تعرف الأيام الأخيرة من شهر رمضان حركة تضامنية واسعة تشارك فيها أطراف مختلفة، تتسابق لإفطار عابري السبيل والمعوزين والمشردين المحرومين من الدفء العائلي الموزعين عبر مختلف أحياء الوطن، خاصة بالقرب من المخابز، المحلات، الحدائق، المساحات العمومية وغيرها من الأماكن التي يتخذها هؤلاء ملجأ لهم طيلة النهار، ليغادرها بعضهم دقائق قبل آذان المغرب لتخلو شوارع الولاية ومختلف أحيائها من هؤلاء تماما.و ككل عام تستعد جيوش من عابري السبيل والمحرومين والطلبة والعمال وأولئك الذين أجبرتهم الظروف على قضاء شهر رمضان بعيدا عن العائلة، لاجتياح مطاعم الرحمة والإفطار الجماعي المنتشرة عبر مختلف ولايات الوطن، لتناول وجبة الإفطار، حيث تقرر فتح 691 مطعم على المستوى الوطني، والتي ستشرف عليها مصالح الهلال الأحمر الجزائري والكشافة الإسلامية الجزائرية. تجنيد لجان رقابة طبية لتجنب التسممات الجماعية أفادت وزارة التضامن الوطني والأسرة بأن الوزارة شرعت في برنامج خاص بمطاعم الرحمة خلال شهر رمضان والتي تم تغيير تسميتها لتصبح مطاعم الإفطار بدل مطاعم الرحمة، حيث تم تقرر فتح 691 مطعم على المستوى الوطني تحت إشراف الهلال الأحمر الجزائر والكشافة الإسلامية الجزائرية، كما رصدت غلافا ماليا وصل 6.8 مليار دينار للعملية التضامنية خلا الشهر الكريم، بشقيها المتعلق بقفة رمضان ومطاعم الإفطار، و من المنتظر أن تقدم 5 ملايين و170 ألف وجبة طيلة شهر رمضان، حيث ستفتح هذه المطاعم أبوابها بتراخيص خاصة تشرف عليها مصالح الهلال الأحمر الجزائري أو الكشافة الإسلامية الجزائرية، حيث سيقوم أكثر من 13 ألف متطوع بالإشراف على عملية إفطار الصائمين في هذه المطاعم.كما نصبت وزارة التضامن لجانا خاصة تتكفل بعملية مراقبة نوعية المواد الغذائية المستعملة وضمان مطابقتها للشروط الصحية وذلك خشية حدوث تسممات جماعية خاصة وان الشهر الكريم يتزامن مع فصل الصيف الذي تكثر فيه التسممات، كما تتكفل لجان أخرى بمراقبة مصير المواد الغذائية المخصصة للمطاعم وضمان عدم تحويلها لمآرب شخصية أو ان تأخذ طريقا غير الذي خصصت له. الهلال الأحمر يجند 7 آلاف متطوع للعمل في مطاعم الرحمة من جهته جند الهلال الأحمر الجزائري أزيد من 7 آلاف متطوع على المستوى الوطني للمشاركة بداية من أول أيام رمضان في العملية التضامنية الخاصة بهذا الشهر، لاسيما ما تعلق بالعمل في مطاعم الرحمة وتوزيع قفة رمضان على العائلات المعوزة.وأشار الأمين العام للهلال الأحمر الجزائري «لحسن بوشاقور»، في تصريح له أن توزيع قفة رمضان تتم مباشرة في بيوت العائلات أو على مستوى مقرات الهلال الأحمر عبر التراب الوطني مع مراعاة الحفاظ على كرامة المواطن، وأضاف بأن هذه العملية تتم بالتنسيق مع السلطات العمومية والبلديات ومديريات النشاط الاجتماعي، مشيرا إلى أن الهلال الأحمر الجزائري المتواجد على مستوى 48 ولاية يضم لجانا تتفرع بدورها إلى لجان دوائر ولجان محلية.وبشأن أماكن إطعام المعوزين وعابري السبيل أوضح «بوشاقور» أنه «لا يمكن إعطاء رقم محدد للمطاعم لأن فتحها يتم تدريجيا خاصة خلال الأيام الأولى من هذا الشهر»، غير أنه أكد أن المطعم الواحد يقدم بين 100 و150 وجبة يوميا، وبعد أن ذكر بأن العام المنصرم «عرف فتح 243 مطعما» أبرز الأمين العام للهلال الأحمر الجزائري أن الموافقة على فتح مطاعم الرحمة تخضع إلى شروط دقيقة تخص النظافة والصحة، من جهة أخرى، أوضح ذات المسؤول أن العملية التضامنية للهلال الأحمر الجزائري لا تقتصر على الإطعام وتوزيع قفة رمضان بل تتعداها إلى تنظيم عمليات ختان للأطفال المعوزين في منتصف هذا الشهر الفضيل وفي ليلة القدر إلى جانب برامج خاصة بزيارة المرضى في المستشفيات لاسيما خلال أيام عيد الفطر. الكشافة الإسلامية تفتح 59 مطعم للرحمة عبر 16 ولاية أعدت القيادة العامة للكشافة الإسلامية الجزائرية خلال الشهر الفضيل سلسلة من العمليات التطوعية تضمنت مبادرات خيرية فقد تم فتح هذه السنة 59 مطعم عبر 16 ولاية و هي أم البواقي، البليدة، بومرداس، سطيف، المدية، سوق أهراس، تيبازة، ميلة، النعامة، الجزائر، المسيلة، البويرة، تمنراست، تبسة، غرداية و سيدي بلعباس.