ضرورة تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء في الآلية الإفريقية للتقييم من قبل النظراء وتكثيف الدعم لها لضمان تحقيق أهدافها    ندوة علمية بالعاصمة حول أهمية الخبرة العلمية في مكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية    بوريل: مذكرات الجنائية الدولية ملزمة ويجب أن تحترم    ربيقة يستقبل الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين    توقرت.. 15 عارضا في معرض التمور بتماسين    الأسبوع العالمي للمقاولاتية بورقلة : عرض نماذج ناجحة لمؤسسات ناشئة في مجال المقاولاتية    قريبا.. إدراج أول مؤسسة ناشئة في بورصة الجزائر    رئيس الجمهورية يتلقى رسالة خطية من نظيره الصومالي    اجتماع تنسيقي لأعضاء الوفد البرلماني لمجلس الأمة تحضيرا للمشاركة في الندوة ال48 للتنسيقية الأوروبية للجان التضامن مع الشعب الصحراوي    تيميمون..إحياء الذكرى ال67 لمعركة حاسي غمبو بالعرق الغربي الكبير    الفريق أول شنقريحة يشرف على مراسم التنصيب الرسمي لقائد الناحية العسكرية الثالثة    سايحي يبرز التقدم الذي أحرزته الجزائر في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات    الجزائر ترحب "أيما ترحيب" بإصدار محكمة الجنايات الدولية لمذكرتي اعتقال في حق مسؤولين في الكيان الصهيوني    بوغالي يترأس اجتماعا لهيئة التنسيق    سوناطراك تجري محادثات مع جون كوكريل    عطاف يتلقى اتصالا من عراقجي    مكتسبات كبيرة للجزائر في مجال حقوق الطفل    حوادث المرور: وفاة 11 شخصا وإصابة 418 آخرين بجروح بالمناطق الحضرية خلال أسبوع    أدرار: إجراء أزيد من 860 فحص طبي لفائدة مرضى من عدة ولايات بالجنوب    توقيف 4 أشخاص متورطين في قضية سرقة    هذه حقيقة دفع رسم المرور عبر الطريق السيّار    الجزائر العاصمة.. وجهة لا يمكن تفويتها    توقيف 55 تاجر مخدرات خلال أسبوع    التأكيد على ضرورة تحسين الخدمات الصحية بالجنوب    رفع دعوى قضائية ضد الكاتب كمال داود    المجلس الأعلى للشباب ينظم الأحد المقبل يوما دراسيا إحياء للأسبوع العالمي للمقاولاتية    غزة: ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 44056 شهيدا و 104268 جريحا    صناعة غذائية: التكنولوجيا في خدمة الأمن الغذائي وصحة الإنسان    منظمة "اليونسكو" تحذر من المساس بالمواقع المشمولة بالحماية المعززة في لبنان    غزة: 66 شهيدا و100 جريح في قصف الاحتلال مربعا سكنيا ببيت لاهيا شمال القطاع    كرة القدم/ سيدات: نسعى للحفاظ على نفس الديناميكية من اجل التحضير جيدا لكان 2025    حملات مُكثّفة للحد من انتشار السكّري    الجزائر تتابع بقلق عميق الأزمة في ليبيا    الرئيس تبون يمنح حصة اضافية من دفاتر الحج للمسجلين في قرعة 2025    الجزائر متمسّكة بالدفاع عن القضايا العادلة والحقوق المشروعة للشعوب    بين تعويض شايل وتأكيد حجار    ارتفاع عروض العمل ب40% في 2024    التسويق الإقليمي لفرص الاستثمار والقدرات المحلية    3233 مؤسسة وفرت 30 ألف منصب شغل جديد    طبعة ثالثة للأيام السينمائية للفيلم القصير الأحد المقبل    الشريعة تحتضن سباق الأبطال    قمة مثيرة في قسنطينة و"الوفاق" يتحدى "أقبو"    90 رخصة جديدة لحفر الآبار    خارطة طريق لتحسين الحضري بالخروب    الوكالة الوطنية للأمن الصحي ومنظمة الصحة العالمية : التوقيع على مخطط عمل مشترك    دعوة إلى تجديد دور النشر لسبل ترويج كُتّابها    مصادرة 3750 قرص مهلوس    فنانون يستذكرون الراحلة وردة هذا الأحد    رياضة (منشطات/ ملتقى دولي): الجزائر تطابق تشريعاتها مع اللوائح والقوانين الدولية    الملتقى الوطني" أدب المقاومة في الجزائر " : إبراز أهمية أدب المقاومة في مواجهة الاستعمار وأثره في إثراء الثقافة الوطنية    ماندي الأكثر مشاركة    الجزائر ثانيةً في أولمبياد الرياضيات    هتافات باسم القذافي!    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    الأمل في الله.. إيمان وحياة    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    نوفمبر زلزال ضرب فرنسا..!؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اعتقلت 11 مرة من أجل القدس وموقف عباس نسف المصالحة
الشيخ عكرمة صبري خطيب المسجد الأقصى في منتدى الشروق


الشيخ عكرمة صبري في فوروم الشروق
لم يكن هناك أقدر من الشيخ عكرمة صبري، خطيب المسجد الأقصى، لينقل صورة ومعاناة المقدسيين اليومية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي الذي يستهدف المقدسات الإسلامية بالمصادرة والتهديم والتخريب.
