يعتبر شهر رمضان بالنسبة لأيادي الخير فرصة لتشرع أبوابها أكثر للعمل التطوعي في جو من التآزر حيث تُرسم تلك المشاهد التعاونية التي تهدف إلى خدمة الفقراء و المحتاجين وعابري السبيل كي لا يمر شهر رمضان مرور الكرام ليترك ذلك الأثر الإيجابي سواء على الصائمين أو القائمين على خدمة الغير. مظاهر للتعاون و التآزر في شهر الرحمة في جولة ل"الجلفة إنفو" عبر شوارع مدينة الجلفة خلال الأيام الأولى لشهر رمضان هذه السنة وجدنا مظاهر المبادرات والحملات الخيرية المنتشرة بين أهل الخير كما هو الحال بالنسبة لمطعم "عباد الرحمن" وسط مدينة الجلفة الذي سبق له العام الماضي و أن فتح أبوابه لعابري السبيل ليعيد المبادرة هذه السنة أيضا . و قادتنا جولتنا أيضا إلى جمعية "جزائر الخير" بمقرها الكائن "بحي قناني " فهي من بين الجمعيات التي لا يفوّت فريقها فرصة رمضان لإطلاق نشاطاتهم الخيرية التطوعية خاصة فيما يتعلق بحملات الإفطار للفقراء و المعوزين، و من داخل مطبخ الجمعية إلتقينا ب "الحاجة مسعودة" التي سخرت نفسها للعمل التطوعي في كل موسم لشهر رمضان من دون كلل أو ملل تحت درجة الحرارة المرتفعة، و رغم عدد الوجبات الكبيرة التي تحضرها إلا أن عزيمتها و إرادتها في فعل الخير كانت أقوى، هذا ما رأيناه وهي تدردش معنا وتشرح لنا ما تطبخه من أطباق حسب الأذواق و الإمكانيات المتوفرة ، حيث تأخذ بعين الاعتبار ذوق اللاجئين الأفارقة الذين لا يميلون في أكلهم الى السوائل بقدر ما يحبون الأكلات الجافة كالأرز الذي تحضره لهم، فجمعية "جزائر الخير" تتكفل بهاته الفئة وتقصد أماكن تواجدهم لتقديم وجبات الفطور لهم باعتبارهم إخوة في الدين رغم إقامتهم غير الشرعية في الجزائر. "جزائر الخير " ترسم مشاهد التكافل و تسطر برنامجها الخيري في الشهر الفضيل و عن ما يميز برنامج أعمال الخير لجمعية "جزائر الخير" في رمضان خلال هذه السنة، تحدث رئيس الجمعية السيد " العيهار بوروبة " في تصريح ل"الجلفة انفو" أنه تم إفتتاح مطاعم إفطار أخرى بالجلفة على غرار المطعم الرئيسي المتواجد بالجمعية أين يتم تحضير حوالي 45 وجبة للعائلات التي تأتي للمقر، كما تعمل على تحضير وجبات أخرى تقدم لعابري السبيل في الطرقات عند مداخل مدينة الجلفة، و تم فتح مطعم " لكورس " والمتواجد تحديدا بالقرب من مفترق الطرق رويني حيث سخره صاحبه للجمعية في شهر رمضان و هو يوفر حوالي 80 وجبة إفطار، أما المطعم المنظم على الهواء الطلق المتواجد في مفترق الطرق بالمخرج الشمالي للمدينة طريق الجزائر يوفر حوالي 30 وجبة وقد خصص لعمال الجزائرية للمياه . وتعمل الجمعية بنظام المداومة -كما صرح رئيس الجمعية – كما يقبل عليها الكثير من الشباب المتطوع للمساهمة في تقديم الخدمات حيث تم تشكيل فريق يتولى مهام جمع المواد الأساسية للطهي وفريق آخر يهتم بالطهي و تتكفل مجموعة أخرى بتوزيع الوجبات وتقديمها في المطاعم والطرقات و أخرى للتنظيم و منهم من يساهم في أكثر من مجموعة في جو من التآزر و التعاون في شهر الرحمة . و بالإضافة الى تحضير الإفطار، فإن الجمعية سطرت برامج مختلفة كتنظيم موائد للأيتام وكسوة العيد، و هي بالإضافة إلى ذلك بصدد تحضير جائزة "بلال" لأحسن مؤذن التي تنظمها سنويا، وأيضا مسابقات تربوية وتكريم الأسر القرآنية، و بالنسبة للسهرات الرمضانية فستعكف الجمعية على تنظيم أمسيات قرآنية تتخللها أذكار و مدائح دينية لتكون جمعية "جزائر الخير" نموذجا من نماذج العمل الخيري في رمضان .