على هامش الزيارة التي خص بها ولايتي الجلفة و الأغواط في لقاء خصنا به ، رغم أنّ الشيخ الدكتور "صبري عكرمة " قدم إلى الجزائر في مهمة شرفية في إطار "القدس العاصمة الأبدية للثقافة العربية" و برعاية خاصة من وزيرة الثقافة ، ناشد من خلالها الأحرار من الشعوب و الشعب الجزائري خاصة و العالم أجمع لإنقاذ المسجد الأقصى قبلة المسلمين الأولى وثالث الحرمين وأحد أهم المنارات الروحية للإنسانية قاطبة ، رغم هذا ورغم برنامجه المكثّف و الذي أجّل دعوته إلى كندا من أجل الجزائر الذي أكد عمق حبه لها ، فإنّ الدكتور عكرمة صبري رحبّ بدماثة خلقه إجراء لقاءنا الحصري معه ، لنكتشف أن خلف هذه الشخصية التي لا تعرف الخضوع ولا الخنوع والانكسار، رجل رمز في التواضع ودود لم تفقِده عقود الرباط والجهاد حيويته وبشاشته وابتسامته وحسه الفطري مع الشباب و حتى الأطفال ، تعامل خاص يحمل في طيّاته الكثير من معاني التحدي والصمود ، و من حسن حظنا كذلك ننوه بالإثراء الذي شاركنا من خلال هذا اللقاء البرلمان والكاتب الصحفي الأستاذ محمد بوعزارة الذي أثبت وجوده و بكل جدارة نيابة عن كل المسئولين والسلطات والكثير من المنتخبين المحليين ممن تغيبوا عن فرصة الجلوس لمثل هؤلاء الأهرام . وعلى هامش الملتقى الوطني للإنشاد والمديح الذي نظمته جمعية الفردوس بالأغواط ، كان لنا فرصة اللقاء بفضيلة الشيخ الدكتور عكرمة صبري، خطيب المسجد الأقصى ورئيس الهيئة الإسلامية العليا ورئيس هيئة العلماء والدعاة وعضو الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، فكانت لنا معه هذه الدردشة.أوضح العلامة صبري عكرمة أن الجهد الذي بذله خلال ال 30 عاما إنما هو بمثابة الجهد المقلّ وأن جهده هذا إنما هو أقل ما يمكن أن يقوم به تجاه القضية الفلسطينية بعامة و قضية القدس بخاصة ، علما أن الرجل جال وصال العالم من أجل الدفاع عن قضيته وهو المرابط ببيت المقدس رغم الإغراءات و عروض العمل التي قدمت له خارج وطنه ، بالإضافة إلى أعماله التي لا يمكن حصرها في أسطر وجيزة، أدناها نشر ما يقارب ال 20 إصدارا عن القضية الفلسطينية، كما يرى خطيب مسجد الأقصى أن قضية بيت المقدس معقدة وشائكة بحاجة إلى جهود كبيرة تتحمّلها الأنظمة العربية والإسلامية مجتمعة، مؤكدا قوله في كل حين إنه لا يجوز أن نترك وحدنا مكررا "لا تتركونا وحدنا، لا تتركونا وحدنا..."، و أضاف قائلا إن الأخطار أكبر من حجمنا. نحن نقدم الجهد ضمن الإمكانات المتاحة لنا، لكن هذا لا يكفي لأننا بحاجة إلى دعم مباشر من الأنظمة العربية والإسلامية لتتحمّل مسؤولياتها . رفقة شيخ المنشدين - الترمذي . تجدر الإشارة أن الشيخ صبري عكرمة، قد خاض الكثير والعديد من الميادين والفضاءات في سبيل الدفاع والتعريف بالقضية الفلسطينية بالإضافة إلى صولاته و جولاته عبر العديد من الأقطار. وفي هذا الصدد، كان من الملاحظ أن الأطراف الغربية خصوصا لا تتقبل الطروحات العربية والفلسطينية