*
ولهذا، كشف في "منتدى الشروق" عن بعض جوانب المأساة الفلسطينية التي تاهت بين احتلال صهيوني خانق، وانقسام فلسطيني مُحيّر ومُؤلم، وتخاذل عربي فاضح، في غياب أفق قد يعيد للفلسطينيين تفاؤلهم وإيمانهم بدعم إخوانهم الذي لم يتجاوز الدعم المعنوي في أكثر أحيانه. وفي السياق ذاته، تحدث الشيخ عكرمة عن مشكلات العالم الإسلامي، وفي مقدمتها الفتنة الطائفية التي يُراد لها أن تكون سببا للانقسام والفرقة والتناحر، بدعوى إحياء الصراعات الشيعية السنية التي يُراد لها أن تصرف النظر عن العدو الحقيقي في المنطقة، وهو الكيان الصهيوني.
*
الأقصى يحمّل الصحفيين مسؤولية حياته!
شدّد الشيخ عكرمة صبري على ضرورة لعب وسائل الإعلام العربية والإسلامية لدورها الكامل لحماية القضية الفلسطينية من التشويه، الذي تتعرض له بفعل الممارسات اليهودية التي يعدها علماء وحكماء بني صهيون، ويتأتى ذلك من خلال إعداد تقارير صحفية بصفة مستمرة تتعرض للواقع الذي تعيشه فلسطين يوميا، بالإضافة إلى المقالات التحليلية التي تشرح القضية الفلسطينية وتوسع فهم الأجيال لها. من جهة أخرى، شدد على ضرورة تخصيص حيز يومي في المجال الإخباري للصحف والمجلات العربية، وكذا القنوات الفضائية والتلفزيونات الحكومية، حتى تبقى القضية حية مع التركيز على فضح الأفعال الإسرائيلية الدنيئة الممارسة يوميا في حق المسجد الأقصى، مشددا كذلك على ضرورة وعي الصحفيين العرب والمسلمين بكل الجوانب المتعلقة بالقضية باعتبارها تحديا مشتركا يقتضي أن يلعب كل واحد دوره مهما كان موقعه وحجمه. وأضاف خطيب مسجد الأقصى أن إسرائيل تخاف من الإعلام لأنه الوحيد القادر على كشف حقيقتها أمام الرأي العام الدولي، وهو الشاهد الوحيد على ماتقترفه من جرائم في حق الفلسطينيين، لذلك لابد أن يدرك كل الصحفيين دورهم في هذه المعركة المحورية. وأشار الشيخ عكرمة إلى ضرورة اجتهاد الباحثين العرب والمسلمين لإعداد دراسات متواصلة عن القضية الفلسطينية، كما دعا إلى بناء مزيد من المراكز البحثية المتخصصة في شؤون الأقصى في مختلف أنحاء العالم ، حتى تساهم بدورها في نشر الحقيقة وتجعل مما يحدث في فلسطين انشغالا يخص كل الشعوب في العالم، بالإضافة إلى إنشاء مواقع إلكترونية متخصصة في شؤون القضية. وقال الشيخ أن الشيء الوحيد الذي يجعل القضية حية في كل القلوب هو كشف الإعلام للممارسات الوحشية التي يتعرض لها الفلسطينيون، وكذا التوثيق لكل تداعيات الوضع في فلسطين بكل الوسائل والطرق التي تجعل الموقف الفلسطيني قويا في المحافل الدولية.