عكف فيها قادة الكشافة المتطوعين -حسب بيان- المقدر عددهم ب 1135 متطوع في اليوم على تقديم 9550 وجبة إفطار ساخنة موجهة خصيصا لعابري السبيل و المحتاجين و الفقراء،وأضاف البيان أن العاصمة وحدها فقد وصل عدد المطاعم الموفرة عبر العديد من بلدياتها و الأحياء السكنية بها إلى 22 مطعم،حيث يسهر الشباب المتطوع على تقديم 2600 وجبة إفطار ساخنة يوميا وذلك بمقرات الكشافة الإسلامية الجزائرية و مقرات أخرى كما يتم توصيل وجبات الإفطار الساخنة للعائلات المعوزة إلى مكان إقامتهم حفاظا على كرامتهم.للإشارة فإن القائد العام نورالدين بن براهم رفقة إطاراته سينظمون زيارات ميدانية بداية الأسبوع المقبل لهذه المطاعم قصد الوقوف على عملية سيرها و معاينة شروط الصحة و النظافة الواجب إتباعها و العمل بها،تجسيدا لروح التضامن و التآزر و سعيا لتنمية العمل الخيري بين أفراد المجتمع الجزائري. الإجراءات الإدارية تحدث تراجعا في عدد مطاعم الرحمة أكدت مسؤولة لجنة النظافة بولاية الجزائر حورية أولبصير في تصريح لها أن مكاتب النظافة على مستوى البلديات تلقت تعليمات جديدة بعدم منح ترخيص فتح مطاعم الرحمة للمحلات التي لا تتوفر على تهوية ومطابخ نظيفة، خاصة وأن العديد من المطاعم فتحت أبوابها العام الماضي في ظروف كارثية ما تسبب في استقبال غير لائق لعابري السبيل الذين كانوا يتناولون وجبة الإفطار بشكل غير مريح وغير صحي، لأن بعض المحلات لا تتوفر حتى على حنفية ماء وهذا ما يجعلها حسب المتحدثة غير مهيأة لاستقبال الصائمين.وأضافت أن عددا معتبرا من البلديات في العاصمة عجزت عن تنظيم مطاعم الرحمة هذا العام بسبب غياب التأطير ونقص الإمكانيات المادية، ما يجعل المحسنين في مقدمة القائمين على هذه المطاعم التي يجب أن تكون آمنة ومريحة. جمعية ناس الخير الأنشط في التضامن في الوقت الذي يمضي فيه عشرات الآلاف من الشباب الجزائري العاطل عن العمل والعامل، في تمضية أوقات الفراغ الطويلة والمملة بالتسلية و مشاهدة التلفزيون، وجدت قلة منهم أفضل السبل لاستغلال ساعات الفراغ من خلال تقديم يد المساعدة للغير•• هؤلاء الشباب الذين أسسوا حركة ''ناس الخير'' التي ذاع صيتها عبر كامل ولايات الوطن، و التي كثفت من نشاطاتها في هذا الشهر الفضيل لإطعام عابري السبيل و اليتامى و الأرامل.وفي سياق ذي صلة بتراخيص فتح هذه المطاعم قال رئيس جمعية "ناس الخير" لولاية البليدة، توفيق كرميش، أن الجمعية تقدمت بملف لفتح 15 مطعما، لم تتحصل سوى على خمسة تراخيص بسبب افتقاد عشرة محلات لشروط النظافة والتهوية. وهذا ما جعل العديد من الأحياء دون مطاعم رحمة، ما دفع عابري السبيل للتنقل إلى أحياء مجاورة.وأرجع أعضاء الجمعية أن هذه المطاعم عرفت تراجعا كبيرا لأسباب تتعلق بتزامن رمضان مع العطلة الصيفية أين غادر طلبة الجامعات إلى مقر سكناهم باعتبارهم أكثر المقبلين على هذه المطاعم، بالإضافة إلى توقف عمل ورشات البناء. وقالوا عن الإجراءات الإدارية الجديدة، أنها جاءت من أجل الحفاظ على كرامة وصحة عابري السبيل وضمان خدمات ووجبات نوعية. يتطوعن لكسب الأجر و الثواب اختارت بعض الفتيات مدّ يد العون ومساعدة الجمعيات والبلديات على إعداد أطباق موائد الرحمة، من خلال العمل التطوعي في شهر رمضان. ورغم حرص أغلب الفتيات على قضاء شهر الصيام رفقة عائلاتهن، إلا أن فئة أخرى اختارت قضاء هذا الشهر في خدمة الصائمين، فتنتهز الكثير من الفتيات فرصة قدوم شهر رمضان الكريم للتقرب من الله، بالإكثار من عمل الخير ومساعدة المحتاجين. وتعتبر مطاعم الرحمة مكانا مفضلا تقصده الكثير من الفتيات كمتطوعات للمساعدة في إعداد فطور الصائمين، حيث يقمن بتسجيل أنفسهن قبل بداية الشهر الكريم على مستوى البلديات أو الجمعيات كمتطوعات لخدمة الصائمين من المحتاجين وعابري السبيل.