يبدو أن فضائح وعيوب التنظيم التي طبعت امتحانات شهادة البكالوريا في ولاية الجلفة تتكشف كل يوم من أيام هذا الموعد الهام في حياة إخوتنا وتلاميذتنا... يبدو أن فضائح وعيوب التنظيم التي طبعت امتحانات شهادة البكالوريا في ولاية الجلفة تتكشف كل يوم من أيام هذا الموعد الهام في حياة إخوتنا وتلاميذتنا، و هو ما يطرح تساؤلات كبرى حول العلبة السوداء التي تحضر هذا الموعد وتصف نفسها أنها في خدمة التلميذ وتسهر على توفير الشروط المادية والمعنوية اللازمة لهم حتى يجتازوا هذا الامتحان في كل أريحية و هدوء. إلا أن الواقع يناقض تصريحات مسؤولي التربية في الجلفة، وهو ما لمسناه في أول من تصريحات رسمية تتشابه هنا في الجلفة و في كل ولاية، إلا أن الأخطاء و الكوارث التنظيمة التي عصفت بمصير عدد من تلاميذتنا بينت أن الكلام الرسمي في واد و الحقائق على أرض الواقع في واد. و السؤال الذي يطرح هنا في مسألة التنظيم لهذا الموعد، هو مسألة التوجيه المترشحين من داخل بلدياتهم ودوائرهم إلى دوائر وبلديات أخرى، وكل هذا من أجل تفادي ومحاربة والقضاء على الغش داخل مراكز الإجراء، إلا أن هؤلاء المسؤولين لا يولون أي اهتمام للجانب المعنوي في هذه المسألة، ولا يرون لها من جانب الوضعية النفسية التي يتعرض لها المترشح بهذا التوجيه غير المسؤول وغير المدروس. فكيف يمكن أن نوجه مترشح من بلدية بنهار إلى بلدية دار الشيوخ أو مسعد والعكس صحيح، وكيف يمكن أن نوجه بناتنا إلى دوائر و بلديات بعيدة عنهم وهم غير قادرات – في أغلبهن- على تحمل مشاق السفر و النهوض الباكر و الانتظار أمسية كاملة في العراء لإجراء الامتحان الثاني، كما لا ننس مشكل قلة وسائل النقل الذي يعرضهن لمضايقات ويعرض المترشح أيضا للتأخر وللتعب و الإرهاق. كل هذا يحدث و القليل فقط من البلديات من آلت على نفسها تحمل تبعات القرار الخاطئ والظالم في حق المترشحين و خصوصا المترشحات، حيث عملت هذه المجالس المنتحبة على التكفل بالقادمين من خارج البلدية بالإيواء و الإطعام خصوصا وجبة الغداء. كل هذا و مديرية التربية لا تحرك ساكنا في مسألة التكفل بالمترشحين الذين وجهوا إلى مراكز خارج عن بلدياتهم، وكأن الأمر يعني المترشح وأهله فقط ولا دخل لها في ذلك. وأحدثكم عن موقف من المواقف التي تتكرر في هذا الموعد الهام في حياة أبنائنا، فهناك مجموعة من بناتنا تم توجيههن إلى بلدية عين وسارة (غالبيتهن من بلدية الجلفة) ومن بعد انتهاء الاختبار الأول وجدن أنفسهن خارج المركز من دون أن يعلمن إلى أي وجهة يتجهن، فبقين في الخارج أكثر من نصف ساعة، ولكم أن تتصوروا وضعهن بعيدات عن أهلن قلقات من الاختبار، وحالة الإعياء التي تصحب الاستيقاظ الباكر و السفر الطويل (الجلفة- عين وسارة)، إلا أنه بعد مرور النصف ساعة توجهن إلى الشرطي عند باب المركز وطلبن منه أن يبلغ رئيس المركز أنهن في حالة تعب ولا يجدن مكانا يأويهن، فما كان من رئيس المركز إلا أن اتخذ القرار بإدخالهن إلى الساحة فقط، وبالتالي يتجنبن البقاء في الخارج و الذي قد يعرضهن للاعتداء أو غيره. هنا ربما نشكر رئيس المركز الذي تحمل مسؤولية هذا العمل، ولا نلوم المجلس البلدي لعين وسارة لأن هذا ليس من مسؤوليته المباشرة، ولكن الذي يوجه له السؤال و اللوم هو المسؤول الأول عن القطاع والذي نراه الوحيد الذي يتحمل المسؤولية و الوحيد الذي يتحمل تبعات حدوث أي مكروه للفتيات اللواتي وجدن أنفسهن في العراء و من دون أي مأوى لهن في انتظار ساعة الإختبار الثاني. نجد في الأخير أن هذا التوجيه "العشوائي" للمترشحين ومن دون تحمل لتبعاته يضاف إلى الأخطاء التي وقعت في امتحان هذه السنة و في السنة الماضية، وبالتالي فإن الوزارة الوصية و السلطات المحلية وهيئات المجتمع المدني مدعوة جميعا وكل حسب قدرته وتخصصاته، بأن يتحركوا جميعا بغية الحد من فوضاوية التسيير الذي تعيشه هذه المديرية منذ فترة والذي يعود بالسلب وبكل تأكيد على تحصيل التلاميذ وعطاء الأستاذ و المعلم، فالله الله في أبنائنا وتلامذتنا يا مسؤولي التربية في ولايتنا.