*
لا نشكك أبدا في دور الجزائر تجاه قضية فلسطين
أشاد الشيخ عكرمة صبري بموقف الجزائر الثابت تجاه القضية الفلسطينية قائلا "القدس في قلب الجزائر والجزائر في قلب القدس.. هذا ماحفظناه عن ظهر قلب من خلال مختلف المحطات التي مرت بها القضية الفلسطينية".
من جهة أخرى قال إن دعم الجزائر لفلسطين معنويا وماديا لم يتوقف يوما، وأن القضية الفلسطينية هي أكثر القضايا حضورا في المشهد الشعبي والسياسي والإعلامي الجزائري "تصلنا أخبار طيبة من الجزائر المناضلة في سبيل القضايا الإنسانية عموما والقضية الفلسطينية خصوصا، ونحن لا نشكك في هذا الدور ونعتبره من أهم الأدوار البارزة لدى الدول العربية والإسلامية". واعترف الشيخ أنه كان يتوق لزيارة الجزائر منذ أمد بعيد، وأن تواجده بين الجزائريين علامة فاصلة في مسيرته الدعوية الطويلة، لأنه سيلتقي من خلالها الأشقاء الجزائريين لينقل لهم تفاصيل معاناة الأقصى الذي يعيش يوميا جروحه، التي على رأسها استمرار الحفريات اليهودية التي قد تؤدي إلى هدم المسجد الأقصى بمرور الوقت. وبلغ الشيخ رسالة للجزائريين وهي "الجزائريون ناضلوا واستشهدوا لتحرير وطنهم من نير الاستعمار الفرنسي، وواجبها اليوم الوقوف مع فلسطين لأن استقلال الجزائر دون استقلال فلسطين يبقى ناقصا".
*
القدس بحاجة إلى ميزانية سنوية قدرها 500 مليون دولار
العرب لم يدعموا القدس حتى قبل انشقاق الصف الفلسطيني
انتقد الشيخ عكرمة عدم تفاعل العرب مع الحاجات المادية للمدينة المقدسة التي قدرها ب500 مليون دولار سنويا، قال انها ستساهم في دعم صمود المقدسيين وضمان وجودهم في المدينة. عبر الشيخ عكرمة صبري عن خيبته من الدعم العربي للقدس، وقال أن الدعم العربي للقدس لم يكن موجودا قبل الشقاق الداخلي ولا بعده، وقال أن الذين يتحججون بالانقسام الفلسطيني هم أناس يبحثون عن حجج تغطي عدم دعمهم للقدس، ولئن اعترف الشيخ عكرمة بأن دعم القدس صعب بسبب رفض سلطات إسرائيل إدخال معونات إلى مدينة القدس وسماحها بذلك لرام الله وغزة فإن هناك طرقا أخرى كثيرة يمكن من خلالها دعم مدينة القدس منها التبرع لصالح المستشفيات التي تملك حسابات خارج مدينة القدس مثلا. ومع تلك الخيبة، تحدث الشيخ عكرمة عن مواقف ايجابية لدول لم يسميها قال بأنها وقفت إلى جانب الفلسطينيين في دفاعهم عن القدس وبتلك المواقف فرضت ضغطا مباشرا وغير مباشر على إسرائيل جعلها تتراجع عن مواقفها، ومن بين هذه المناسبات تحدث عكرمة عن الاعتكاف الأخير للفلسطينيين داخل الحرم القدسي، وبسبب الضغط الذي فرضته هذه الدول لم يقتحم الصهاينة المسجد الأقصى، كما كان مبرمجا، ثم بعد ذلك لم يعتقلوا المعتكفين حين خروجهم من المسجد، وقال أن هذه الضغوطات تعد دعما تعين المقدسين على الصمود، لأنهم يحسون أن هناك من يساندهم ويقف إلى جانبهم، ثم أضاف الشيخ عكرمة أن هذا الضغط من الدول العربية والإسلامية -على أهميته- ليس كافيا وليس في مستوى الطموح والمنتظر، حيث قدر إمام الأقصى أن المدينة المقدسة تحتاج إلى ميزانية سنوية قدرها 500 مليون دولار، وهو مبلغ -حسبه- في متناول الدول العربية ولكن...
