وعم تكرارها ثانية بالرغم من احتمال تفشي العديد من الأمراض خاصة وسط الأطفال جراء عدم نظافة المكان... وأضاف الأولياء بأنهم يعيشون من صدقات المحسنين وبعض الجمعيات التي تتكرم عليهم بوجبات باردة ممثلة في الخبز ومادة الكاشير والتي تبقى غير كافية بالنظر إلى العدد الكبير من الأفراد , كما طالب هؤلاء بضرورة التفات السلطات الولائية والمسؤول الأول عن الهيئة التنفيذية إلى الحالة المزرية التي يعيشون فيها رفقة أسرهم وذلك من خلال برمجة زيارة ميدانية للوقوف على مدى المعاناة التي يكابدونها جراء الإهمال واللامبالاة من طرف السلطات المحلية التي اكتفت بإحصائهم وتعيين مكان لإقامتهم دون مراعاة احتياجاتهم اليومية .