حسب ما أشار إليه في السابق ، عكس ما يحدث الآن، كما يراه بعض المحللين وبالأخص بعد تقرير "غولدستون" وبعدما وقع في الكثير من المنظمات المدنية، خاصة لحقوق الإنسان، ليضيف صبري عكرمة أن العدوان الغاشم على قطاع غزة ودعم الحكومة اليمينية لليهود المتطرفين في انتهاكاتهم للمسجد الأقصى المبارك أنه الإجراء الذي غيّر وجهة نظر الدول الغربية تجاه إسرائيل التي كانت مخدوعة بالإعلام الإسرائيلي، حسبه. ويضيف في ذات السياق، أن هذه الإجراءات كشفت إسرائيل على حقيقتها، وبالتالي يوضح الدكتور نحن لاحظنا بتغيّر في السياسة الدولية تجاه إسرائيل وعلى العرب والمسلمين، ويخص بالذكر الإعلاميين، أن يستثمروا هذا التغيير للتركيز على مشروعية حقوقنا الفلسطينية وعلى الاعتداءات التي تنتقص حقوقنا من قبل السلطات المحتلة، ونأمل من وسائل الإعلام بمختلف أنواعها قائلا أن تركز على القدس وعلى الأقصى بصفة عامة، مؤكدا في الأخير حبّه العميق للجزائر التي لطالما تفاعل معها الشعب الفلسطيني الذي كان مساندا للشعب الجزائري إبان الاحتلال الفرنسي ، وسرد من خلالها بعض المواقف التي كان يساهم بها الشعب الفلسطيني أيامها . نبذة موجزة عن الدكتور الشيخ صبري عكرمة : ولد الشيخ عكرمة في مدينة قلقيلية عام 1939م ، متزوج وله خمس من الأبناء: ثلاثة ذكور وبنتان، ومقيم ومرابط بالقدس ، تحصل عام 1963 م على البكالوريوس في الدين واللغة العربية ، وفي عام 1989 م تحصل على الماجستير في الشريعة ، و عام 2001 نال الدكتوراه (العالمية) في الفقه العام من كلية الشريعة والقانون في جامعة الأزهر بمصر كان موضوع رسالته آنذاك ' الوقف الإسلامي بين النظرية والتطبيق'. وله العديد من النشاطات الدولية والعربية و المحلية من بينها , كان قاضيَ بيت المقدس وعضوَ محكمة الاستئناف الشرعية ، و كذا عضو مؤسس للهيئة الإسلامية العليا في القدس ، و مفتي عام للقدس وضواحيها والديار الفلسطينية ، وهو مؤسس هيئة العلماء والدعاة في فلسطين عام 1992م و هو رئيسها ورئيس مجلس الفتوى الأعلى في فلسطين ، وبطبيعة الحال هو خطيب المسجد الأقصى المبارك ، كما تتلمذ العلاّمة الشيخ عكرمة على يد علماء أجلاء إضافة إلى والده المرحوم الشيخ سعيد صبري، منهم الشيخ العلامة المرحوم مصطفى الزرقا والمرحوم معروف الدواليبي والمرحوم الدكتور محمد حسين الذهبي والشيخ ياسين الشاذلي.. من مشاركاته ، مؤلفاته و أبحاثه العلمية التنوير في العقيدة والتفسير، الدعوة الإسلامية ضرورة واجبة. مذكرات في الحديث الشريف (ثلاثة أجزاء). حقنا في فلسطين. ومن أبحاثه: منزلة القدس في الإسلام. فلسطين،الإنسان والأرض،المقدسات والأوقاف الإسلامية في فلسطين تحت الاحتلال ، الحفاظ على هوية الأمة وشخصيتها . إنسانية الحضارة الإسلامية .كما شارك في العديد من الندوات والمؤتمرات العالمية: شارك في مئات الندوات والمؤتمرات التي عقدت في فلسطين وخارجها من الدول العربية والإسلامية والعالمية