*
وأضاف الشيخ عكرمة قائلا أن على الدول العربية أن تعرف واجبها، لأن الأقصى ليس ملكا للفلسطينيين وإنما هو مسؤولية كل المسلمين في العالم، ولهذا نحن طلبنا بعقد لقاء قمة إسلامية يكون القدس هو موضوعها الوحيد، لأن طرح موضوع آخر سيكون محل خلاف، واقترحنا بندين فقط، أحدهما أن يتعلق بإيجاد ميزانية للمدينة لا تقل عن المبلغ الذي قلته آنفا، هذا المبلغ نحتاجه لبناء بيوت ودعم بقاء المقدسين في المدينة. الموضوع الآخر هو العمل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، لأن وجوده هو سبب معاناة شعبنا وهو الذي يهدد الأقصى.
*
الشيخ عكرمة صبري يفضح التعامل الصهيوني مع المقدسات الإسلامية
الحفريات تهدد الأقصى بالانهيار واليهود لم يصلوا إلى أي إثبات تاريخي لهم بالمنطقة
صرّح الشيخ عكرمة سعيد صبري رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى أن الحفريات اليهودية بالمسجد الأقصى وصلت إلى درجة خطيرة نفذت إلى أسفل الأقصى وتسببت في هدم الكثير من الآثار والمنشآت الحديثة، وقال إن اليهود أعلنوا منذ فترة بأن أي زلزال بقوة 5 درجات على سلّم ريشتر يمكن أن يتسبب في هدم المسجد، لإبعاد تهمة الحفريات عنهم وتغييب ما قاموا به منذ القرن التاسع عشر بحثا عمّا يثبت تاريخهم في المنطقة، خاصة هيكل سليمان المزعوم. وأضاف الشيخ عكرمة صبري لدى نزوله ضيفا على منتدى الشروق اليومي أن المسجد الأقصى مهدد من ناحيتين من الحفريات التي يستمر فيها اليهود منذ عقود، وكذا من الاقتحامات المتكررة لساحة الأقصى. وفصّل ضيف الجزائر القول في أمر الحفريات أنها قديمة وحديثة، فهي قديمة منذ القرن التاسع عشر، حينما كان اللوبي الصهيوني يكلّف خبراء آثار أجانب ليزوروا فلسطين بحجة البحث العلمي وحفظ التراث، غير أن الهدف من ورائها هو البحث عن آثار يهودية قديمة تثبت وجودهم التاريخي بالمنطقة إلا أنهم لم يجدوا شيئا. أما الحفريات الحديثة، حسب تصريحات الشيخ عكرمة، فقد بدأت بعد حرب 1967 بشكل واسع ورصدت لها الحكومة الإسرائيلية ملايين الدولارات من أجل البحث عن آثار يهودية بشكل عام، والبحث عمّا يسمى هيكل سليمان المزعوم بشكل خاص. وأشار خطيب القدس أن هذه الحفريات بدأت في ثلاث مسارات: حفريات في البلدة القديمة وتوجهت باتجاه الغرب إلى المسجد الأقصى، وأخرى في بلدة سلوان اتجهت إلى الشمال للجدار الجنوبي للمسجد الأقصى، وهناك حفريات محاذية للجدار الغربي ونفذت إلى أسفل الأقصى. وذكر ضيف المنتدى أنه اكتشف حديثا شبكة أنفاق في بلدة سلوان أدّت إلى تدمير آثار كنعانية قديمة وأخرى رومانية، إضافة إلى هدم مدرسة للطالبات نتيجة هذه الحفريات المتواصلة على يد اليهود، مضيفا أن بنيان الأقصى حاليا مفرغ من الأسفل لأن التراب قد أزيل من حول أساساته، وأن هذه الحفريات لم يجد اليهود من خلالها أي حجر له علاقة بالتاريخ اليهودي القديم، واعترف بذلك خبراء آثار اليهود أنفسهم. وأضاف شيخ الأقصى أنه "نحن كعرب لا ذنب لنا في هذا الموضوع، لأن اليهود لم يتمكنوا من إيجاد حضارة لهم سابقة، وهم قوم دخلوا في صراع دائم مع اليونان ومع الرومان والآشوريين وجميع الشعوب والأمم التي غزت فلسطين"، ليختم بالقول "إن العرب هم أقدم الشعوب في فلسطين وبقوا فيها واستمروا في حضارتهم، حتى أن التوراة ذكرت عن فلسطين بأنها أرض كنعان، والمعروف أن الكنعانيين من القبائل العربية ومن أصول يبوسية وأن بلدة سلوان التي تقع في جنوب المسجد الأقصى هي الموطن لليبوسيين العرب".
