لا تزال معاناة الثماني عائلات المقيمة بمطعم ''مدرسة البرتقال'' ببلدية بئر خادم بولاية الجزائر العاصمة، متواصلة لحد الساعة مع انعدام أدنى الخدمات الضرورية وشروط العيش بدءا من هذا المرفق الذي لا يصلح لإيواء عائلات لأنه مخصص أصلا للإطعام والطبخ لا للسكن والمبيت. تعيش به منذ ما يفوق ال 15 سنة في ذات السياق أعرب أفراد هذه العائلات المتضررة ل ''الحوار'' عن انزعاجهم الشديد من الوضعية المزرية التي يعيشونها منذ مدة طويلة فاقت ال 15 عاما نظرا للإزعاج الكبير الذي يتسبب به ضجيج التلاميذ أثناء تواجدهم بالمدرسة خاصة عندما يحين وقت الاستراحة، حيث تؤكد إحدى السيدات المقيمات بعين المكان أنها تضطر لغلق بابها بالمطعم حتى تتجنب ضجيج التلاميذ وحتى لا يدخل أحدهم إلى منزلها الذي استقرت به منذ مدة طويلة مخافة فقدان بعض مقتنياتها، وزيادة على ذلك يعاني هؤلاء مع التلاميذ الذين يعمدون إلى كسر حنفيات المغاسل وانسداد المراحيض جراء رمي مختلف النفايات بها بصورة مستمرة، خاصة وأن المغاسل والمراحيض ذات استعمال مشترك بين العائلات التي تقطن بالمطعم وتلاميذ ذات المدرسة الذين خرجوا في عطلة صيفية على أن يستأنفوا دراستهم شهرسبتمبر الداخل. كما أكدت هاته العائلات أنه تم نقلها منذ ما يزيد عن 15 عاما بشكل مؤقت ريثما ترحل لسكنات جاهزة، وهذا مالم يحدث لغاية كتابة هذه الأسطر، بينما رحلت عائلات أخرى للشاليهات المحاذية للمدرسة المذكورة، ونظرا لنفاد الشاليهات بالمنطقة وضعت هذه العائلات بالمطعم المدرسي على أساس ترحيلها، لكن السلطات أبقت الحال على ما هوعليه، ليقاسي سكان المطعم المدرسي والشاليهات كذلك الأمرين مع أمراض تنوعت بين الربو والحساسية الشديدة، إلى جانب الأمراض السرطانية نتيجة السكن تحت سقف مصنوع من مادة ''الأميونت'' لمدة طويلة وتآكل الخشب الذي شيدت به هذه الشاليهات والمطعم المدرسي الذي تقطنه ثماني عائلات. أولياء التلاميذ يطالبون بحل قبل الدخول المدرسي المقبل على صعيد آخر أبدى معظم تلاميذ ''مدرسة البرتقال'' تذمرهم واستياءهم من عدم قيام المطعم المدرسي الوحيد بالدورالمنوط به المتمثل في إعداد الوجبات، نظرا لاستحواذه من قبل العائلات الثماني، وقد كشفوا عن معاناتهم اليومية لغياب المطعم المدرسي ما يجبرهم على تحمل عناء التنقل إلى البيت من أجل تناول وجبة الغداء ليعودوا بعدها إلى المؤسسة لاستكمال الدوام المدرسي في فترة الظهيرة من ناحية مع تسجيل ضيق الوقت من ناحية أخرى، ولأن الوقت الذي يقضيه التلاميذ حسب ما تؤكده إحدى السيدات التي يزاول ابنها دراسته بهذه المدرسة، أنه يقضي نصف ساعة من الوقت لبلوغ البيت من المدرسة ونفس المدة للرجوع إلى هذه الأخيرة، ومن ثمة لا يتبقى لهذا التلميذ أي دقيقة لتناول وجبة الغذاء وهو ما يمثل مشكلا حقيقيا لهذه الشريحة، وعلى السلطات المحلية التدخل لإيجاد حل لهذا المشكل قبل الدخول المدرسي المقبل حسب تصريحات أولياء بعض التلاميذ . في ذات الإطار أكد الناطق الأول باسم المجلس الشعبي البلدي لبئر خادم، أن المطعم سوف يفتح أبوابه من جديد لصالح تلاميذ ''مدرسة البرتقال'' وهذا مرهون بترحيل العائلات المذكورة سابقا، وأكد ذات المصدر بهذا الخصوص أنه تم إحصاء سكان المطعم المدرسي من أجل ترحيلهم لكنه بانتظار تخصيص حصص سكنية لفائدة بلدية ''بئر خادم'' من أجل ترحيل المتضررين، وقد راسل المسؤول الأول بالبلدية الولاية بهذا الشأن حسب ما صرح به وهو في انتظار استجابة الولاية لمطلبه لتخليص العائلات التي تقطن بالمطعم المدرسي من معاناة فاقت مدتها 15 سنة وترحيلها إلى سكنات لائقة في القريب العاجل.