*
قال إن حماس ليست وحدها ضد تأجيل التصويت في مجلس حقوق الإنسان
موقف السلطة من تقرير غولدستن نسف آمال المصالحة الفلسطينية
حاولت التوسط بين الفرقاء لكنهم قالوا لي: لا نريد إحراجك
*
قال خطيب المسجد الأقصى ورئيس الهيئة الإسلامية العليا في فلسطين الشيخ عكرمة صبري أن الفلسطينيين كلهم كانوا ضد قرار تأجيل التصويت على تقرير غولدستن، وأضاف أن محاولة إظهار حماس على أنها المعارض الوحيد لذلك الموقف هو محاولة لتزييف الحقائق، وقال إن ذلك القرار عمق الشرخ وضيق فرص المصالحة والوحدة. أكد الشيخ عكرمة صبري أن الموقف من تقرير غولدستن سيواصل شرخ الصف الفلسطيني، معتبرا أن إعادة التقرير إلى مجلس حقوق الإنسان والتصويت عليه سوف لن يحل المشكلة كما يتصور البعض، وأضاف الشيخ عكرمة الذي أمّ المصلين الجمعة الماضية في المسجد الأقصى أن موضوع تأجيل التصويت على التقرير لم يكن مشكلا بين فتح وحماس وإنما "كل الشعب الفلسطيني أدان واستاء من القرار"، وأضاف رئيس الهيئة الإسلامية العليا الذي نزل أمس ضيفا على جريدة الشروق أن قرار تأجيل التصويت كان قرارا انفراديا اتخذه شخص وبطانته وأثار استياء أطراف حتى داخل السلطة الفلسطينية، ولكن الشيخ عكرمة رفض ذكر اسم الشخص الذي يعتقد أنه هو الذي قرر تأجيل التصويت على تقرير غولدستون، وشرح عكرمة صبري أن الخلاف حول تقرير غولدستون لم يكن خلافا بين فتح وحماس وإنما بين الفلسطينيين والذي قرر التأجيل وبالتالي ورغم التصويت فإن أثر القرار لم يزل. إلى ذلك كشف الشيخ عكرمة صبري أنه حاول التوسط بين الفرقاء الفلسطينيين لكن أطراف قالت له "لا نريد أن نحرجكم" وهو إشارة فهم منها أن الذي واجهه بهذا الكلام كانت لهم نية مسبقة لعدم التصالح مع الطرف الآخر، وأضاف الشيخ عكرمة أن هناك أمورا أخرى تحول بينه وبين القيام بوساطة بين الفرقاء أهمها أن سلطات الاحتلال تمنعه من دخول غزة، وهو قد يعقد من أي مبادرة يطلقها، ولكنه في الوقت ذاته قال الشيخ عكرمة إنه يتحدث ويدعو الى الوحدة في كل خطب الجمعة التي يلقيها ويدعم دعوته بالتذكير بآيات وأحاديث تدعو إلى توحيد الصف وتنبذ الفرقة وقال إن كلامه بأن تقرير غولدستن نسف مشروع المصالحة ليس تعبيرا عن أمل أو رغبة شخصية إنما هو تحليل وقراءة لواقع يشهده في الأقصى ونقل لما شهده من مواقف الفلسطينيين المقدسيين، وفي المقابل طمأن الشيخ عكرمة بأن الخلاف السياسي لم ولن يؤثر على الفلسطينيين في بيت المقدس لأنهم يقفون جميعا ضد مخططات الاحتلال ولا يوجد فرق بين حماسي وفتحاوي كلهم ضد تهويد القدس وكل يتصدون للمحاولات الصهيونية المتطرفة الراغبة في التسلل إلى الحرم القدسي، وقال إن المقدسيين كلهم كانوا ضد تأجيل تقرير غولدستن وبمختلف توجهاتهم كانوا معتكفين داخل الأقصى حين خطط الصهاينة للتسلل إلى داخل الحرم بمناسبة عيد المظلة لديهم.
*
أكد أنه لا خطوط حمراء في خطبه، خطيب المسجد الأقصى يكشف:
*
"اعتقلني الإسرائيليون11 مرة بتهمة تهديد أمن إسرائيل"
دعوت على أمريكا قبيل 11 سبتمبر فاعتقلوني مباشرة بعد الأحداث
كشف الشيخ عكرمة صبري أنه لايعترف بالخطوط الحمراء في خطبه التي يلقيها أسبوعيا في المسجد الأقصى، وذكر أنه يتحدث في خطبتي الجمعة عن موضوع حول حدث هام من أحداث الأسبوع التي لها علاقة بالقضية الفلسطينية، وكذا بالقضايا المتعلقة بالعرب والمسلمين، لكن مايحدث في القدس يأتي في مقدمة المواضيع التي تسيطر على الخطبتين، مع الاستشهاد في ذلك بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة التي تجعل القضية الفلسطينية حية باستمرار في قلوب المقدسيين. وأضاف الشيخ عكرمة أنه يتعرض باستمرار لمضايقات من الكيان الإسرائيلي "استدعيت11 مرة خلال الفترة التي تلت أحداث11 سبتمبر إلى غاية اليوم، وأذكر أن الاستدعاء الأول كان مباشرة بعد الأحداث، حيث حققت معي السلطات الأمنية الإسرائيلية حول محتوى خطبة كنت ألقيتها قبل الأحداث بشهر تقريبا، وتمت مساءلتي حول دعاء قلته في خطبة الجمعة وهو "اللهم جلل البيت الأبيض بالسواد، فأجبتهم أني رفعت يدي بالدعاء وأن الله من حقه أن يستجيب للدعاء كما من حقه عدم الاستجابة، وهذه المرة استجاب، وأنا لا دخل لي في ذلك، وأذكر أيضا أن في تلك الحادثة اتهمت بالضلوع في أحداث 11 سبتمبر التي استهدفت البيض الأبيض". من جهة أخرى، قال ضيف الشروق أن المضايقات التي يتعرض لها العلماء كثيرة، مشيرا إلى أنها لاتصدر عن قوى الاحتلال فقط، بل من أطراف أخرى رفض الكشف عنها، مبررا ذلك بكون الكلام في هذه المسائل يؤثر سلبا على القضية الفلسطينية التي تحتاج في الوقت الراهن إلى الوحدة أكثر من حاجتها إلى الفتن، مؤكدا أن دور العلماء يكمن في توجيه الناس بحنكة المتفطن لكل مخططات اليهود التي تستهدف هذه الوحدة. وأكد الشيخ عكرمة أن وظيفته الأساسية في بيت المقدس تتجلى في العمل مع شباب الأقصى للتصدي لآلة العدو الإسرائيلي التي تستهدف المفاهيم، حيث يعملون جنبا إلى جنب لتصحيح المصطلحات الخاطئة التي تروّج لها إسرائيل عبر وسائل الإعلام العالمي، قصد ترسيخها في العقول ولتحويل الرأي العام الدولي عن المقاصد الحقيقية للمقاومة الفلسطينية، مشيرا في ذات الإطار إلى ضرورة التفاف الآلة الإعلامية العربية والإسلامية حول المتفقهين في شؤون الأقصى قصد الترويج لأفكارهم القريبة من الواقع الحقيقي لسكان بيت المقدس. وغير بعيد عن المشاكل التي يعانيها برفقة علماء ثالث الحرمين، أكد الشيخ عكرمة أنه مؤمن برسالته التي تجعله غير بعيد عن الموت، مضيفا أن إسرائيل تبين للرأي العام الدولي أنها تعامل الفلسطينيين من سكان القدس لما قبل عام 67 على أنهم مواطنون لديهم كافة الحقوق، حيث تسهل لهم التنقل وتحاول أن توفر لهم الحياة العادية حتى تقول للعالم أن القدس مستقر، وأنه تابع للكيان الإسرائيلي مائة بالمائة. وأشار الشيخ أنه في تنقلاته إلى الخارج يعاني الكثير من المضايقات، لكنها لاتصل إلى درجة المضايقات التي يتعرض لها سكان الضفة والقطاع، حيث يعامل سكان القدس بنوع من المرونة للسبب المذكور آنفا. وأضاف أنه يتعرض للمساءلة في كل حاجز لدى عودته إلى فلسطين بعد قيامه بجولات دعوية في مختلف الدول التي يزورها سنويا للتحسيس بالقضية الفلسطينية.
*
قال إن الفتنة الطائفية شر على جميع المسلمين، خطيب المسجد الأقصى يؤكد
أمريكا هي التي تؤجج الصراع بين السنة والشيعة
كشف الشيخ عكرمة صبري أن الخلاف الدائر حاليا بين السنة والشيعة وما يشهده من تأجيج وتصعيد لا يخدم مصلحة أحد من المسلمين، سواء كانوا سنة أو شيعة. وقال خطيب المسجد الأقصى إنه رغم عدم موافقته على عقائد الشيعة إلا أنهم موجودون منذ حوالي 14 قرنا، وعاشوا في كنف جميع الدول الإسلامية التي تعاقبت في التاريخ، ولهذا فالحديث عن إبادتهم أو مواجهتهم بما يدفع إلى الإبادة والحروب الأهلية أمر غير معقول، مؤكدا أن تأجيج هذا الصراع اليوم إنما تستثمر فيه الولايات المتحدة الأمريكية من أجل إضعاف الطرفين، ولا مصلحة لأحد من المسلمين في هذا العداء بل على العكس يخدم قوى الاحتلال ويرسخ وجودها في الدول العربية المحتلة، في حين يزداد المسلمون ضعفا وتشرذما وتفرقا. وفي السياق ذاته، قال ضيف منتدى "الشروق" إنه لمن الخطأ الجسيم أن يوجه العرب من أهل السنة سهامهم نحو إيران باعتبارها الخطر الذي يهدد المنطقة، وينسون الكيان الصهيوني الذي يمثّل التهديد الحقيقي لجميع المسلمين، متسائلا عن جدوى الزج بالمسلمين في صراع طائفي يأتي على الأخضر واليابس. وقال الشيخ عكرمة صبري إنه حتى أهل السنة لا يمثل كثير منهم السنة، ويعيشون متفرقين تعصف بهم الولاءات والأهواء، في حين أن التوحد ينبغي أن يكون غايتهم الأساسية، لاسيما وأن الطريق نحو التحرر لابد وأن يمر عبر الاجتماع لا الفرقة. واستنكر الشيخ بعض من يتهم كل حريص على توجيه السهام نحو إسرائيل بدل إيران بأنه "يخدم الأجندة الإيرانية"، متسائلا: "وكيف نعتبر من يقلل من الخطر الإسرائيلي وأي أجندة يخدم"؟ ليجيب بعدها: "إنها أجندة أمريكية". وفي سياق متصل، أشار الشيخ إلى الخلاف الحاصل بين مؤيد للمقاومة ومعارض لها، وخاصة أولئك الذين استنكروا أن تقدم إيران دعمها للمقاومة، متسائلا: "ماذا قدم لها بقية العرب حتى تستغني عن دعم إيران؟"، وأبدى أسفه لحال الفرقة التي وصلت إليها الأمة بما يخدم مصالح أعدائها ويجعلها محط أطماعهم.
*
لا يجوز لمسلم أن يقتل مسلما بأي مبرر
أكد الشيخ عكرمة صبري على حق الشعوب المحتلة في المقاومة من اجل الحصول على حريتها ولكن في نفس الوقت أكد على حرمة قتل المسلم للمسلم، ودعا إلى ضرورة التفريق بين المقاومة التي هي حق وبين الإرهاب الذي هو سلوك مدان، وشدد على أن قتل المسلم للمسلم في كل الحالات سلوك محرم، ولا يمكن أن نجد له أي شيء يبرره تحت أي بند من البنود، وقال إن هذا الكلام قاعدة عامة وحيث وجد مسلمون يقتلون مسلمين فإننا نقول لهم لا يجوز لكم ذلك، وأضاف الشيخ عكرمة انه "للأسف نرى ونسمع يوميا مسلمين يقتلون مسلمين وذلك مما لا يجوز". وفي سياق متصل إنتقد الشيخ عكرمة صبري جماعة جند الله التي حاولت القيام بإنشاء دولة داخل قطاع غزة الذي يفتقد أصلا إلى مقومات الدولة، وقال أن حملهم للسلاح أفقدهم أي حق، وأضاف أن تلك المبادرة مبادرة مؤسفة، لأنه عوض التوحيد ورأب الصدع حاولت هذه الجماعة خلق تشقق جديد. وقال عكرمة صبري أن جماعة جند الله التي حملت السلاح وأعلنت إقامة دولة خاص بها لم تترك مجالا لأحد من اجل الحوار أو محاولة حل الأزمة بطريقة سلمية، بل سلوكهم كان مبررا للقيام بعملية عسكرية ضدهم.
بنت عليها إسرائيل منشآت هامة
أوقاف الجزائريين والمغاربة من أكبر الأوقاف في فلسطين والقدس
صرح الشيخ صبري عكرمة بأن أكبر جزء من الأوقاف في فلسطين وفي القدس هي الأوقاف المغاربية مقارنة مع بقية الأوقاف العربية، وأشهرها على الإطلاق حارة المغاربة وبلدة عين كارم، على الرغم من هدم الإسرائيليين لحي المغاربة في1967 وهلاك 900 عائلة، وألفت كتبا في وقف المغاربة بفلسطين وكيف أن اليهود أقاموا عليها أشهر المنشآت. وذكر الدكتور عكرمة بأن الأوقاف المغربية واسعة جدا في فلسطين عامة والقدس خاصة، مواصلا الشرح بأن القصد بتسمية المغاربة سكان شمال افريقيا، المنحدرين من الجزائر، تونس، ليبيا والمغرب الأقصى، مضيفا أنه من الناحية الفقهية لا نميز مغاربة وسكان شمال افريقيا. وتطرق الشيخ إلى أهم وقف للمغاربة في القدس وهو "حي المغاربة" الملاصق لحائط البراق أو ما يعرف بحائط المبكى، حيث هدمته القوات الإسرائيلية في 1967 وكان يضم 900 بيت وعائلة، وتشرد سكانه في أحياء مدينة القدس، ومما يروى وقتها أن حتى كبار السن رفضوا الخروج فجاءت الجرّافات الإسرائيلية وهدمت البيوت عليهم، يقول ضيف المنتدى. وأضاف أن هناك كتب ألفت في وقف المغاربة، ومن الأوقاف الواسعة حي المغاربة في بلدة عين كارم، إذ أقام فيها اليهود المستشفى الكبير "هداسة" بضواحي مدينة القدس. كما قال إن هناك زاوية لا تزال موجودة بالقدس وتعرف بزاوية بومدين الغوث تعود أصولها إلى أبي مدين الغوث دفين تلمسان، وهناك بيوت موقوفة أيضا لكن المواقع الشهيرة هي حارة المغاربة وأوقاف بلدة عين كارم.
*
أصداء المنتدى
- أبدى الشيخ عكرمة إعجابه بالرسم الكاريكاتوري لزميلنا باقي الذي تناول فيه تقرير غولدستون قبل يومين، معلقا أنه أحسن تعبير عما أريد به من وراء هذا التقرير.
- قال الشيخ عكرمة أن السؤال المتعلق بدعم الأمة العربية للقضية الفلسطينية دائما يحرجني وما من صحفي إلا ويسألنيه، فماذا عساني أقول؟.
- لم يجد الدكتور عكرمة ما يجيب به حيال سؤال أحد الصحفيين له عن السبيل الأمثل لمواجهة الكيان الصهيوني بين المقاومة والتطبيع، إلا أن يقول: "أنا عائد من هنا إلى القدس، في إيماءة منه إلى أنه لا يريد أن يدلي بأي تصريح يحرمه من الدخول إلى المقدس".
- قال الدكتور عكرمة إنه على الجزائريين أن يجيبوا عن السؤال المتعلق من وراء الهجمات الإرهابية بالجزائر؟، لأنه على طول بقائه في الجزائر وسؤاله عن هذا الأمر لم يجد أحدا يجيبه وهو ما استغربه الشيخ.
- تساءل الشيخ عن أصول المشرف على المنتدى الزميل مصطفى فرحات، ليجيبه باستغراب لما علم أن أصوله بربرية: عجبا كيف أن لغتك العربية سليمة!.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.